إعلان

54 عامًا على رحيل استيفان روستي.. حضر عزائه ورفض العمل في إسرائيل

10:11 م السبت 12 مايو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - بهاء حجازي:

54 عاما مروا على رحيل الشرير الظريف "استيفان روستي"، رائد من رواد مدرسة التلقائية، الذي يستطيع أن يُميتك من الضحك دون أن يبذل أي مجهود، واحد من أهم كوميديانات السينما المصرية عبر عصورها، وواحد من أهم من برعوا في أدوار الشر في السينما المصرية، تميز بأداء تمثيلي فريد لم يقلد فيه أحدًا، ولم يتمكن أي ممثل من تقليده.

ولد " استيفانو دي روستي" بالقاهرة لأب نمساوي كان يعمل سفيرا للنمسا في مصر، وأم إيطالية وعاش طفولته في حي شبرا.

كبر استيفان وسافر إلى أوروبا بحثا عن فرصة عمل، ولكنه عاد سريعا بعد نصيحة من المخرج محمد كريم للعمل في السينما وانضم إلى فرقة الفنان عزيز عيد المسرحية، وانخرط في العمل الفني، يُخرج تارة ويكتب تارة ويقف أمام الكاميرا مؤديا لأعظم الأدوار تارة أخرى.

وقع استيفان روستي في حب راقصة نمساوية كانت تعمل في مصر، أحبها لدرجة الوله، لكنها قررت أن تسافر فجأة إلى النمسا، لم يستطع العيش بدونها فقرر أن يجمع الأموال من كل من عرفهم، وقرر أنه يسافر لكي يتزوجها، وصل إلى النمسا ليجد الراقصة التي أحبها في أحضان والده.

اكتشف استيفان أن حبيبته كانت تحب والده دون أن تعلم ودون أن يعلم هو. عنفه والده وطلب منه الرجوع إلى القاهرة حيث تُقيم أمه.

ظل استيفان بعدها في حالة إضراب تام عن الزواج حتى قابل فتاة إيطالية تثدعي مارانا وقع في حبها، وتزوجها وأنجب منها تؤام ولكنهم ماتوا صغارا مما أثر على نفسيته.

الدراما في حياته لا تنتهي، لقد قرر شرير السينما الظريف السفر للإسكندرية وأخذ زوجته وظل هناك بعيدا عن القاهرة المزدحمة وضغط العمل، أحدهم أطلق شائعة وفاته، وبينما كان استيفان يجلس أمام البحر في بلكونته يستمع إلى الراديو سمع المذيع يقرأ خبر وفاته وفقا للشائعة التي صدقتها نقابة المهن التمثيلية وأقامت سرادق عزاء لاستيفان.

عاد إستيفان روستي ودخل إلى عزائه، ليرى من يبكيه بصدق ومن فرح بعودته.

كان استيفان يحب أن يقوم بكل شيء بنفسه، لا يثق في أحد، كان يجد متعة شخصية في عمل ما يحبه، لذا تجده يقف بملابسه الداخلية ليغسل سيارته بل ويظل فخورا بهذا لكي يتم تصويره، كان بسيطا محبا للحياة والناس.

مع قيام دولة إسرائيل في عام 1948 عملت على جذب العديد من القوى الناعمة إلى أراضيها وبالطبع وجهت أنظارها صوب الشرق الأوسط وأرسلت إلى استيفان روستي ليقوم بثلاثة أفلام على أراضيها دعما لإسرائيل ومحبة في الشعب الإسرائيلي، رفض إستيفان روستي الأمر وعلق "أنا ممثل مصري لا أعمل في كيان محتل".

ذهب مع أصدقائه لمشاهدة فيلمه "أخر شقاوة" وبعد مشاهدة الفيلم ذهب إلى المقهى فشعر بألم في قلبه فذهب إلى المستشفى وعاد منها في حالة خطرة وبعدها بساعات مات، الأمر الذي ضغط على أعصاب زوجته ولم تتحمل رحيل رفيق العمر فجُنت وتحملت النقابة تكاليف سفرها للعلاج بالخارج بعد خطاب من إسماعيل ياسين إلى مجلة الكواكب.

رحل شرير السينما الظريف طاويا صفحة من كوميديا راقية لا تجرح، كوميديا هدفها الوحيد لرسم الابتسامة.

فيديو قد يعجبك: