إعلان

''الطوبجي''.. 20 عاما من نحت البهجة

06:32 م الإثنين 15 سبتمبر 2014

محمود المليجي النحات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- يسرا سلامة:

من الخشب تبدأ العروسة في التشكل، من قطع خشبية صغيرة، تظهر ملامح القطعة الواحدة، وتتماسك كل بمثيلتها، ينقسم جسدها من ثلاثة أجزاء هم الرأس والوسط والجزء السفلي، حتى تدب فيها الحركة، لتبدأ تفاصيلها من يد ''محمود الطوبجي''.

ببالطو أبيض تناثرت عليه قطع النشارة يقف ''المليجي'' داخل غرفة ضيقة أعلى مسرح العرائس، عاقد العزم بكلتا يديه خلف أزميل حديدي وفوق قطعة خشبية، يصنع عليها الشخصية التي رسمها المصمم، اتفاق بينه وبين المصمم ومخرج العمل يتم بعدها تنفيذ شخصيته، ليبدأ ''الطوبجي'' مهام عمله الصعب والممتع.

المرحلة الأصعب لـ''الطوبجي'' هي نحت وجه الشخصية، يأتي بعد ذلك جسدها ويديها مكملة لها، سبع وعشرون عامًا هي عمر ''المليجي'' داخل أروقة المسرح، لايزال متذكرا عرضه الأول الذي نحت فيه شخصياته ''اختارنا لك''، ليكون ''سنوحي'' العرض رقم 34 في تاريخ أعماله.

لا تتوقف العروسة لدى ''المليجي'' على عمر واحد فربما نفس الشخصية يحتاجها مخرج العمل في أكثر من عمر أو وجه لها، علي سبيل المثال نفس الشخصية مرة سعيدة ومرة غاضبة، وهكذا، يدفع به لاستخدام ''الجبس أو الطين'' بدلًا من الخشب، ويكون هو كالنيجاتف للشخصية علي الفوم أو البوليستر، حتي ينتهي من إعداد العروسة، ليشرع الاتيليه في تصميم الملابس لها، واضفاء اكسسورات مناسبة لروح الشخصية.

يتمنى ''المليجي'' أن يصبح لمسرح العرائس دور أكبر، واهتمام أكثر من ذلك من القائمين على شئون الفن في البلاد ''ليه مايكونش في كل محافظة مسرح للعرائس، ويبقي فيه مهرجان للعروض كل سنة؟'' حلم للرجل الخمسيني الذي قضي عمره بين جنبات المكان ينحت في وشوش العرائس، غصة في قلبه من الإهمال الذي يطال المسرح ''للأسف مفيش جيل جديد يستلم مننا روح المهنة'' يقول ''المليجي'' إن المسرح لا يجذب مزيد من الشباب، لأنه في النهاية ''مؤسسة حكومية'' تواجه الروتين في التعيينات والتوظيف، وليس الإبداع هو المحدد.
''الهيئة أوقفت التعيينات في المسرح منذ فترة'' يشرح ''المليجي'' السبب في هجران الشباب للمسرح، وحتي للكبار، فعم ''حسن'' المسئول الوحيد عن ''الميكانزم'' أو تركيب قطع الحركة في العرائس كان يعمل بعد خروجه على المعاش، بسبب عدم وجود بديل له، حتى تعلم على يده أحد الصبية، وظل يعمل حتى وافته المنية.

يختتم ''المليجي'' حديثه بأن ''الليلة الكبيرة'' عرض العرائس الشهير هو الوحيد الذي يتم إعادته من حين لآخر، خاصًة عن تنقل أفراد المسرح إلى المحافظات أو إلى الخارج في عواصم مثل الهند أو الصين او غيرها، يسافر ''المليجي'' بصحبة العاملين من زملائه في المسرح إلي الخارج، يلاقي بهذه الدول ترحيب شديد وتقدير لصناع الفن.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان