إعلان

الفيلم الوثائقي: اكتشاف فيفيان ماير.. فتاة الكاميرا

02:24 م الأحد 22 فبراير 2015

اكتشاف فيفيان ماير

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:
هل يُمكن أن تعرف شخص دون أن تراه؟ تسمعه وتحاوره ؟ تراه على الأقل عبر شاشة تليفزيون يتحدث في أحد اللقاءات ؟ أو يكون مقربًا لصديق من خلاله تستطيع أن تعرف عنه ولو قليلًا؟، ما بالك إذا كان ذلك الشخص غير موجود بيننا بالأساس، توفته المنية دون أن تعرفه، ولست وحدك في ذلك بل البشرية كلها لم تعلم عن ''فيفيان ماير'' سوى بعد وفاتها في 2009.

شعر قصير وملامح دقيقة، نظرة صارمة لم تتغير منذ الطفولة، ملابس بسيطة، وكاميرا تحاوط عنقها دائمًا، وتواجه بها العالم، هكذا كانت المصورة ''فيفيان ماير''، التي تكاثرت الأحاديث حولها، ولم يكتشف العالم صورها المبهرة سوى بعد وفاتها، حيث أقيمت المعارض بأمريكا الشمالية والجنوبية، أوروبا، وآسيا.

''اكتشاف فيفيان ماير'' هو الفيلم الوثائقي المرشح لأوسكار هذا العام، وضع ''معلوف''، وهو مخرج وكاتب الفيلم بجوار الشاب ''شارلي سيسكل''، على كاهله مهمة التعريف بالمصورة ''ماير''، صادفه الحظ لإيجاد بعض من كنزها، لم تكن سيدة اعتيادية، بل كانت تحب الأرشفة، كل ما قامت به خزنته، من نيجاتيف أفلام لايصالات وتذاكر، اكسسوارات نسائية، حتى الجرائد التي قرأتها مخزنة أيضًا، خلال أحد المزادات عام 2007 عثر ''معلوف'' على ذلك الكنز.

قبل عام من وفاة المصورة ''فيفيان ماير''، كان ''رون سلاتري''، و''راندي برو'' يضعان بعض الصور لها على شبكة الإنترنت، لكن لم يتعرف عليها الكثير حينها، غير أن القدر وضع في طريق ''جون معلوف'' الشاب الثلاثيني بعض من حياة الآنسة ''ماير''، لتقوم شهرتها منذ قيام المدونة بأكتوبر 2009 التي وضع عليها ''معلوف'' صور كثيرة التقطتها، ولتذهل الكثير، لأن هناك من استطاعت تصوير الحياة بأمريكا في الخمسينيات والستينيات بعين أخرى لم يروها من قبل.

كقطعة بازل هي ''فيفيان ماير''، غير أنه كان على ''معلوف'' أن يجد قطع البازل أولًا قبل ترتيبها، قام بما هو أشبه بتحقيق استقصائي عن فتاة الكاميرا، بحث بين حاجياتها ليصل لعناوين أقامت بها في شبابها وحتى الأربعينيات من عمرها تقريبًا، الآنسة ماير كانت مربية أطفال، عملت بأكثر من منزل، وأقامت بغرف عديدة، لم يكن لها بيت تسكن إليه، لذا كانت حاجياتها تنتقل معها من بيت لآخر.

في سعي ''معلوف'' تجاه الاقتراب من سيرة ''ماير'' تعرف على عدد كبير ممن عملت لديهم، أغلبهم أجمع أن المربية هي سيدة غامضة، لا يعلم أحد من أين جاءت، ترتدي المعاطف الطويلة بالشتاء، القمصان الرجالي بعض الشئ في الصيف، ولها مشية عسكرية، كما أنها ترتدي الكاميرا طيلة الوقت، ولديها لكنة فرنسية.

قطع البازل التي ظل معلوف يبحث عنها لينتج فيلمه كان ثانيها معرفته أن لها جذور فرنسية بالفعل، الآنسة ماير المولودة عام 1926 بنيويورك، عاشت بضع سنوات بقرية صغيرة في فرنسا، وعائلتها من المهاجرين لأمريكا، عرف الشاب الثلاثيني أيضًا أنها أحبت فكرة السفر حول العالم، وهو ما فعلته بمفردها، حيث زارت أمريكا الجنوبية، مصر، الهند واليابان والعديد من الدول الأخرى.

أثناء سير الفيلم الوثائقي ستشعر لبعض الوقت أن ''ماير'' ماهي إلا ماء، كلما حاولت الإمساك بها أفلتت منك، كلما جاهدت لترتيب قطع البازل التي وصل إليها ''معلوف'' ستتوه، أو هكذا هُيأ لنا حيث القصة تبدو مثيرة، وهو القائل بالفيلم ''وظيفتي هو وضع ماير في صندوق التاريخ''، ظلت ماير شخصية مُبهمة، وهناك بعض الشكوك كما أوضح مقال أجنبي في ''زا ديلي بيست'' حول سعي ذلك نحو ''فيفيان ماير'' وتركيب قصتها لتظل في خانة السيدة الغامضة.

المقابلات التي اعتمد عليها ''معلوف'' لم تفد سوى أن ''ماير'' هي سيدة وحيدة وغريبة الأطوار، وفي الحقيقة فإن السيدة ماتت بالفعل دون أن يكون بجوارها أحد، حيث قام برعايتها شباب قامت على تربيتهم صغار، فتكفلوا بسكنها في شقة بمجمع سكني في شيكاجو، وفي يناير 2009 بسبب مرضها انتقلت للعيش بدار للرعاية هي حديقة الهايلاند، وكل ما كان يعرفه عنها جيرانها أنها السيدة التي تجلس على كرسي وحيدة، رحلت ماير بعدها في ابريل 2009.

''نوعًا ما أنا جاسوسة''.. هكذا قالت الآنسة ماير عن نفسها بأحد الفيديوهات التي صورتها لأطفال قامت برعايتهم، وما بقي من ماير هو صورها، تلك العين التي استطاعت رصد أشكال الحياة المختلفة بشيكاجو، الرقة والحب، التناقض والقبح، السخرية من البشر، كل تلك الأنواع رصدتها فتاة الكاميرا، وهو ما خلف لديها أكثر من 150 ألف صورة، لم تقم بطباعتها، بل دلل عليها آلاف أفلام النيجاتيف، التي قبعت منتظرة اليد التي ستطبعها وتريها للعالم.

-يترشح فيلم ''إيجاد فيفيان ماير'' للأوسكار، كأفضل فيلم وثائقي.

vivian1

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: