إعلان

الكشف عن خطاب نادر لأينشتاين يحذر فيه من النازية الألمانية

07:07 م الجمعة 09 نوفمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سامي مجدي:
قبل أكثر من عقد من الزمان من وصول النازيين للسلطة في ألمانيا، كان ألبرت أينشتاين هاربا. كان خائفا على مستقبل بلاده. فالمتطرفون اليمنيون كانوا قد اغتالوا صديقه اليهودي وزير خارجية ألمانيا فالتر راثناو، وحذرته الشرطة من أن حياته قد تكون في خطر.

تلك المعلومات أوردها الفيزيائي صاحب النسبية والحائز على جائزة نوبل في خطاب بخط اليد كُشف النقاب عنه مؤخرا.
كان أينشتاين، المولود في مارس 19879 في مدينة أولم بألمانيا، قد فر من برلين ليختبئ في شمال ألمانيا، في تلك الفترة كتب خطابا إلى شقيقته الصغرى مايا، يحذر فيه من القومية ومعاداة السامية المتنامية قبل سنوات من وصول النازيين للسلطة، الأمر الذي أجبره على الفرار من موطنه الأصلي، ألمانيا إلى ملاذ آمن.
كتب أحد أبرز علماء الفيزياء في العصر الحديث يقول في خطابه المؤرخ في أغسطس 1922، "هنا، لا أحد يعرف أين أنا، وأعتقد أنني سأكون في رحلة. في هذه الحالة، نعيش أوقاتًا قاتمة اقتصاديًا وسياسيًا، لذا يسعدني أن أتمكن من الابتعاد عن كل شيء."

الخطاب الذي لم يُكشف النقاب عنه من قبل يعرض في مزاد الأسبوع المقبل في القدس بسعر مبدئي يبلغ 12 ألف دولار أمريكي، بحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
وخضعت حياة أينشتاين وكتاباته للكثير والكثير من الأبحاث. وتضم الجامعة العبرية في تل أبيب التي كان عالم الفيزياء الشهير أحد مؤسسيها أكثر مجموعة في العالم من المواد عنه. وتدير الجامعة ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) مشروع أوراق أينشتاين. كما أن خطاباته الشخصية عرضت في مزادات وجمعت مبالغ كبيرة في السنوات الأخيرة.
يكشف الخطاب المكتوب في 1922 المعروض في المزاد قلق أينشتاين ومخاوفه على مستقبل ألمانيا قبل عام أولى محاولات النازيين للانقلاب على السلطة في ولاية بافاريا.
نقلت أسوشيتد برس عن ميرون إرين، أحد مالكي صالة كديم للمزادات في القدس، قوله:

"هذا الخطاب يكشف لكنا الأفكار التي كانت تدور في ذهن أينشتاين وقلبه في مرحلة مبكرة جدا من الإرهاب النازي. العلاقة بين ألبرت ومايا كانت شديدة الخصوصية وقريبة، الأمر الذي يضيف بعدا اخر لأينشتاين الرجل، وأصالة أكبر لكتاباته."

لم يحمل الخطاب أية عناوين للرد عليه.
ويفترض أن أينشتاين كتبه أثناء إقامته في مدينة كيل الساحلية قبل أن يشرع في جولة طويلة قادته إلى بلدان كثيرة في أسيا، بحسب الوكالة الأمريكية.
كتب أينشتاين يقول:

"أعمل بشكل جيد، على الرغم من معاداة السامية بين الزملاء الألمان. أنا منزعج بشدة هنا، من دون ضجيج وبدون مشاعر غير سارة، واتكسب أموالي بعيدا عن الدولة، لذا حقا أنا رجل حر. أتدرين، أنا على وشك أن أصبح نوعًا من الواعظ المتجول. هذا، أولاً، أمر لطيف، وثانيا، ضروري."

وفي محاولة لتبديد مخاوف شقيقته، كتب يقول:
"لا تقلقي بشأني، أنا نفسي لا أشعر بقلق، حتى إذا لم يكن ذلك حقيقيا بشكل كبير، الناس مستاؤون جدا. في إيطاليا، يبدو الأمر بنفس السوء على الأقل."
حصل أينشتاين على نوبل في الفيزياء في عام 1921.

وقال زئيف روزنكرانز، المدير المساعد لمشروع أوراق أينشتاين في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، إن الرسالة لم تكن المرة الأولى التي يحذر فيها أينشتاين من معاداة السامية الألمانية، لكنه استحوذ على حالة ذهنية في هذا التقاطع الهام بعد مقتل راثناو، و"المنفى الداخلي" الذي فرضه على نفسه بعد فترة وجيزة من ذلك، وفقا لما نقلته أسوشيتد برس.

تابع: "كان رد فعل آينشتاين الأولي من الذعر والرغبة في مغادرة ألمانيا إلى الأبد. في غضون أسبوع، غير رأيه. يكشف الخطاب عن عقلية نموذجية لأينشتاين، وفيها يعلن أنه لا يتأثر بالضغوط الخارجية. قد يكون أحد الأسباب هو تهدئة مخاوف شقيقته. آخر هو أنه لا يحب أن يعترف بأنه كان متوترًا بشأن العوامل الخارجية."

عندما وصل النازيون إلى السلطة في ألمانيا وبدأوا في سن تشريعات ضد اليهود، كانوا يهدفون أيضًا إلى تطهير العلماء اليهود. رفض النازيون أعمال أينشتاين الرائدة، بما في ذلك قانون النسبية، ووصفوها بـ"الفيزياء اليهودية."
تخلى أينشتاين عن جنسيته الألمانية في عام 1933 بعد أن أصبح هتلر مستشارًا. واستقر به المطاف في الولايات المتحدة التي حصل على جنسيتها في 1940، وبقي فيها حتى وفاته في مدينة برينستون في نيوجيرسي في عام 1955، بحسب موقع الأكاديمية السويدية للعلوم التي منحته نوبل في الفيزياء.
ومن المعروف أن أينشتاين رفض دعوة من إسرائيل ليكون أول رئيس للدولة الوليدة في أواخر أربعينات القرن الماضي، وفقا لما ذكره الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل الذي قابل العالم الفذ في خمسينات القرن الماضي ونشر المقابلة في أحد كتبه.

فيديو قد يعجبك: