إعلان

مذكرات رؤوف غبور (2): وزير النفط العراقي عرض عليّا تهريبه لإيران.. وجعلوني وسيطا مع أمريكا وكان الرد قاسيا

02:14 م الأربعاء 09 نوفمبر 2022

رجل الأعمال رؤوف غبور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبد الفتاح العجمي:

صدرت مذكرات رجل الأعمال رؤوف غبور، عن الدار المصرية اللبنانية، يوليو الماضي، في 252 صفحة. وفي المذكرات، خصص مؤسس مجموعة شركات "جي بي أوتو"، الفصل الثالث عشر، للحديث عن علاقاته واستثماراته في الأسواق العربية بداية من عام 2000.

يقول إنه في العراق عام 2002، توقفت الأمم المتحدة عن تمويل برنامج "النفط مقابل الغذاء"، وبالتالي واجه "غبور" أزمة في الحصول على مستحقاته، فأرسله وزير التجارة محمد مهدي صالح لوزير النفط العراقي ليمنحه النفط الخام مقابل البضائع التي يوردها للعراق، سأل "غبور" وزير النفط: "ماذا سأفعل به؟"، فرد: "تبيعه إلى إيران بالطبع".

وحسب "غبور"؛ أضاف وزير النفط آنذاك: "هناك كميات من البترول العراقي يتم تهريبها بعيدا عن الحصة التي تسمح بها الأمم المتحدة وتراقبها وتتولى إدارة مقابلها المادي"، قال له إن هذا الإجراء مخالف، فكان رد الوزير: "كله شغال كده"، فسأله "غبور": "ولمن سأبيع هذه الكميات؟"، فرد: "لأولاد الملالي"، ورفض هذا الاقتراح، يوضح: "خفت على اسمي وسمعتي والحمد لله أنني لم أفعل"، واستمر عمل "غبور" خلال هذه المرحلة في العراق، ولكن بحذر.

"غبور" يقول إن أبناء القيادات الإيرانية، ورجال الدين، كانوا يعملون في تهريب النفط العراقي، وقد حققوا ثروات طائلة من ورائه، وهناك شخصيات مصرية وعربية استفادت من هذا التهريب، بعضهم كان يحصل على "كوبونات" بحصص البترول المهرب، ثم يُحصّلها فيما بعد بوسائل خلفية ومعقدة من وراء ظهر نظام العقوبات.

وفي صيف 2002 تم تعيين رؤوف غبور في المجلس الرئاسي المصري الأمريكي، وبعد فترة قصيرة جاءه اتصالا من السفير العراقي بالقاهرة نبيل نجم، يطلب مقابلته لأمر عاجل، وحينما التقاه أبلغه أن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان، يدعوه على العشاء.

وفي قصره المُطل على نهر دجلة ببغداد؛ استقبل "رمضان" رجل الأعمال المصري استقبالا كريما، وكان العشاء عبارة عن سمك مشوي بالطريقة العراقية "المسجوف"، وسريعا ما أخبره بالموضوع الذي يريده من أجله، قال له: "أنا حصلت على موافقة من الزعيم صدام حسين بأن نُبرم اتفاقات تجارية على الفور مع الولايات المتحدة بقيمة 20 مليار دولار، وعليهم أن يختاروا المجالات التي يريدون أن يتاجروا معنا فيها، وأنت يا سيد رؤوف ستكون الوسيط في هذه الصفقة الكبيرة، وعليك أن ترتب لنا موعدا في العراق أو مصر أو أوروبا لتوقيع العقود.. نحن في بغداد لسنا في عداء أو خصومة مع واشنطن أو غيرها".

عاد "غبور" من العراق للأردن ومنها لمصر، وفي اليوم التالي اتصل بالسفير الأمريكي ديفيد والش، وقال له إنه يحمل رسالة عاجلة من بغداد، التقيا وشرح له رجل الأعمال الأمر، فكان رده: "يا رؤوف أنا لا أحتاج العودة إلى واشنطن للحصول على رد منهم، لقد حُسم الأمر، أنا سأمنحك الرد فورا، نحن لدينا قائمة بحوالي 52 اسما من قيادات الصف الأول في بغداد، نريدهم أن يتركوا الحكم والعراق فورا مقابل عدم استهدافهم أو ملاحقتهم أو محاكمتهم، نحن لا نريد أموالهم ولا بترولهم.. نحن نريدهم خارج العراق فورا".

يقول "غبور" كان الرد الأمريكي قاسيا جدا، وبعد أسبوع واحد نقله لوزير التجارة محمد مهدي صالح الموجود في القاهرة، يقول إنه حينما أخبره كان كمن يتلقى حكما بالإعدام، تغير لون وجهه، ازداد شحوبا، وكان في عينيه حزنا وقلقا عميقا، ثم نطق قائلا: "هؤلاء الأمريكيون جهلاء.. هم لا يعلمون أن العراق لا يستطيع حكمه والسيطرة عليه إلا شخص مثل الرئيس صدام حسين، العراق بدون صدام سيتحول إلى مستنقع للإرهاب ليس في المنطقة فقط، ولكن في العالم كله، العراق يضم طوائف وعشائر وديانات كثيرة، والجميع لديه سلاحه وميليشياته الخاصة، صدام سيطر على كل هذا، ونحن نتوقع أن تنشط جماعات متطرفة ومتشددة لو أرادت أمريكا غزو بلدنا".

يقول غبور: "وحدث ما توقعه الرجل".

فيديو قد يعجبك: