إعلان

عودة رونالدو.. سبتٌ سعيدٌ لجمهور مانشستر يونايتد في مصر

02:21 م السبت 11 سبتمبر 2021

ترقب أول مباراة كريستيانو رونالدو في مانشستر يونا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

بتمُهل يسير عبدالرحمن محمود في الشارع، بينما عيونه مُعلقة على هاتفه المحمول لا الطريق، بلهفة يُعيد قراءة الخبر الذي رأه للتو، ثم يكسر صمت الشارع في صرخات متتالية "Siuuuu". تلك الجُملة التي يقولها اللاعب كريستيانو رونالدو خلال احتفاله، بسلاسة جرت الكلمة على لسان الشاب العشريني، احتفالًا بعودة اللاعب إلى الديار، بعد غياب قرابة 13 عامًا.

في صفقة مُباغتة، أعلن فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي في نهاية شهر أغسطس المنصرف، عن عودة نجمه السابق، كريستيانو رونالدو (36 عامًا) إلى صفوف الفريق، بعدما توصل إلى اتفاق مع فريق يوفنتوس الإيطالي لضم اللاعب البرتغالي الحائز على لقب أفضل لاعب في العالم 5 مرات. رحّب الشياطين الحُمر باللاعب على منصات التواصل الاجتماعي بجملة: مرحبًا بك في بيتك.

ترتيبات مختلفة صارت في قاموس عبدالرحمن، الإداري في رابطة مانشستر يونايتد الرسمية في مصر، بشوق يترقب أول مباراة للاعب ضمن صفوف الفريق مُجددًا، يُعيده ذلك للحظات الأولى التي افتتن فيها بأسلوب اللاعب، وصار مُشجعًا عتيدًا للنادي الأحمر بسببه.

بالنسبة لعبدالرحمن ومُشجعي يونايتد، لا يتعلق الأمر بمُجرد صفقة، بل الحنين إلى فترة ذهبية لم تعوض في تاريخ النادي، فضلًا عن ذكريات لا تُمحى من مشوار تشجعيهم لكرة القدم.

دفقة الذكريات اجتاحت مُشجعي اليونايتد؛ أول مرة أغرموا بالفريق، أول تيشيرت كروي اشتروه في حياتهم كان للاعب كريستيانو رونالدو، ولا ينسى فؤاد سعيد، أنه حتى حينما دخل عالم الإنترنت للمرة الأولى، كان أول بريد إلكتروني في حياته باسم رونالدو 2008.

كريستيانو رونالدو، لعب مع يونايتد في الفترة بين عامي 2003 و2009، كان متوهجًا مع الفريق ومهدت تلك الفترة لإنجازات استثنائية في تاريخ اللاعب جعلته أسطورة كروية حيّة، إذ حصد عدّة ألقاب وجوائز مثل لقب الهداف التاريخي لدوري الأبطال برصيد 134 هدفًا، ولقب الهداف التاريخي للمنتخبات برصيد 111 هدفًا،

كانت المفاجأة بالنسبة لمحمود صلاح أكبر من استيعابها حينما عرف بعودة رونالدو إلى مانشستر "أسعد يوم في حياتي، أنا من الفرحة كنت بعمل احتفال الدون طول اليوم في البيت". أول ما فعله الشاب العشريني هو طلب شراء التيشيرت الخاص باللاعب حتى يرتديه في أولى مباريات النجم البرتغالي مع الشياطين الحُمر "النهاردة بالنسبة لي عيد، مجهز العلم والتيشرت على سريري زي فرحة طفل بلبس العيد بالضبط".

تابع صلاح الكُرة منذ كان في السابع من عُمره، أحّب الفريق رغم عدم فقهه بقوانين اللعبة إلى حد كبير، لكنه أحب اللاعب صاحب رقم 7 تحديدًا، وقتها في عام 2002 كان اللاعب الإنجليزي ديفيد بيكهام من يرتدي ذلك الرقم "ساعتها عرفت إن ده فريقي اللي اتعلقت بيه، ولما رونالدو انضم للفريق شغفي بقى أكبر باللعبة كلها وبيه هو تحديدًا، كان لاعب خيالي بالنسبة لي".

رافق الشاب المصري رحلة رونالدو في الملاعب، تابعه أينما ذهب، اشترى في كل مرة التيشيرت الخاص به، حتى الخاص بالبرتغال. اربتط صلاح بالنجم البرتغالي، كصديق وفي يتابعه، يتحمس له في كل خطوة، يدعمه ويُحب أن يراه دائمًا متوهج "فكرة إني بتابعه من زمان وشايفه بيكبر إزاي وبيحقق نفسه".

بشغف يترقب صلاح عودة رونالدو إلى أرض الديار مُجددًا، وفيما غير محسوم حتى الأن تواجد اللاعب في قائمة اللاعبين المُشاركين في المباراة ضد نيوكاسل في المرحلة الرابعة من الدوري الإنجليزي "لكن يكفي أشوفه بـ تي شيرت مانشستر يونايتد، دي كانت من أحلامنا في كل سوق انتقالات والنهاردة أصبحت حقيقة".

2عادت الروح مُجددًا إلى عبدالرحمن ورفاقه، متابعة الماتشات سوف تحمل مذاقًا خاصًا بتواجد رونالدو، لذا بدأ الاستعداد لمباراة اليوم المُرتقبة، من خلال الالتقاء برفاقه من مُشجعي النادي نفسه في منزل صديق لهما "مش إحنا بس، لكن كل مجموعة بتحاول تعمل ده".

لكن الوضع في الإسكندرية مُختلفًا، قرر أحمد عابدين المسئول عن رابطة مانشستر يونايتد في المدينة الساحلية أن يُرتب تجمُعًا رسميًا. اعتادت الرابطة على التجمع خلال المباريات الهامة، ولاسيما في مباريات دوري الأبطال، لكن أن يجتمعوا في مباراة عادية في بداية الدوري الإنجليزي لم تحدث من قبل، لكن بوجود رونالدو كل شيء اختلف.

لم يمنع موعد المباراة حماس جمهور يونايتد في إسكندرية عن التواجد في المقهى سويًا "في اللي خد إجازة من شغله مخصوص عشان يبقى موجود"، لكن ما يمُيز التجمع نفسه أن أعضاء الرابطة قرروا الذهاب وبرفقتهم تيشيرت رونالدو المحتفظين به من أيام الطفولة "كان عندي 12 سنة لما اشتريته مثلًا وكذلك باقي أعضاء الرابطة، ورغم إنه مبقاش على مقاسنا خلاص، لكن بيمثل لنا معاني وذكريات كبيرة".

3كانت رنا محمد في عُمر العشر سنوات حينما بدأت متابعة كُرة القدم برفقة شقيقها، خطف اللاعب البرتغالي أنظارهما، مُتعة لا مثيل لها خلال متابعة مبارياته مع الشياطين الحُمر، لذا كان طبيعيًا بالنسبة لها الانتماء إلى ذلك الكيان.

عام 2008 اقتنت رنا التيشيرت الخاص باللاعب، ظلت مُحافظة عليه في خزانتها حتى مع رحيله ومع تدهور مسيرة الفريق الإنجليزي على مدار السنوات المتتابعة "كان طول الوقت الواحد بيقول يا لو رونالدو يرجع"، وهو ما جرى "بحب اسميها عودة الابن الضال" تضحك الفتاة العشرينية.

في الرابعة من مساء اليوم السبت، تستعد رنا لمتابعة المباراة برفقة ثلاثة من صديقاتها الفتيات، أمل كبير ينتاب الفتاة العشرينية بأن الفريق عاد مُجددًا إلى طريق البطولات وزوال مرحلة الخيبات.

منذ فترة طويلة لم يساور فؤاد سعيد ذلك الشعور، أن يحاول تأجيل موعد من أجل مباراة في بداية الدوري الإنجليزي لمانشستر، لكن مُجرد رؤية اللاعب بالتيشيرت مُجددًا، شعور مهيب بداخل الشاب العشريني "بقالي فترة مُحبط من الفريق، لكن النهاردة هتفرج بمشاعر تانية خالص".

1في صمت يُراقب عبدالرحمن محمود عقارب الساعة، بينما في داخله صخب كبير إزاء لقاء اليوم السبت، ينتظر الرابعة عصرًا بفارغ الصبر، يتأمل تيشيرت عُمره 13 عامًا، لم يُفرط فيه خلال تلك المُدة امتنانًا للاعب الذي منحه أجمل لحظات كروية في تاريخ متابعته لمانشستر، طاقة الأحلام الذي حركها داخل كل من أحبه وآمن به، الاحتفال الذي صار مُلازمًا للشاب العشريني حينما يلعب كُرة القدم، لأنه يذكره بأسطورته؛ كريستيانو رونالدو.

فيديو قد يعجبك: