إعلان

"الأقصر اليوم في عيد".. كيف استعد أهالي الأقصر لافتتاح طريق الكباش؟

05:25 م الخميس 25 نوفمبر 2021

حفل افتتاح طريق الكباش المنتظر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

بحماس أخرج حمدي حسن آلات الموسيقى الشعبية من مصنعه استعدادًا للحدث العالمي مساء اليوم الخميس. كان العام الماضي قاسيًا على الرجل الثلاثيني الذي يمتلك مصنع ألباستر في البر الغربي بمحافظة الأقصر، بسبب تأثر حركة السياحة بجائحة كورونا، فيما يأتي حفل افتتاح طريق الكباش بالخير على أبناء المحافظة السياحية "عشان كدة هنحتفل في مصنعنا بالمزامير، إحنا النهاردة في عيد".

ويترقب العالم، في السابعة ونصف مساء اليوم، افتتاح طريق الكباش في احتفالية كان يقوم بها القدماء المصريون منذ أكثر من 5 آلاف خلال "عيد الأوبت" في قلب طريق الكباش الفرعوني، وذلك على الهواء مباشرة بأيادي أحفاد الفراعنة، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تتلهف كريمة شعبان لحفل الافتتاح، الأجواء في مدينتها تشّع بالبهجة، يُذكرها بالحال حينما كانت كانت صغيرة ويُقام حفل أوبرا عايدة، لكن هذه المرة "الحدث أكبر وكلنا نفسنا يجيب رزق لأهل البلد". لا تعمل السيدة الثلاثينية غير أن أغلب أفراد عائلتها يعملون في مجال السياحة بأشكال مختلفة.

من الصباح الباكر، تجلس كريمة أمام التلفاز، تُشاهد مستجدات الحدث بينما تنتظر بلهفة رؤية الحفل "كنا بنشوف الفترة الأخيرة التشطيبات والتجهيزات وعملت نقلة للأقصر". مساء اليوم تترقب عودة أقرانها لمتابعة الحدث سويًا، لا سيما أطفال العائلة "الكل قلبه فرحان للي بيحصل، العالم كله عايز يشوفنا النهاردة".

ويربط طريق الكباش، الذي يبلغ طوله نحو 2700 مترًا بين معبدي الأقصر والكرنك، وكان مُخصصًا قديمًا للمواكب الكبرى، فيما يصطف على جانبيه قرابة 1300 تمثال، تتخذ أشكال كبش كامل ورأس كبش على جسم أسد ورأس إنسان على جسم أسد.

وكان هذا الطريق غير مُكتشف حتى عام 1949 حين اكتشفوا عددًا من التماثيل في بداية الطريق، ثم امتدت أعمال الحفائر، وفي عام 2007 تم تطوير المشروع وتوقف في 2011، ثم استؤنف العمل في 2017 حتى العام الجاري.

منذ بداية الأسبوع الجاري، وأخذ يلاحظ محمد أحمد زيادة أعداد الزائرين للأقصر، إذ يعمل صاحب الستين عامًا سائقًا، وكلما نظر عن يمينه ويساره خلال القيادة شعر بأنه في "الأقصر ثانية، في تنظيم وتجميل واستعدادات بنعيشها لأول مرة في حياتنا".

0

انتابت الفرحة نفس الرجل الستيني، إذ لم يمر عليه من قبل حدثًا يغير من معالم المحافظة ويُلقي باهتمام محلي ودولي عليها "ده هينعش السياحة، وكلنا مبسوطين، كفاية الدنيا كلها تتمنى تتفرج على الحدث العظيم".

وتسهم السياحة بما يزيد عن 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، بحسب تصريحات سابقة لدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، وتأثر قطاع السياحة العالمي خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا.

وفي مصر حققت السياحة إيرادات بقيمة 4 مليارات دولار، مقارنة بـ13.03 مليارًا عن الإيرادات المحققة في العام 2019، واستقبل البلد نحو 3.5 مليون سائح في عام 2020، بينما العام الذي سبقه استقبل حوالي 13 مليون سائحًا، بحسب تصريحات صحفية مطلع العام الجاري لمستشار وزير السياحة والآثار والمتحدث باسم الوزارة، سها بهجت.

في قلب الحدث يعمل الحاج حمدي الزيات، إذ يمتلك بازار للتحف والتذكارات الأثرية في معبد الكرنك، يتأهب منذ شهور لهذا الافتتاح العالمي، عودة طريق الكباش أحدثت إنعاش في حركة البيع والشراء داخل بازار الرجل الخمسيني "الوضع اختلف كليًا، ونتمنى أنه يكمل على بعد الافتتاح".

يُعبر شعبان عن الأمنية نفسها، إذ يعمل في بازار في معبد الكرنك بعدما أُحيل على المعاش، المُحاط بأنظار العالم خلال اليوم، وبعيدًا عن مكاسب العمل، يمتّن ابن البر الشرقي للحدث المنتظر "أنا عايش وسط التاريخ بس كله حكايات من الماضي، دي أول مرة في حياتي أعيش بنفسي حدث تاريخي".

فيديو قد يعجبك: