إعلان

طبق كشري.. مشروع "فرح حلابة" عن الطبقة الوسطى من نافذة "الأنثروبولوجي"

10:24 م الخميس 07 يناير 2021

موقع طبق كشري لدراسة الطبقة الوسطى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

قبل عام بدأت فرح حلابة دراسة الأنثروبولوجي البصري بجامعة "كنت" البريطانية، وفي رسالة الماجستير اختارت نفسها لتكون محل البحث وتحديدًا للتفتيش عن الطبقة الوسطى من خلال عائلتها، غير أن مع الإغلاق بسبب فيروس كورونا غيّرت من دفة مشروعها، إذ قررت توسيع دائرة البحث مع عائلات أخرى.

شُغفت فرح بعلم الأنثروبولوجي (عام دراسة الإنسان) حتى أنها أنتجت برنامجًا للتحدث عنه باللغة العربية لعدم وجود مراجع للعلم بالعربي، فيما تُحب تعريفه على أنه"العلم اللي بيهتم بحياة الفرد كتجربة خاصة وبمشاعره، ومش إنه بس بيحاول يدرس السكان الأصليين أو اللي لسية حياتهم بدائية، لكن له علاقة بالحاضر وبيساعدنا إزاي نفهم تصرفات الناس بشكل ثقافي".

1

في يونيو أقامت حلابة ورشة افتراضية (أونلاين) تجمع عددًا من المهتمين بالبحث عن معاني للطبقة الوسطى من خلال عائلاتهم، من أعمار مختلفة بدءًا من 19 عامًا وحتى 40. وعلى مدار شهرين استمرت الورشة وكان نتاجها موقع إلكتروني يضم مشاريع المشاركين باسم: "طبق كشري: حواديت من الطبقة الوسطى في مصر".

خرجت أفكار الموقع الإلكتروني من رحم ورشة عمل الأنثروبلوجيا التعاونية، في أول شهر منحتهم فرح معرفتها الأكاديمية وأدخلتهم عالم الأنثروبولوجيا الاجتماعية، وكيفية استخدامها كـ"نظارة" يروا من خلالها تاريخ أُسرهم، وفي الشهر الأخر كانت التجربة عملية حيث اختار كل مشارك فكرة مشروع وبدأ تنفيذها بفنون بصرية مختلفة ومن هنا صار "طبق كشري" موقعًا من لحم ودم.

من الأسفل إلى الأعلى؛ كان منهاج فرح للبحث عن تفاصيل الطبقة الوسطى في مصر "تجاربنا الشخصية هتعرفنا أكثر على العالم ده بشكله الأوسع"، كانت أفكار المشاركين نابعة مما مروا به، هناك من فتّش عن ثقافة عائلته من خلال الملابس، المواصلات، الطعام "في ناس بتبص على فساتين أفراح العيلة بتاعتها، والألعاب إزاي كانت بتعكس توجهات المجتمع وقتها زي فُلة اللي بقت نظير باربي بس بطرحة وعباية، في اللي دوّر على إزاي الطبقة الوسطى بتتعامل مع الموت، وكمان الصالون المُذهب".
3

حرصت حلابة أن تكون الورشة تفاعلية وأن تعتمد على المناقشات "ومن هنا خرجنا بأفكار للموقع الإلكتروني، بقى في أقسام مختلفة زي قسم صالون مُدهب وهو مشروع للينا الشامي وبندعو من خلاله أي حد عنده حدوتة عنه يبعت لنا"، أيضًا صار هناك قسمًا للطعام باسم السُفرة، فضلًا عن قسم يضم مشاريع المشاركين بالورشة.

خلال الورشة كانت تدعو فرح بعض المختصين ليكونوا ضيوفًا في الجلسات الإلكترونية ومن هنا جاءت فكرة جديدة حين عرضت إحدى لوسي ريزوفا صورة أرشيفية لإعلان كوداك للتصوير وكان باسم "انقذوا من النسيان.. وكانت بتشرح لنا إزاي في صور عبارة عن أداء اجتماعي أشبه بصورة مسرحية مش بتمثل الناس اللي اتصورت فعلًا، ومن هنا جالنا إلهام بإن يكون عندنا قسم بنفس اسم الإعلان يضم صور عائلاتنا"، فيما تأمل أن يكون أرشيفًا بصريًا بالمستقبل.

4

في أغسطس الماضي انتهت فرح من إعداد رسالة بحثها وحصلت على تقدير امتياز، فيما تلقت مديح من أساتذتها كونها أنجزت بحثها برغم الإغلاق وانتشار فيروس كورونا "لأن طول الدراسة كنا بنستعد لإننا نعمل البحث الميداني، مكنش متوقع اللي هيحصل"، لذا استعانت أستاذة بتجربة فرح خلال إعداها للمشروع لطلاب الدفعة الحالية "وشرحت لهم إزاي قدرت أكمّل بشكل إلكتروني، وعرضت عليهم مشروعي والموقع وطوروا كمان بعض أفكاره معايا".

شعور مختلف مرت به فرح حينما تغيرت دفة مشروعها "لأني قدرت أدخل عائلات تانية بدل ما كان عن عيلتي أنا بس"، فضلًا عن الموقع الإلكتروني الذي صار قِبلة للتعرف عن الطبقة الوسطى "وإن ده مش بس في رسالة ماجستير مقتصرة على مجموعة صغيرة من الباحثين لكن مفتوح لكل الناس"، فيما صارت هي والمشاركين في الورشة عائلة "اتقابلنا بعد ما وضع كورونا قل شوية".

أقامت فرح ورشة أخرى في نوفمبر الماضي، فيما تُحضر لورشة مُقبلة كامتداد لمشروعها عن الطبقة الوسطى "الموضوع مخلصش بمجرد ما انتهت رسالة الماجستير، والموقع مفتوح لكل اللي حابين يبعتوا حدوتهم سواء بشكل بصري أو مكتوب أو مسموع. شغفي إني أقدم الأنثروبولوجي لكل الناس مش بس المختصين، وإن الناس كلها تبقى عارفة إن حواديتها مُهمة بس الفرق إننا نشوفها بنضارة الأنثروبولوجي".

5

فيديو قد يعجبك: