إعلان

تواضع وحكايات لا تنتهي... ما وراء أشهر حوارات "وحيد حامد"

07:38 م السبت 02 يناير 2021

الكاتب الراحل وحيد حامد

كتبت- هبة خميس:

في بهو الفندق الكبير المطل على النيل وعلى منضدة بعينها استقر الأستاذ وحيد حامد، الجو صاف والنيل ساكن بجواره حقيبة تعد جزءاً من المشهد فتصاحب الكاتب الكبير في كل مكان و تستقر دائماً بجواره في جلسته أمام النيل تحوي الكثير من الأقلام والأوراق اللازمة له طوال الوقت، يستقبل ضيفه بابتسامة ودودة وترحيب شديد ليحاوره كأنه فرد من عائلته ليس صحفي يلتقيه ربما لأول مرة .

بالنسبة للصحفي أحمد سعيد التقى بالأستاذ الراحل في نفس المكان المفضل له في عام 2016 لأول مرة لمحاورته وبعدها حوار آخر في 2017 و حوار أخير في عام 2018 ، ثلاث حوارات لم تغب فيهم الابتسامة عن وجه وحيد حامد وبترحاب شديد بضيفه مع صدق وبساطة دون دبلوماسية أو محاولات للهرب من الإجابة على الأسئلة الموجهة له " كان شخصية ثرية وموسوعية لكن بسيط جداً في كل مرة بكلمه عن أعماله كان بيبتسم ويفرح جداً وطول الوقت كان بيحاول يدي رسايل للشباب لأنه شايف فيهم الأمل".

آراء وإسهامات كبيرة

في المرة الأولى التي التقى فيها "سعيد" الأستاذ كان مهتماً بحوار يغلب عليه الطابع السياسي فكان يشتبك في تلك الفترة مع السياسة وله آراء طوال الوقت ضد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وفي المرة الثانية بعدها بعام كامل اتجه الصحفي لحوار آخر حول الفن وكيف بدأت حياته الفنية "كنت حابب أطرح الجانب الإنساني من فنه لأنه عاصر قمم عالية جداً في الفن و له إسهامات كبيرة في المساحة دي". في آخر حوار بعد أزمة الأستاذ مع إحدى المؤسسات الخاصة في 2018 تحدث عن اشتباكه مع الأمر ومحاولته نقل هموم الناس والواقع وسبب تبنيه تلك القضية.

بالنسبة لـ"سعيد" كان يستغرق التحضير للحوار وقتاً طويلاً وبمجرد وصوله المقابلة كان يسود جو لطيف خال من التوتر وفي مرة من المرات سأله الأستاذ "حابب تمثل؟ أجابه سعيد ظناً منه أنه يداعبه: عندك دور ليا؟ فأخبره بدور له في مسلسل الجماعة لكن "سعيد" لم يفكر في التجربة".

اضحك.. الصورة تطلع حلوة

وفي نهاية كل حوار يجريه كان الجزء الذي لم يحبه الأستاذ هو الصور الفوتوغرافية التي كان متحفظاً بشأنها، لكن بقليل من الكلام كان يوافق على التصوير باعتبار أن الصورة جزء مهم من المقابلة.

في نفس المكان وعلى نفس المنضدة التقى الأستاذ الراحل بالصحفية "نسمة تليمة" في مقابلة حازت على إثرها بجائزة النقابة للصحافة المصرية، تواصلت معه قبل شهور لكن ظروف المرض وتوقفه عن الكتابة كانت تؤخر المقابلة إلى أن هاتفها يوماً في عام 2018 ليلتقي بها اليوم الذي تلاه "أول ما شفته قالي بصي النيل حلو إزاي وراكي، أنا بحب أشوفه وأنا بتكلم و أحب اكتب هنا من زمان". في المقابلة ساد جو من الحزن بسبب توقفه عن الكتابة لفترة.

عقب الحوار هاتفها ليخبرها بفرح عن عودته لكتابة الدراما بعد توقيعه عقد مسلسل "الجماعة 3" واستقبلها بسعادة في مقابلة ثانية في أول جلسة عمل في كتابة المسلسل.

حرصت "تليمة" على التواصل مع السيناريست المخضرم طوال الوقت والسؤال عنه و حينما تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي نقلت إليه احتفاء الناس به على السوشيال ميديا "كان سعيد جداً بكلام الناس عنه والفرحة بيه والتكريم دة بالذات" وحينما فازت بجائزة النقابة للصحافة عن فئة الحوار الصحفي حاولت التواصل معه، لكنها لم تصل إليه أبداً وعرفت خبر مرضه فهو لم يعتد عدم الرد على الناس طوال معرفتها به.

ترحيب وتشجيع

في بدايات عمله بقسم الفن حاول الصحفي "أحمد خير الدين" التواصل مع الأستاذ وحيد حامد ولشدة دهشته أجابه عبر الهاتف من أول مرة وسأله عن ما يريده فأخبره "خير الدين" بأن ذلك هو يومه الأول في الصحافة فأهداه الأستاذ خبرا عن مسلسله الجديد "الجماعة" وحدد ميعادا لمقابلته في نفس المكان واستقبله بحفاوة "كان طول الوقت مرحب بالناس جداً بشكل استغربته جداً، وبيرد على الاتصالات ببساطة وفِضل مُشجع جداً ومرحب بيا طول الوقت".

بعد وصول جماعة الإخوان المحظورة للحكم بقليل اتخذ الراحل "وحيد حامد" موقفاً شديداً منهم بشكل علني وفي ذلك الوقت أجرى معه الصحفي والسيناريست "محمد هشام عبيه" مقابلة حول موقفه وكان لديه يقين بأنهم لن يستمروا كثيرًا "سألته هو فيه شعب يعمل ثورتين في سنتين، رد عليا انه مفيش شيء يمنع ده"، كان "عبيه" يرى طاقته الشديدة وحماسه الذي يغلب عليه أثناء المقابلة وتفاؤله برغم سوء الوضع السياسي حينذاك.

فيديو قد يعجبك: