إعلان

بطل في كتاب: رغم اختلاف الأوطان.. القوة تجمع بين "أورسولا" و"مريمة"

06:55 م الثلاثاء 12 يناير 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

في روايته الشهيرة يضع الروائي الكولومبي "ماركيز" شخصية "أورسولا" كعمود للبيت ومؤسسة لقرية "ماكوندو" التي تقع فيها أحداث الرواية المتخيلة، تبدأ القرية في الظهور بوصول "خويه بوينديا" وزوجته "أورسولا" للمكان حيث أسسوا القرية التي ستعج بتفاصيل أكثر من سبعة أجيال لتزدحم بالأشخاص والحكايات.

تظهر "أورسولا" بمظهر المرأة القوية التي تتحكم في الأحداث طوال الوقت ومساراتها وتحافظ على العائلة لعدة أجيال أُثناء غياب رجال العائلة الكبيرة للحرب بين المحافظين من الحكومة وفصائل المعارضة الأحرار، بعد أن أنجبت "أوسولا" أبنائها امتدت أيديها لتتحكم في حياتهم وبالتبعية حياة أحفادهم فتوبخ الآباء بشدة وتتخذ الكثير من المواقف مثل موقفها تجاه حفيدها الذي سيصبح زعيم القرية بسبب استبداده، فتصبح شخصيتها مثل وتد لا ينكسر أبداً ولا نستطيع تبين الضعف فيها.

المدينة الخيالية التي رسمها "ماركيز" اتسمت بالعزلة التي أُثرت على حياة شخوصها وشيعت جو من السحر حولهم، لكن وجدت "أورسولا" لتوازن السحر و تعيدنا إلى الواقع طوال الوقت بدقتها وقدرتها الهائلة على التنظيم وأداء الكثير من المهام.

من كولومبيا في أجواء تجمع بين الواقع والخيال لمدينة "غرناطة" بإسبانيا قبل سقوط الأندلس ولشخصية "مريمة" وهي إحدى شخصيات الروائية "رضوى عاشور" التي خلدت في أذهان قرائها.

ولدت "مريمة" لعائلة ميسورة ومشهورة بين أهل غرناطة وفتحت أعينها على سقوط الأندلس وتغير الحال رغم هدوء الأجواء من حولها وتبدأ الأحداث عام 1491 بعد إعلان معاهدة تنازل آخر ملوك غرناطة عنها للقشتاليون، ونتبين سقوط الأندلس من خلال عائلة "أبي جعفر" وشخصية "مريمة" المشاكسة والتي تبدو أقوى شخوص الرواية.

"مريمة" في الرواية كبرت وتربت على الهزيمة والتحايل على الواقع طوال الوقت، فتتحدى قوانين القشتاليون ومنعهم من شعائر الإسلام مروراً بالاحتفال بالأعياد حتى تغيير أسمائهم للمسيحية، لكن "مريمة" كانت تقف بثبات أمام كل القوانين فتتحداها ببراعة وتنتصر في تلك المعارك الصغيرة.

برغم قوة "مريمة" البادية في تصرفاتها وعنادها طوال الوقت، كان هناك حزن مكبوت لعلمها أن تلك الأرض التي ترعرعت فيها لن تظل فيها طوال حياتها، ولأن القوانين التي اتبعها القشتاليون ختموها بالتهجير القسري لهم واقتلاعهم من الأرض التي ولدوا فيها وخزنوا سنواتهم عليها، لتظل الجملة الأشهر من الرواية "لا وحشة في قلب مريمة"، فتخلد "مريمة" مثل "أورسولا" وكل النساء القويات اللاتي يجمعن شتات عائلاتهن رغم مِحن الوطن.

فيديو قد يعجبك: