إعلان

"إيه الضحك ده".. فيلم يتتبع "الاستاند أب كوميدي" في مصر

12:06 م الأحد 10 يناير 2021

محمد فاروق مخرج فيلم إيه الضحك ده

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

على مدار 11 عامًا، وجد محمد فاروق سلامًا نفسيًا في عالم الضاحكين، جذبته تلك الحالة التي يستدعي فيها موقفًا طريفًا فيستقبل ابتسامات "وقهقهة" الحاضرين. تجاوزت الكوميديا عنده حد "قعدة الصحاب"، صارت جزءًا مهمًا في حياته بعدما التحق بركب فنانين "الاستاند أب" كوميدي، عايش فاروق تفاصيل كثيرة دفعته ألا يكتفي بتجربته الشخصية بالوقوف أمام ميكروفون على مسرح ليسعد القادمين لرؤية عرض له، بل قرر توثيق رحلة المنتمين لذلك الفن الموصوف بـ"كوميديا المايك المفتوح" في فيلم تسجيلي.

"إيه الضحك ده" تعليق كثيرًا ما يُسمع تعقيبًا على "نكتة" أو رواية موقف ظريف، لكن بالنسبة لفاروق كان سؤال يحاول الإجابة عليه في 56 دقيقة هي مدة عرض الفيلم الذي حمل اسمه ذلك التعليق "حاولت أعرف هل الضحك افيه بنضحك عليه وخلاص وايه اللي وراء الضحك ده؟".

That's so funny Trailer - إيه الضحك ده from mohamed farouk on Vimeo.

نحو 40 شخصًا التقاهم فاروق على مدار فترة إعداد الفيلم كما يقول "90% من الناس اللي بيعملوا ستاند أب في القاهرة واسكندرية من 2011 لغاية 2018 واللي بيقدموا كوميديا في السوشيال ميديا"، رغب الشاب الثلاثيني أن يُظهر الفارق بين فنانين الاستاند أب كوميدي والمسرح ومقدمين الضحك عبر فيديوهات مواقع التواصل الاجتماعي.

أراد المخرج ومصور الفيلم أن يُنحي ذاته، ويستمع لآخرين ممن التحقوا بهذا النوع من الفن البعيد عن شاشات التليفزيون والسينما "كنت عايز أفهم الكوميديانات دول ناس حزانا فعلاً زي ما بيتقال، وايه اللي يخلي حد يتحول من حد عادي كان ماشي في الشارع إلى أنه يبقى كوميديان؟".

1

12 ساعة حصيلة ما سجله فاروق من اللقاءات خلال نحو 4 أشهر من التصوير، لم يخرج جميع مَن التقاهم المخرج في الفيلم، لكن وجوه كثيرة ما بين المشاهير وغير المعروفين تحدثت في العمل، وأبقى المخرج على شخصية صاحبها على مدار يوم لها، اختار محمد مرجان، الطبيب الذي قرر يدخل عالم "الاستاند أب كوميدي"، كان بطلاً على مدار الفيلم ومن خلاله، ومن حكايات آخرين تأتي إجابات "ليه في ستاند أب وكوميديا الشارع في مصر".

لم يختلف فاروق عن بطل فيلمه والآخرين ممن التقاهم، هو أيضًا كانت حياته بعيدة عن الفن "أنا طبيب نفسي في الأساس وبحب الفن كفن وبلعب مزيكا"، كان الشاب يهوى أجواء المزاح، يواجه المواقف الصعبة والحزينة بالضحك، ووجد ذات يوم أن هذا نوع من الفن معترف به في الخارج، وفي مصر بدأ عام 2007 ، ورويدًا دخل فاروق المجال عام 2009، كان من الجيل الثالث لفناني الاستاند أب كما يقول.

2

من مسرح ساقية الصاوي إلى الجامعة الأمريكية، ثم الخروج إلى المحافظات، اكتشف فاروق أن الـ"ستاند أب كوميدي" فن مطلوب وليس كما صوره البعض أنه يقتصر على فئة مجتمعية بعينها، يتذكر حينما شارك في مشروع ثقافي برعاية السفارة الألمانية ووزارة الثقافة المصرية، وسافر إلى الأقصر، المنصورة، والغردقة، وابهره ما لاقاه في المدينة الاولى "عرضنا في مسرح كبير بالأقصر وكان في أهالي كتير بأولادهم ولما خلصنا لقيناهم مستنيين عشان يقولوا لنا شكرا ويمشوا".

ذاق فاروق لذة الاستماع لضحكة أحدهم بعدما يلقي عليه موقف أو كلمة طريفة، وفي الوقت ذاته يعلم أن هذا ليس سهلاً، وكم يمضي أيامًا وربما شهورًا يجرب فيها كتابة سيناريو لتقديم عرض كوميدي، لأجل ذلك رغب في توثيق "إزاي في ناس شايفين الضحك حاجة مهمة رغم الصعوبات"، فحمل عدسته وسار مع مرجان، عايش معه حياته الطبيعية قبل الخروج على المسرح في حفل له بالإسكندرية.

3

لم يتعامل فاروق مع الفيلم على أنه فقط المخرج والمصور، ترك تجربته الذاتية فيه أيضًا، فظهر من خلف الكاميرا متحدثًا، وأمامها بينما يحكي عن تأثير الكوميديا عليه في أحد أصعب أوقاته "سافرت لندن كنت بدرس والضحك ساعدني هناك لأنه أكتر حاجة بتدوب الحواجز في التعامل".

عقبات كثيرة كاد أن يستسلم لها فاروق ولا يُنهي فيلمه الأول، وبسببها استمر العمل لثلاثة أعوام "مكنش في تمويل. تقريبًا عملت كل حاجة حتى المونتاج"، يتذكر الشاب الثلاثيني كم شركة إنتاج رفضت دعم العمل "عشان مش مهم أو لأن محدش هيشوفه أو هو فيلم عن الكوميديا لكنه حزين"، غير أن الدعم الذي لاقاه من الأصدقاء، ولحظة العرض الأول للفيلم التسجيلي كان كفيل بتناسى الصعوبات.

في ديسمبر الماضي، كان "إيه الضحك ده" ضمن برنامج عرض الأفلام للجمهور في مهرجان السينما، وترشح لجائزة أفضل فيلم وثائقي. داخل دار الأوبرا المصرية لمس فاروق الحضور المُرضي لمشاهدة الفيلم، ومن بعدها أثناء إقامة ندوة للحديث عنه، استقبل العديد من الأسئلة حول الاستاند آب كوميدي، لمرة أخرى يتأكد فاروق أن ثمة أشخاص يرغبون ليس فقط في رؤية هذا النوع من الضحك بل وممارسة أيضًا.

تحول ظروف تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) بين عرض الفيلم، لكن يأمل فاروق في مشاركته بمهرجانات سينمائية، ويحظى مرات أخرى بعرضه أمام الجمهور.

فيديو قد يعجبك: