إعلان

في مهّب الانتقادات.. انقسام حول ما تقدمه "نيتفليكس" للأطفال

08:53 م الخميس 17 سبتمبر 2020

نيتفليكس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

منذ اللحظة الأولى التي طُرح فيها إعلان الفيلم الفرنسي "Cuties" على شبكة نيتفليكس في أغسطس الماضي، وأثار موجة عارمة من الانتقادات بسبب الملصق الدعائي، لكن تداركت الشبكة الموقف واعتذرت وسحبت الدعاية، لكن الغضب عاد مُجددًا حينما طُرح الفيلم للعرض، مسببًا ردود فعل مستنكرة بسبب إضفاء طابع جنسي على فتيات في سن الطفولة.

بين الحين والآخر تثار انتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي على بعض الأعمال التي تعرضها نيتفليكس، إلا أن هذه المرة تُرجمت هذه التحفظات إلى توقيع عريضة لإلغاء الاشتراك بالشبكة، وصلت إلى حوالي 600 ألف توقيع، وردود غاضبة حول العالم، وبحسب مؤسسة "CHANGE ORG" ، التي انطلقت عبرها حملات مقاطعة المنصة لإلغاء الاشتراكات، فقد وصلت قيمة خسائر القيمة التسويقية للشبكة إلى ما يقرب من 9 مليارات دولار أمريكي.

أُثار إطلاق الوسم "#cancelnetflix" العالمي بعض الناس لمراجعة المحتوى الذي تبثه الشبكة من حيث مناسبته للثقافة العربية والإسلامية، فاختار البعض إنهاء الاشتراك للأبد والبعض الآخر مع تحديد ما يراه أطفالهم، من بينهم مي الكردي، وهي مهندسة وأم لطفل عمره 6 سنوات، والتي ترى أن المميزات التي تقدمها الشبكة أكبر بكثير من سلبياتها، فتمكنها من تحديد ما يراه طفلها شيء جيد وغير موجود في باقي المنصات الترفيهية.
"للأسف باقي الشبكات بيقدموا محتوى مش مناسب للأطفال والميزة الكبيرة في نتفليكس إني بحدد الفئة العمرية اللي بتتفرج وبكده بتحكم في اللي ابني بيشوفه"، لكن ذلك لم يكن رأي شيرين شريف، التي شارفت على وضع أول مولود لها قريبًا.

أثار المحتوى الذي تقدمه الشبكة حفيظتها، مما جعلها تُقدِم على إلغاء الاشتراك نهائيًا في المنصة، وبسبب قرب وصول طفلها تتمنى شيرين إبعاده عن الشاشات والمحتوى الذي تراه موجهًا دائمًا، فيما تود الاعتماد على الكتب والقصص في تربيته بعيدًا عما يبثه الإنترنت من أشياء تؤثر فيه بصورة خاطئة.

ومن جانبها، قالت نيتفليكس في بيان تعليقًا على حملات المقاطعة إن الفيلم حائز على جوائز، وذي قصة مؤثرة عن الضغط الذي تواجهه الفتيات الصغيرات على وسائل التواصل الاجتماعي ومن المجتمع بشكل عام، وأضاف البيان "ونحن نشجع أي شخص يهتم بهذه القضايا المهمة على مشاهدة الفيلم".

لكن الناقد السينمائي محمود صلاح يرى أن شبكة "Netflix" تنتج أفلام ومسلسلات كثيرة بنفسها بسبب المنافسة، لذا تتباين الأعمال المعروضة عليها كثيرًا، بين محتوى مقدم للأطفال، ومحتوى من السينما الكلاسيكية، وأفلام ومسلسلات قديمة نسبيًا، إلى جانب إنتاجهم الحديث من الأفلام والمسلسلات.

وأشار إلى أن الانتقادات التي تتعرض لها نيتفلكس على الموضوعات التي تناقشها عادة، وتصل لحد الاتهامات بأنها ذات أجندة مقصودة وموجهة، هي ما يمنحها تميزًا لدى البعض الآخر، فالاتجاهات المؤمنة بحرية تمثيل الفئات المختلفة على الشاشة تنظر لنتيفلكس كرائدة في هذا السياق، إلا أن ذلك الجدل لم يسبب للشركة مشكلة كبيرة من قبل، بسبب حرية طريقة العرض التي تختلف عن شبكات التلفزيون التقليدية.
ويضيف صلاح أن المنصة تتيح في النهاية للمتفرج اختيار متابعة ما يشاء ورفض ما يشاء وفق ما يتفق مع ذوقه وثقافته وآرائه.

لكن بعض التحفظات حملتها راندا حلمي أخصائية علم النفس، إزاي المحتوى المُقدم لأنها ترى أن المراهقين مقلدين بطبعهم ويتأثرون بما يرونه دائمًا، لذا تنصح الأمهات بضرورة تجنب الشاشات قدر استطاعتها لأنها تؤثر بشكل سلبي على الطفل فيتأخر كلامه ويصاب بالعديد من المشاكل النفسية.

وبالنسبة للمراهق ترى الأخصائية أنه حينما يتأثر بمحتوى مغاير للثقافة العربية التي نشأ فيها سيكبر سيشعر بالتخبط وذلك يؤدي به للانعزال.

توصي حلمي بتقنين الوقت الذي يقضيه الطفل والمراهق أمام تلك المنصات ومتابعة المحتوى باستمرار من الكبار لوجود العديد من الإيحاءات الجنسية التي يلاحظها الصغار دائمًا ويقلدونها، وللخروج من تلك الأزمات ترى ضرورة وجود محتوى عربي ومصري ترفيهي مقدم لتلك المراحل العمرية بما يناسب ثقافتنا نشأتنا العربية والمتحفظة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان