إعلان

أنقذتنا "عريبة نقل".. حكاية العالقين في حريق الإسماعيلية الصحراوي

12:14 ص الأربعاء 15 يوليو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

تصوير -أحمد جمعة وعلاء أحمد:

دخان يحجب الرؤية، لم يتمكن أحمد نبيل من رؤية ما يحدث، رويدًا رويدًا يقترب الميكروباص الذي يستقله فاتضح المشهد. حريق هائل اندلع في خط خام (شقير - مسطرد) بطريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي، اليوم الثلاثاء، ارتباك في صفوف الرُكاب، لم يستوعب مدرب حراس المرمى في أكاديمية المقاولين العرب ما يجري، أخذ يلتقط صورًا من النافذة، غير أنه بعد قليل أدرك أن الحادث ضخم، بالتأكيد لن يذهب إلى تدريب اليوم، لذا قرر مغادرة العربة.

في مهّب المجهول وقف المدرب الشاب في الرابعة ونصف عصرًا، مشهد مهيب لم يره من قبل؛ حالة من الهلع ضربت في أرجاء المكان "الناس كانت مرتبكة ومش عارفة تعمل إيه، اللي كان بيجري الناحية التانية عشان يبعد، واللي كان بيحاول يلحق عربيته اللي بتولع".

تابع نبيل حريق يلتهم عشرات العربات أمامه، على مرمى بصره رجل برداء أبيض يهرول في اتجاه عربته المتفحمة بينما لاتزال النيران مندلعة منها، وبينما يتحرك "اتزحلق وقع والناس بدأت جري عليه تطلعه". كانت المشاهد فوق استيعاب المدرب الشاب "لأول مرة بشوف ده، ومش عارف هل أفضل واقف بس هساعد إزاي؟ ولا أتحرك وأنجو بنفسي وكمان أقلل ضغط على المكان عشان ميحصلش كارثة أكبر"، كان الخيار الثاني الأكثر أمانًا، فاتخذه نبيل دون تردد.

نصف ساعة قضاها نبيل في موقع الحريق، التقط بعض الصور والفيديوهات لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي "كان هدفي أحذر الناس متروحش الطريق ده دلوقتي مش عشان أقلق حد، لكن اللي حصل أهلي اتخضوا عليا"، زاد ذلك من أهمية مغادرته للمكان خشية من أن يصاب بمكروه "كنت مضايق إننا سايبين سواق الميكروباص في العربية مش عارفين هو هيتصرف إزاي".

تجاوز نبيل الجانب الآخر من الطريق لكن على مّد بصره لايزال الحادث ملتهبًا، أصوات الاستغاثة لا تهدأ "ستات كانوا بيصوتوا ورجالة بتجري، كانت حالة صعبة جدًا"، على هذا الحال ظل المدرب الشاب واقفًا بينما ينضم له عدد من الناس "في اللي ركن عربيته وقرر يعدي الطريق عشان يروح خايف على نفسه واللي معاه".

لم يكن الجانب الآخر بنفس الحال، لم يكن الطريق واقفًا إلا أن العربات التي تمر وترى الحادث تزيد من سرعتها لتفادي المكان، لم تتوقف عربات الميكروباص "وأغلبها جاي مليان أصلًا"، الوقت يمر وعدد الناس يزداد تباعًا أملًا في وسيلة تُخرجهم من الجحيم "مكنش في أمل لحد ما لقينا عربية نقل كبيرة وقفتلنا والسواق قالنا اركبوا بسرعة".

لم يتردد نبيل ثانية، استقل العربة سريعًا "في ناس كانوا بيقولوا للسواق طيب رايح فين؟ كان بيقولنا اركبوا وخلاص أنا هوصلكم". كان الرجل طوق النجاة للعالقين حسبما يذكر المدرب الشاب "فضلت معاه في الطريق لحد ما وصلني المؤسسة جمب بيتي، من كتر اللخبطة والقلق والارتباك مسألتش الراجل على تفاصيله لكن ممتن لأنه أنقذنا"، فيما بعدما غادر عربة النقل ظل راكبين مع السائق لإيصالهم إلى وجهة قريبة منهم.

لم ينسَ المدرب الشاب أن يشكر السائق "مكنش مجبر يعمل كدة، لكن في المواقف دي بيبان جدعنة المصريين" يحكي نبيل، فيما لم يغادره مشاهد مختلفة من الحادث، أصوات الاستغاثة لايزال صداها في أذنه "معرفش اللي حصل بعد كدة بس نفسي إن الناس تبقى روحت بسلام". طيلة 6 أيام أسبوعيًا يمر نبيل من هذا المكان للذهاب إلى تدريباته الرياضية "عمري ما قابلت حادث كدة"، في الغد كان لديه تدريبًا كرويًا لكنه أجل الموعد فيما لا يعرف مصير الأيام المقبلة إلا أنه يتمنى ألا يتكرر مثل هذا الحادث.

فيديو قد يعجبك: