إعلان

"الدحيح" في عيون متابعيه.. حلقة قبل النوم و"تسلية" الأوقات الصعبة

11:16 م الجمعة 12 يونيو 2020

الدحيح

كتب- محمد مهدي:

دون خطة واضحة سافر الشاب المصري "راجي ماجد" إلى الإمارات بحثًا عن فُرصة عمل، حين وصل إلى بيته الجديد في دبي ألقى نظرة سريعة بالداخل، وضع حقائبه، اتجه ناحية الشُرفة يتابع حركة الشوارع، وفي قلبه شعور بالوحدة لم يختبره من قَبل "الحاجة الوحيدة اللي هونت عليا الفترة دي، إني بدأت أتفرج على (الدحيح)" على مدار الأشهر الأولى كان برنامج الشاب "أحمد الغندور" قادرا على كسر حالة الملل ومرارة الغربة، من أجل ذلك شعر بالحزن عندما علم بتوقف "الدحيح" عن الاستمرار في تقديم حلقات جديدة "لأن الموضوع اتحول معايا لطقس يومي مبتخلاش عنه".

لفت انتباه "ماجد" قُدرة "الدحيح" على تبسيط المواد العلمية وطرحها للجمهور بطريقة مُسلية وبسيطة "ودايمًا بيقدم أفكار قريبة للناس، أسئلة بتبقى شاغلة الواحد" عمله في مجال التصوير دفعه للاهتمام إلى التكنيك المستخدم في ظهور الحلقات "والديكور مش تقليدي زي باقي البرامج، لدرجة إن الواحد ارتبط بالأوضة بتاعت الدحيح وتفاصيلها" بات البرنامج هو رفيق الليالي الأولى الصعبة "مكنش بيهون عليا أيام الأرق والزهق إلا الدحيح الصراحة" حتى أنه اعتاد مشاهدة حلقة جديدة قبل النوم يوميًا.

صورة 1

بشغف ينتظر "ماجد" حلقات برنامج الدحيح، يتابع كيف يظهر "الغندور" بصورة ملفتة في بداية الحلقة من خلال "اسكتش" كوميدي قبل الحديث عن الفكرة الجديدة التي يناقشها "أغلب الحلقات بالنسبالي لذيذة، قادرة إنه يشد انتباهك من الداخلة بتاعته" ولم يكن يلتفت كثيرًا للشائعات أو النقاشات الواسعة التي تدور بين حين وآخر حول مُقدم البرنامج أو محتواه "مكنتش بعلق أو مهتم الصراحة، بكتفي إني مستمتع بالمادة اللي بتطلع في كل حلقة وإني ارتبطت خلاص بشخصية الدحيح والحالة اللي بيعملها".

شاهد "ماجد" مئات الحلقات من برنامج الدحيح التي وصلت إلى 238 حلقة في تجربته الاحترافية في مايو 2017على إحدى المنصات"كنت بعتبره زي رحلة صيد، بخرج بهدوء من العالم اللي احنا فيها وأروح لمساحات تانية" يحُب الكثير من الحلقات لكن الأفضل بالنسبة له هما "ناطحات السحاب والخليل كوميدي" تلك الحالة سيفتقدها خلا الفترة القادمة لتوقف البرنامج وهو ما جعله في حيرة من أمره"هاضطر أعيد فُرجة على الحلقات القديمة من تاني، أو أشوف الحلقات اللي فاتتني".

كانت تجربة "الدحيح" قد بدأت في عام 2014 حاول "الغندور" الذي تخرج من كلية علوم بالجامعة الأمريكية- تقديم محتوى علمي مُبسط بأقل الإمكانيات،من داخل غرفة بسيطة وبإضاءة خافتة وصوت يشوبه بعض التشويش يخرج إلى جمهور ازداد عدده في وقت قياسي من بينهم "أحمد السيسي" الذي وجد ضالته في "الدحيح" لمتابعة أشياء يحبها وغير متاحة في المحتوى المُقدم على التلفزيون أو الإنترنت "تابعته في البدايات من رابع حلقة قريبًا، لقيت شخص عنده كاريزما بيقول كلام علمي بس بطريقة مبلوعة ومريحة" من حينها لم يترك حلقة من البرنامج.

صورة 3

بدا أن "الدحيح" في حاجة إلى إمكانيات أكبر، مُقدم البرنامج يحمل التجربة على أكتافه بمفرده، يبحث ويكتب ويقدم، كان لابد من نقلة حدثت بعد عرض البرنامج على منصة جديدة بعيدًا عن صفحته الشخصية على موقع "يوتيوب" ليظهر الفارق سريعًا "المختلف وقتها إنهم اشتغلوا على شخصية (الدحيح) بقى له (لازمات) ثابتة، الأوضة اللي بتعبر عنه، والدراما اللي دخلت مع المحتوى عشان تقويه" مع التنوع في الأفكار المطروحة "ورغم ظهور برامج تانية منافسة، بس هو تفوق وبقى يجدد طول الوقت".

عدد كبير من متابعي "الدحيح" لديهم طقوس خاصة عند مشاهدة حلقاته من بينهم "يوسف سامي" الذي يحرص على البحث عن اسم "الغندور" فور الاستيقاظ من النوم "عشان المخ يبقى فايق بدرجة كبيرة، وبحب أشوفه وأنا لوحدي عشان أركز ومحدش يشتتني" يُدرك أن هناك كم كبير من المعلومات سيدخل إلى عقله في دقائق قليلة "ودي ميزته لأنه بيقدمها في هيئة نكتة، يعني تضحك وتستفاد في الوقت نفسه" وهو ما يقوم به فريق كبير من عناصر مختلفة ساهمت في زيادة نسب متابعته التي تخطت الـ 238 مليون مشاهدة.

كان لدى "سامي" رغبة في الاقتراب من عالم "الدحيح" معرفة كيفية تنفيذ الحلقات، والدخول إلى ديكور الغرفة الشهيرة "كتبت على الفيسبوك لازم حد يعمل معايشة مع الدحيح ينقلنا كل حاجة" ليجد تعليق من "الغندور" يُخبره بأنه سيحاول إتاحة الفرصة له لحضور الاستديو ، وهو ما جرى بعدها بعامين من خلال أحد الأصدقاء المشتركين بينهما "شوفت الجهد المبذول عشان الحلقة، وإزاي بيصوروا بالساعات عشان يطلعوا بدقايق" وقف مشدوهًا إلى التفاصيل وخلال توقف التصوير "قعدت مع الغندور، شخص هادي ودمه خفيف شبه ما بيطلع في حلقاته".

صورة 2

فُرصة لا تتكرر كثيرًا، لذلك حاول "سامي" الاحتفاظ بتلك الذكرى من خلال صورة مع "الغندور" جلس في المكان لنصف ساعة قبل أن يغادر حاملًا نظرة مختلفة عن برنامجه المفضل "اكتشفت إن الحلقات وراها مجهود كبير، وزاد امتناني أكتر لفريق العمل" لم يكن يعتقد أن البرنامج سيتوقف نظرًا للإقبال الكبير على مشاهدته، لذلك كانت مفاجأة غير سارة تلقاها بحزن "لكن مستني البرنامج يظهر تاني على منصة جديدة، أو الغندور يقدم شيء جديد لأنه قال قبل كدا إن عنده أفكار تانية نفسه يقدمها بعد الدحيح".

فيديو قد يعجبك: