إعلان

"تضامن ساراماجو والقضية الفلسطينية".. يوسف الشايب|مثقفون يروون ذكرياتهم مع معرض الكتاب

07:35 م الإثنين 03 فبراير 2020

يوسف الشايب مدير تحرير منصة الاستقلال الثقافية

حوار-رنا الجميعي:

معرض الكتاب داخل فلسطين له مذاق آخر، طعم يحمل لذعة المقاومة، رُبما لذلك فهو قريب من قلب يوسف الشايب، مدير تحرير منصة الاستقلال الثقافية، يُراقب مشواره منذ أن بدأ وحتى الآن، وطيلة الرحلة التي يعيشها الصحفي الثقافي يكبر معرض فلسطين بالتوازي.

قام معرض فلسطين الدولي عام 1996 في مدينة رام الله، بعد سنتين من قيام السلطة الفلسطينية، وكانت أول دورة يحضرها الشايب سنة 1998، أي الدورة الثانية حيث يحدث المعرض كل عامين "وبعد دورتين توقف بسبب الانتفاضة ثم رجع"، ويقول الشايب إن هناك نقلة نوعية جرت للمعرض بعدما شغل إيهاب بسيسو منصب وزير الثقافة السابق، حيث نقل إلى ساحة المكتبة الوطنية، وحتى الآن أقيمت منه 11 دورة، آخرها في 2018.

السبب الذي يجعل معرض فلسطين مُحببًا لدى الشايب لأنه تحدي حقيقي، على حد قوله، لأن قوات الاحتلال لا تسمح للناشرين بالحضور عبر سياسة التصاريح التعسفية، وأغلب الناشرين والمثقفين يتحايلون على تلك السياسة بوجود جنسية أجنبية معهم.

1

لكن المميز في معرض فلسطين أنه هو عمل تحدي حقيقي "الشعب الفلسطيني بيتعامل مع الثقافة كجزء من المقاومة"، يقول الشايب بنبرة صادقة، لأن الاحتلال لا يسمح للناشرين حتى بالحضور عبر سياسة التصاريح التعسفية، وهو ما حدث خلال الدورة السابقة، حيث رفضت سلطات الاحتلال إصدار أي تصريح دخول لأي ناشر أو كاتب أو ضيف، حينها حضر الكتاب الفلسطينيون والعرب من حملة الجنسيات الأجنبية، وقرر وزير الثقافة إعفاء الناشرين من أية رسوم للمشاركة.

وكما قال الشايب إن الثقافة جزء من المقاومة، فإن فلسطين لم تخلُ من الفعاليات الثقافية، ففي عام 2017 استحدث ملتقى فلسطين للرواية العربية، والذي حضره العديد من الروائيين العرب والمصريين، يتذكر يوسف منهم محمود الورداني ومنى الشيمي وابراهيم فرغلي، وصار الملتقى يُقام في سنة، ويليه معرض الكتاب العام الآخر.

يعيش الشايب بين الأردن وفلسطين، لذا يذهب أيضًا إلى معرض عمّان للكتاب "بروحه من وقت كنت طالب في الجامعة"، أي قبل 20 سنة من الآن، يعرف الشايب تاريخه حيث لم يُصبح معرض عمّان دوليًا سوى منذ عام 2015، وقد انتظم كل عام منذ ثلاث سنوات فقط، لكنّ الشايب يتمنى أن يصبح معرض عمّان أفضل، فهو قلق إزاء قلة الدعم المالي، فالمعرض يُنظمه اتحاد الناشرين الأردنيين "لما يكون فيه دعم حكومي بيكون أقوى".

2

كان الشايب محظوظًا؛ لأن أول معرض للكتاب زاره بعد التخرج، وعمله كصحفي، كان خارج الوطن العربي، ففي سنة 2001 حلّ الشايب ضيفًا على معرض اسطنبول للكتاب "كنت منبهر بحكم إني مش شايف معارض قبلها سوى عمّان"، كان الفارق كبيرًا "من حيث التنظيم ووجود نجوم الأدب العالمي"، حظ الشايب السعيد لم يقف عند ذلك بل إن الأعجب كانت رؤيته للكاتب التركي الذي حاز على نوبل بعدها بخمسة أعوام "أورهان باموق".

لم ينْس الشايب ذلك الموقف حتى هذه اللحظة، فيسرد بحماس "صحيح معملتش معاه حوار بس شفته"، حينها سلّم عليه وسأله عمّا يعرفه عن القضية الفلسطينية، كان الجواب مفاجئ بالنسبة للشايب "قال إن فلسطين هي جزء من التكوين بحكم إنها جزء من الدولة العثمانية"، لكنه أتبع جملته ضاحكًا بـ"لكن أنا تركي مش عثماني".

لم يكن باموق هو الكاتب الوحيد الذي رآه الشايب عن قرب، فبحكم تجولاته خلال معارض الكتاب والمهرجانات السينمائية التقى بالكثير، فمنذ إحدى عشر عامًا زار الشايب مهرجان برلين السينمائي كناقد فني، وخلال تلك السنة تزامن حدوث معرض فرانكفورت للكتاب بالتوازي "وتفاجئت إنهم نقلونا للمشاركة بمعرض الكتاب"، وسافر الشايب من العاصمة الألمانية إلى فرانكفورت، وما رآه الشايب هناك كان عظيمًا "اللي فاكره إنه عشان أخلص المعرض يمكن أخلص نص عمري"، يقول ساخرًا.

وبإعتبار أن معرض فرانكفورت هو أهم حدث ثقافي يحدث على مستوى العالم، فكان من الطبيعي ظهور نجوم الإعلام والسينما هناك، ومن بينهم الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري التي لم يُصدّق الشايب رؤيتها عن قرب هكذا، كذلك الروائي البرازيلي باولو كويليو، أما المفاجأة اللطيفة فكانت بمقابلة الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو، والحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1998 "وقتها تذكرني لأني بعرفه شخصيًا وضحك معي وقالي شعرك رايح".

كان الفارق سبعة أعوام بين مقابلة الشايب الأولى والثانية مع ساراماجو، وكانت المسافة بين المكانين حوالي 2.983,03 كم، في المرة الأولى قابل الشايب الكاتب البرتغالي في فلسطين عام 2002 "كان محمود درويش دعا حوالي سبع كتاب من الحاصلين على نوبل لكسر الحصار على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات"، وبفضل ذلك تمكّن الشايب من معرفته عن قرب.

رغم جولات الشايب العديدة بمعارض الكتاب داخل وخارج الوطن العربي، ومن بينها معرض القاهرة التي يلاحظ خلالها بعين الصحفي كمّ الزخم الموجود فيها "عم بتعثّر كل سنتيمتر بقصة صحفية وعم بحتار أروح هالندوة ولا هاي"، حتى أن الشايب يقول "حرام مدوا المعرض شوي"، لكنّ تظل فلسطين بفعالياتها الثقافية لها خصوصية داخل نفس الشايب "الإمكانيات المادية متاحة بس يضل الوضع شعب تحت الاحتلال".

فيديو قد يعجبك: