إعلان

مديرته صينية.. قصة لافتة مطعم "ممنوع دخول الصينيين" وسبب إزالتها

02:31 م الأربعاء 19 فبراير 2020

مطعم جنكيز خان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد شعبان ومحمود عبد الرحمن:

على زجاج باب مطعم "جنكيز خان" للمأكولات الصينية بمنطقة المعادي، عّلقت لافتة تضمنّت عبارة: "ممنوع دخول الصينيين"، أثارت جدلاً في الواقع الافتراضي، بعدما تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، سبقه تساؤلات بين رواد المطعم، قبل أسبوع حين علّقت صاحبة ومديرة المطعم صينية الأصل "بثينة أبو السعود" اللافتة، بعد ظهور فيروس "كورونا" في الصين والفزع الذي خلّفه.

اللافتة التي كُتبت عباراتها باللغات الثلاث، العربية "ممنوع دخول الصينين"، والإنجليزية "لا تخف جميعنا هنا مصريون"، والصينية "ممنوع دخول الصينيين للأكل"، تركت تساؤلات بين رواد المطعم عن سبب التفرقة ومنع الصينيين من الدخول "البعض كان مستاء ده ليه يحصل خاصة إن فيه نسبة كبيرة من الصينيين والمطاعم الصينية موجودة هنا ومفيش أي ضرر حصل، وآخرين كانوا بيفهموا إيه سبب القرار ده"، بحسب ما يقول محمد الشرقاوي، أحد العاملين بالمطعم.

1

داخل المطعم الذي افتتح قبل 15 عاماً، كانت الأجواء هادئة، صالة المطاعم فارغة إلا من طاهية صينية تعمل بالمطعم، يقطع صوت هاتفها هدوء المكان، انخفضت أعداد رواد المطعم بعد ظهور "كورونا" والهلع الذي صاحبه، يذكر الشرقاوي، فيما جلس وزميله "محمود محمد" في الداخل ينتظرون زبائنهم.

كان المطعم قبل ظهور "كورونا" لا يخلو من الزبائن، حتى أن بعضهم كان ينتظر في الخارج حتى تفرغ إحدى الطاولات "دلوقت الشغل مريّح جداً بعد انتشار الفيروس، كنا 5 شغالين في المحل دلوقتي بقينا 2 بس والشيف الصينية"، كذلك فإن ظهور الوباء جعل التعامل مع الصينين وما يخصهم، مغلفاً بالريبة والقلق، بحسب "محمود"، الذي يعمل في المطعم منذ 5 سنوات، لذا أرادت مديرة المطعم طمأنة زبائنها، فعلّقت اللافتة.

يرتاد المطعم مصريون وأجانب، خاصة وأن منطقة المعادي مسكن لعدد من السفارات والشركات الهيئات الدولية، لذا يقطنها الأجانب ومنهم الصينيون. يقدم لهم مأكولات على الطريقة الصينية أبرزها: "أرز مقلي بالجمبري، والنوديلز بالفراخ واللحمة، فضلاً عن المأكولات البحرية ومنها سمك سيشوان والجمبري والبيف المشوي".

2

من البداية، رفض العاملون في المطعم اللافتة، حاولوا مناقشة صاحبته في الأمر، لكن دون جدوى. غير أنه بعدما أثارت جدلاً كبيراً بين رواد المطعم، الذين أبدوا اعتراضهم، والصينيين الموجودين في المنطقة الذين أبدوا استياءهم وغضبهم، بحسب الشرقاوي، كذا "الشارع هنا فيه أكتر من مطعم صيني لما كنا بنروح في أي مطعم تاني بنتكلم مع أصدقائنا هناك، كان السؤال على الورقة اللي اتعلّقت"، وكانت تبريرات الشرقاوي والعاملون في "جنكيز خان" هو "إننا خايفين على المصريين، وعايزنهم يطمنوا إن كل المأكولات في المطعم مصرية جايبنها من هنا"، حسبما يوضح.

لم يكن هناك مفر من إزالة اللافتة بعد 3 أيام، بعدما زاد الجدل حول اللافتة، بين رواد المطعم، فقررت "أبو السعود" إزالتها. فيما يذكر "محمود" أن الهدوء الذي يخيم على صالة المطعم منذ ظهور فيروس "كورونا المستجد"، الذي حصد مئات الأرواح وخلّف آلاف المصابين الذين جاوزوا 70 ألفاً، في الصين وخارجها، زاد بعد اللافتة "وسببت لنا مشاكل كتير"، كذلك مع إعلان وزارة الصحة عن أول حالة مصابة بالفيروس في مصر، لشخص أجنبي.

3

اختلفت طريقة تعامل المطعم، الذي تديره صينية، مع الصينيين المقيمين بالمنطقة "مرات كتير كان حد صيني يبقى جاي يشوف الورقة من بره المطعم ويمشي"، ووفق الشرقاوي فإنهم صاروا يجهّزون لهم المأكولات "تيك أواي"، لا يجلسون ليتناولوها في صالة المطعم، حتى بعد إزالة اللافتة قبل أيام.

4 بعيداً عن مصر، التي يقيم فيها حوالي 500 ألف صيني بحسب إحصاءات غير رسمية، فإن محاولات عزل الصينيين بعد ظهور فيروس كورونا، خاصة في المطاعم والمتاجر، ظهرت في أكثر من دولة، ما وضع الصينين في مواقف صعبة واشتكوا من العنصرية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. فيما ظهرت لافتات على مطاعم ومحلات ومواقع سياحية في عدة دول أوروبية تمنع دخول الصينيين، كما منع دخولهم محال الحلويات في اليابان، وفي فرنسا انتشر هاشتاج "أنا لست فيروساً" أطلقه الأسيويون تعبيراً عن غضبهم جراء التمييز ضدهم.

فيديو قد يعجبك: