إعلان

الليلة الأخيرة في الحجر الصحي.. كيف استعد المحتجزون للعودة إلى منازلهم؟

11:51 م الأحد 16 فبراير 2020

الحجر الصحي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود عبد الرحمن:

بدأت فاتن علي، إحدى المحتجزين بالحجر الصحي في مطروح، بلملمة أغراضها. حزمت حقائبها واستعدت رفقة أطفالها للرحيل مع انتهاء آخر أيام المدة التي خصصتها وزارة الصحة للحجر الصحي، وحتى قبل أن تنتظر وصول الحافلة التي تقلها مع غيرها من المحتجزين إلى أحد الأماكن تمهيدًا لعودتهم إلى منازلهم وأسرهم، "كنت بعدّ أيام الحجر يوم بعد يوم"، تقول فاتن.

4 سنوات، قضتها فاتن، بمدينة ووهان الصينية، لم تر فيها أهلها، سافرت هي وزجها وأطفالها بعدما حصل كل منهما على منحة لدراسة الدكتوراه، لتتفاجأ عقب عودة زوجها إلى مصر، قبل أكثر من شهر، لإنهاء بعض الإجراءات، بانتشار فيروس كورونا داخل المدينة التي تقيم بها، وتقرر السلطات المصرية عودتها هي و302 مصريين آخرين، بشرط خضعوهم لمدة 14 يوما بالحجر الصحي، وهي مدة حضانة الفيروس.

كانت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أكدت صباح اليوم، أن موعد عودة المصريين المحتجزين في الحجر الصحي إلى منازلهم غدا، وذلك بعدما أنهوا إجراءات الحجر الذي تم تطبيقه عليهم بمحافظة مرسى مطروح لمدة 14 يوما، خضعوا خلالها للعديد من التحاليل والفحوصات التي كانت تجرى بشكل يومي، ولم يتبين إصابة أي منهم بالفيروس على الإطلاق، بحسب وزارة الصحة.

1

تنتظر "فاتن" تسليم "العهدة"، من هواتف وبعض الأغراض والأدوات المنزلية البسيطة، التي تم توزيعها على المصريين العائدين من الصين حين دخلوا الحجر الصحي، الذي مرت أيامه عليها بثقل: "مكنتش بطلع أنا وأطفالي من الغرفة التي خصصت لنا"، التزمت صاحبة الـ29 عامًا، بالتعليمات التي فرضتها وزارة الصحة على المحتجزين، من عدم التجول داخل أماكن الإقامة نوعًا من الاحتياط، تقول "الخروج كان لعمل التحاليل والفحوصات بس"؛ لذا غمرتها الفرحة بعد انتهاء فترة الحجر واستعدادها للعودة إلى منزلها سالمة.

طوال فترة الحجر الصحي، كان ما يثير القلق لدى الدكتور محمد معتز، مدرس مساعد بإحدى الجامعات وضمن العائدين، أن يتم الاشتباه في إصابة أحد المصريين العائدين من الصين بالفيروس الجديد، وظلّ حريصًا على الالتزام بالتعليمات التي فرضتها الوزارة، كان لا يسمح لنفسه بخلع الكمامات داخل غرفته، بالرغم من تأكده من عدم حمل أي الأشخاص العائدين للمرض، كما يذكر "قلت ألتزم بالتعليمات أحسن"، فيما يحمد الله أن زال قلقه ولم يصب أي منهم بالفيروس.

قبل عامين، سافر "محمد" رفقة زوجته وأطفاله إلى مدينة ووهان، بعدما حصل على منحة مقدمة من إحدى الجامعات للحصول على درجة الدكتوراه، ليتفاجأ قبل أكثر من شهر بانتشار فيروس "كورونا"، مخلفًا وراءه العديد من الوفيات فضلًا عن آلاف المصابين، لذا كان قراره بالعودة إلى مصر والخضوع إلى فترة الحجر الصحي، يقول "فترة الحجر رغم أنها كانت 14 يومًا فقط، بس عدت كأنها سنة"، موضحًا بأنه هاتف أسرته في مصر؛ ليحسهم على استقباله بعد انتهاء الحجر الصحي مساء اليوم، خاصة وأنه لم يرها منذ عامين، حين غادر مصر.

2بعدما علم "أحمد خالد"، ضمن المحتجزين في الحجر الصحي، أن وزارة الصحة قد أعلنت توفير أتوبيسات؛ لنقل المغادرين من معسكر الحجر الصحي، وتحديد نقطتين في القاهرة والإسكندرية ونقلهم إليهما، ومنها سيغادرون إلى منازلهم، أخبر أسرته، ومن وقتها لم تتوقف اتصالات زوجته بين حين وآخر، تسأله عن المكان الذي تقلهم إليه الأتوبيسات، لتدبير أمورها بالذهاب إليه وانتظاره: "أسرتي حريصة إنها تستقبلني في موقف وصول الأتوبيسات، أنا ساكن في المعادي لكن زوجتي وأسرتي مقيمين في شمال سيناء فلازم حد ييجي ياخدني وأروح لهم"، يقول أحمد، الباحث بمركز بحوث الصحراء.

مصطفى السيد، مدرس مساعد بجامعة بنها، سافر إلى الصين ضمن منحة مقدمة من الحكومة الصينية، قبل أن يعود مع المصريين المقيمين في مدينة ووهان قبل أسبوعين، يحكي عن التحاليل والفحوصات التي خضعوا لها في اليوم الأخير بالحجر الصحي، موضحًا أنه مع ساعات الصباح الأولى، قام الفريق الطبي بالحجر الصحي بعمل مجموعة من التحاليل والفحوصات النهائية من خلال قياس درجة الحرارة والكشف على الصدر "كل يوم بيكون في فحص بس النهارده كان الفحص النهائي".

انتهت إجراءات الحجر الصحي، فيما لم يتبق سوى وصول الحافلات لنقل المحتجزين، استعد مصطفى جيدًا وجهّز حقائبه، فيما ينتظر بلهفة وصوله إلى منزله ولقاء أسرته، بعدما قضى أيامًا صعبة.​

فيديو قد يعجبك: