إعلان

طوارئ كورونا.. كيف تستقبل ممرضات المدارس العام الجديد؟

03:41 م الأربعاء 14 أكتوبر 2020

طابور المدرسة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

30 عامًا لم تتوقف خلالها فاطمة فرج عن تأدية خدماتها الصحية في المدارس. طافت الممرضة الخمسينية مدارس محافظة الغربية، مرت بالكثير، ما تزال تتذكر أزمة أنفلونزا الخنازير والطيور وكيف كانت إجراءات الوقاية شبيهة بتلك المأخوذة في عهد فيروس كورونا المستجد، غير أن الأخير أشد وطأة، وهو ما جعلها أكثر خوفا من عودة الموسم الدراسي "بس دا دورنا وهنقوم بيه".

كانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أعلنت بدء الموسم الدراسي في 17 أكتوبر الجاري، بشروط محددة، أهمها تقليل كثافة الفصول، فلا يزيد عدد الطلاب عن 20 طالبا مع وجود مسافة متر على الأقل، مع نزول الطلاب أيام محددة حسب مدى تحقق التباعد داخل المدرسة.

إجراءات احترازية عديدة اتخذتها الوزارة داخل المدارس على مستوى الجمهورية، والبالغ عددها 56.569، من ضمنها قياس حرارة الطلاب بشكل دوري وتعقيم الفصول، والتنبيه على التلاميذ إحضار متعلقاتهم الشخصية وأدوات النظافة الخاصة بهم، وفيما تتفاوت أدوار العاملين بالمدارس لتطبيق الإجراءات، يبقى العبء على الزائرة الصحية بالمدرسة والتي تقوم بدور الممرضة سواء لتحويل الطالب للطبيب المختص أو إسعافه بصورة سريعة.

ما أن علمت فاطمة بقرار العودة، حتى بدأت الاستعداد "جوة المدرسة علقنا منشورات مختلفة عن التوعية وغسل الإيدين"، تواجدت صاحبة الـ 58 عامًا في المدرسة الموجودة في إحدى قرى الغربية شبه يوميًا، تستغل فرصة قدوم الأمهات للسؤال عن المصروفات "عشان نديهم توعية ونفهمهم يعملوا ايه"، تطلب منهن إعطاء الطالب "فوطة شخصية ومناديل ومطهر وكمامة"، فيما تعرف السيدة الخمسينية دورها تحديدا حال بدء الدراسة.

"هنقيس الحرارة لكل الطلاب اللي داخلين وهنعمل دا بشكل دوري على مدار اليوم"، لا يتوقف دور فاطمة عند ذلك، فرغم أن نظافة المراحيض ليست ضمن مهامها "بس لازم اتأكد إن كل حاجة موجودة سواء صابون أو أدوات تطهير أو غيرها"، كما تقوم بإعطاء نصائح لمشرفات النظافة.

التعامل مع خطر كورونا ليس التجربة الأولى للممرضة الخمسينية "عدى علينا كتير سواء إنفلونزا الطيور أو الخنازير"، ففي فترة انتشارهما "حطينا منشورات قريبة من بتاعة كورونا وكان فيه تعليمات برضو متعلقة بالحرارة مع اختلاف الأعراض التانية"، كان الوضع بالنسبة لها أصعب وقتها "لأننا بلد أرياف فبيوت كتير بتربي طيور بس الدنيا عدت ومظهرتش حالات الحمد لله"، لكن الوضع الحالي يحوي خطورة أكبر على فاطمة بسبب السن، إذ حاول أبناؤها إقناعها بالاعتذار عن وظيفتها، لا سيما وأنها تعاني من أزمة في الغضروف "بس أنا بحب الولاد وعايزة أكون موجودة وربنا اللي بيستر".

لم تختلف استعدادات دعاء عبدرب النبي، الزائرة الصحية بمركز منيا القمح بالشرقية، كما أنها وضعت في اعتبارها الأسوأ؛ جهزت صاحبة الـ46 عامًا غرفة في المدرسة لعزل الطلاب حال شعور أحدهم بأي أعراض "حتى لو برد عادي الأفضل نعزله لحد ما أهله ييجو".

لا يكمن دور دعاء في رعاية الأطفال صحيًا فقط، بل تهدئة خوف الأهالي الذين تختلط عليهم الأمور أحيانًا "يعني ساعة أنفلونزا الطيور فيه أم جت لي مرعوبة إن ابنها بيكح بشكل صعب وسخن"، كانت الممرضة بحكم عملها تعرف الطفل "وهو عنده أصلاً حساسية على الصدر"، طلبت من الأم وقتها إجراء تحليل لتتأكد "وفعلاً طلع معندوش أنفلونزا ولا حاجة وكان دور بسيط"، لا يمنع ذلك احتياطات اتخذتها السيدة لحماية نفسها "اللي هي نفس الاحتياطات اللي بياخدها الأطفال مع زيادة إني كل ما بتعامل مع أي حد فيهم بغسل إيدي وأعقمها".

يبلغ عدد الطلاب في المدرسة التي تعمل بها دعاء 1400 طالبًا بين الحضانة والمرحلة الابتدائية "مسئولية كبيرة خاصة مع قلق الأهالي السنة دي"، لكن التثقيف الصحي الذي أعطته الزائرة الصحية للموجودين في المدرسة "هيخلي الناس كلها فاهمة إزاي يتعاملوا لو حصل حاجة"، فليست كل الأعراض تعني إصابة الطالب بالفيروس المستجد "في كل الحالات هيتعزل"، لكن حال الاشتباه في الإصابة "هنقول لأهله يعملوا له تحليل عشان نتأكد ثم هيقضي فترة العلاج ومش هيرجع المدرسة إلا لو جاب لنا شهادة إنه بقى سلبي".

خلال 22 عامًا تعلمت دعاء التعامل مع الأزمات الطارئة، كذلك فاطمة؛ تتذكر الأخيرة كيف أجرت تنفسًا صناعيا لأحد المعلمين بالمدرسة لتنقذ حياته، فيما تعرف دعاء أن الخوف يشوش التفكير، تسترجع قبل أعوام كيف ظهرت بعض حالات الالتهاب السحائي في المدارس "فبقى الأهالي يجولي المدرسة كل شوية الولد عنده التهاب سحائي عشان محموم أو عنده قيء رغم إنه بيكون دور إنفلونزا وبيروح"، لا تخفي دعاء قلق بين أضلعها من العام الحالي "بس أحنا في أزمة واللي يقدر يساعد يساعد".

تابع باقي موضوعات الملف:

موسم دراسي مضطرب.. التلامذة في مفترق كورونا (ملف خاص)

أحمال زائدة.. كيف يواجه أولياء أمور تقليص الأيام الدراسية في "كورونا"؟

إجازة إجبارية.. أُسر تؤجل عودة أبنائها للمدارس خوفًا من "كورونا"

ليلة المدارس في "الفجالة".. كورونا يُعكر صفو البيع وفرحة التلاميذ

كورونا+ أول سنة تابلت.. كيف يستقبل طلاب الثانوية العامة العام الدراسي الجديد؟

"خلصنا من الإرهاب دخلنا في كورونا".. طلاب شمال سيناء يستقبلون العام الجديد

"خبطتين في الراس توجع".. حال راسبي الثانوية العامة في "زمن كورونا"

حراس نظافة المدارس.. "الدادات" تستعد لمواجهة "كورونا"

"افتح الراوتر واقفله تاني".. أزمات الدراسة في زمن الأونلاين

عودة الجامعات|باقٍ من الزمن 3 أيام.. وافد سوري لم تظهر نتيجته للتنسيق بعد

فيديو قد يعجبك: