إعلان

عن التشوهات الجينية.. مصراوي يحاور المصري الحائز على جائزة "ماكس برينيستيل" العالمية

06:42 م الخميس 26 سبتمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- هبة خميس:
منذ أيام تم إعلان فوز الباحث المصري دكتور محمد البرلسي بجائزة ماكس برينيستيل في النمسا عن بحثه واكتشافه في مجال التشوهات الجينية، والذي يعد بداية مشوقة لتطبيقات علاجية كثيرة، من الممكن أن تساعد في المستقبل على علاج الأمراض الوراثية المستعصية.

تواصل مصراوي مع الباحث الشاب عبر الإنترنت؛ حدثنا عن كواليس فوزه بالجائزة، تطور بحثه في مجال التشوهات الجينية، واهتمامه بالبحث العلمي الراجع لنشأته، وكذا نظرته للمستقبل في ظل التطور العلمي السريع المحيط بنا، وما يواجهنا كمصريين من تحديات في ذلك المجال .

الجائزة تنظم للمرة الأولى.. حدثنا كيف شاركت بها؟

الجائزة أطلقت من مؤسسة ماكس برينيستيل ومعهد الأمراض الجزيئية في فيينا للمرة الأولى، وأرسلت دعوات لأكثر من مائة جامعة ومعهد من مختلف أنحاء العالم وكل جامعة رشحت باحث شاب، عقدت التصفيات النهائية بيني وباحثة من جامعة برينيستون وباحث من جامعة كولومبيا.

أعددت بحث عن التشوهات الجينية.. فما الجديد الذي ناقشته؟

كنا نحاول دراسة كيف تواجه الخلايا التشوهات الجينية التي تحدث بها بآلية تمنع وجود خلل في نموها أو وظائفها الحيوية، اكتشفنا أن هناك خلايا بها تشوهات تنتج خلايا أخرى للقيام بنفس عمل المشوهة، بعد كثير من التجارب اكتشفنا الآلية التي تمكن الخلية من التعرف على تلك التشوهات، تلك التجارب أجريت على الحيوانات وتكمن أهمية البحث في وجود أمراض جينية لخلايا لا تستطيع تعويض التلف الذي حدث.

هل يعني ذلك أنكم تمكنتم من اكتشاف علاج نهائي للأمراض الجينية؟

هناك أخبار انتشرت عن اكتشافنا لعلاج نهائي للأمراض الجينية لكن هذا غير صحيح لأن مرحلة تطبيق تلك الآلية على الإنسان يسبقها التطبيقات العلاجية للاكتشاف وإجراء التجارب بالناتج على الحيوانات، لكن في المستقبل القريب سنتمكن من استخدام تلك الآلية لمحاربة التشوهات المؤدية للأمراض الوراثية مثل متلازمة مارفان وأنيميا البحر المتوسط والتليف الكيسي.
أيضًا تكمن أهمية الاكتشاف في تغيير الطريقة التي يحاول العلماء عزل جين بها، حيث يعملون على تشويه الجين ثم دراسة الأثر الناتج عن ذلك وأحيانً كان لا يوجد أي آثار، الآن نستطيع أن نعلم كيفية عمل الخلايا بطريقة التعويض الجيني لأن فهم وظيفة الخلايا خطوة أساسية لعلاج التشوهات.

أين تم نشر البحث الذي أعددته عن التشوهات الجينية؟

نشرت البحث في مجلةnatureالتي تعد من أهم المجلات العلمية على مستوى العالم.

كيف استقبلت رد الفعل في مصر على حصولك للجائزة؟

اندهشت من الاهتمام بالخبر في مصر وأتمنى تكون تلك بداية لاستثمار حقيقي في مجال العلم في مصر، وفي خلال دراستي للدكتوراه كنت نائب لإتحاد طلبة الدكتوراه وتمت دعوتي في البرلمان الألماني لمناقضة أوضاع طلبة الدكتوراه في ألمانيا وأتمنى أن يصبح ذلك متاحاً في مصر لأنه هو المستقبل.

أسرتك تهتم بالعلوم.. كيف أثر ذلك على نشأتك واختيارك لمجال البحث العلمي؟

والدي صيدلي ووالدتي معلمة علوم، كانوا مهتمين بغرس حب العلم في منذ الصغر وأنها هي الأساس والأهم وبالإضافة للعلم كنت حريص على ممارسة رياضة الكاراتيه وساعدني ذلك حتى الآن،
ومنذ طفولتي كنت أود العمل في مجال البحث العلمي، وحينما دخلت الجامعة منذ السنة الثانية حرصت على الالتحاق بتدريبات في معاهد بحثية في ألمانيا فقررت استكمال دراستي بعد التخرج.

كيف تقضي وقتك بعيداً عن البحث العلمي؟

أحب الموسيقى العربية القديمة التي تعيد لي الإحساس بالوطن، وحينما أشتاق لمصر أشاهد أفلام كوميدية مصريةـ وأيضاً حريص على متابعة السوشيال ميديا والتواصل الدائم مع الأهل والأصدقاء.

لماذ اخترت مجال التشوهات الجينية للتخصص؟

حضرت تدريب وأنا طالب بكالوريوس مع البروفيسور الذي أعمل معه حالياً، وخلال دراستي للماجستير حضرت محاضرة له عن التشوهات الجينية وتحدث عن أن الشخص العادي منا لديه على الأقل مائة تشوه جيني غير كامل وعشرون تشوه كامل، فأثار اهتمامي الموضوع لأنه يجمع بين دراستي والجانب الطبي وأيضاً الجانب الجزيئي الذي درسته في الماجستير وبعد المحاضرة عرض علي العمل معه في ذلك المجال في الدكتوراه فكان ذلك بالنسبة لي عرض لا يرفض أبداً.

وما هو الجديد الذي تبحث فيه حالياً؟

في مجال علوم الأحياء الجزيئية البحث متجه لتكنولوجيا جديدة وهي تكنولوجيا لآلية داخل البكتيريا تجعلها تستطيع الهجوم بها والعلماء من بعد عام 2013 تمكنوا من استخدام تلك التكنولوجيا في تعديل جينات خلايا الثدييات والأجنة، وتعقد آمالاً كبيرة عليها في المستقبل لعلاج التشوهات أو تطوير بعض الصفات في الأشخاص، لكن عليها تساؤلات أخلاقية ناحية استخدامها على البشر لأنه في نوفمبر الماضي استطاع عالم صيني استخدامها في تعديل جينات طفلين بعد تخصيبهم بطريقة تجعل خلاياهم منيعة وضد الإصابة بمرض الإيدز HIV ولاقى ذلك رد فعل سلبي من المجتمع العلمي لأن تلك التكنولوجيا تحتاج وقت طويل والمزيد من التجارب قبل إجرائها على البشر، وأيضاً بسبب التخوف من إتاحتها للأُثرياء لكي يتحكموا في خصائص أطفالهم كخصائص شكلية وعقلانية.

حدثنا عن خططك المقبلة لمستقبلك العلمي.

مازلت طالب دكتوراه أتمنى الانتهاء منها في الصيف القادم وبعدها الحصول على فرصة لاستكمال أبحاثي عن التعويض الجيني ومحاولة التركيز على استخدام ذلك في تطبيقات علاجية للمرضى.

فيديو قد يعجبك: