إعلان

عبد العزيز والاستاد.. ذكريات ليبيا تتداعى مع انطلاق أمم الإفريقية

06:36 م السبت 22 يونيو 2019

عبد العزيز وأولاده من ليبيا وتواجدوا في محيط استاد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت وتصوير-إشراق أحمد:

بينما يتعالى صوت أبواق التشجيع والهتاف، مع اقتراب موعد غلق بوابات إستاد القاهرة، إيذاناً بانطلاق البطولة الأفريقية، اتخذ عبد العزيز أمعيزيق ركنًا قصياً في محيط الإستاد، لا يشغله سوى تمضية الوقت مع طفليه في أجواء اعتاد أن يكون في قلبها، لكن لبعده عن موطنه، لم يملك الأب الليبي سوى أن يعايش أبناؤه التواجد بين المشجعين الوافدين بالتلويح بعلم مصر ورسمه على الوجه، فيما تحمل نفسه استعادة ذكرياته كرياضي سابق.

قبل ست سنوات جاء عبد العزيز وأسرته إلى مصر، سكنوا مدينة نصر، القدر جعله على مقربة مما يهوى؛ أقام صاحب الثامنة والأربعين ربيعًا في شارع خضر الزيتون المواجه لملعب إستاد القاهرة الدولي. كرة القدم أفضل الألعاب بالنسبة لابن مدينة البيضاء الليبية، يفهم قوانينها وأجواءها ومتغيراتها، فيوما ما كان "من أبناء اللعبة" كما يصف.

لم يحترف عبد العزيز كرة القدم، لكنه تمسكك بممارستها كهواية أجادها منذ الثمانينيات حتى عام 1995، كان أحد لاعبي فرق الخماسي، ومنظم للدورات الرمضانية. لسنوات انخرط في الساحة المستديرة حتى وصل به الحال إلى رئاسة نادي الأنصار الليبي عام 2009 واستمر في إدارته إلى أن وقعت الأحداث في ليبيا، بعدها توقف كل شيء وبقيت الذكرى وحب لا يفتر.

1-

منذ أقام عبد العزيز في مصر، ما إن يعلم بقدوم فريق أحد الأندية الليبية، حتى يسعى للتواجد في المدرجات، يذكر عام 2014 حين أقيمت مباراة بين فريقي النادي الأهلي الليبي والمصري على أرض ملعب إستاد القاهرة، فسارع بالحضور. شيئا من السعادة لمس قلبه وقتها، وكذلك الحال في كل مرة يتابع فيها مباراة لكرة القدم بشكل عام والدوري الليبي خاصة.

أراد عبد العزيز حضور مباراة افتتاح بطولة إفريقيا أمس، لكنه لم يوفق، فنزل بأبنائه خارج الاستاد "قلت أنزلهم نتسلى في يوم الإجازة ويشوفوا حاجة مشوفهاش قبل كده"، أراد ابنه البراء -7 سنوات- وشقيقه الأصغر أن يحظيا بما يفعله بقية الأطفال المتواجدين، فاشترى لهم أبيهم الأعلام ورسموه على وجوههم، ثم جلسوا جميعًا يتأملون الحضور، تدور عينا الصغيرين بين مشهد لم يعتدوه، فيما يهيم الأب "بتذكر أصدقاء كتير كنا نلعب سوا ومباريات كنت بشجع فيها".

يدب الحنين في نفس الرجل الأربعيني لمدينة البيضاء، وملعبها الذي شهد مباراة لا ينساها في الدوري الليبي بين الاتحاد والأخضر عام 88، انتهت بالتعادل "بصعوبة" كما يصف عبد العزيز المشجع للنادي الأخضر الذي سجل الهدف، ليلحق ذلك شغبا عنيفا. "اترش علينا مياه ساخنة وساد الضرب وهروب لاعبين من الملعب"، مبتسمًا يقول الرجل الأربعيني أنه كان في القلب من
هذا، "في التربونة" حسب تعبير الليبيين عن المدرج باللغة الإيطالية.

"دوري عمر بن الخطاب، الميدان، البيضاء" يعدد عبد العزيز أسماء الدوريات الرياضية للخماسي الليبي التي كان يتابعها. تغيرت أوضاع كرة القدم في ليبيا؛ يغيب فريق المنتخب المؤسس عام 1962 عن أمم إفريقيا منذ 2010، يصل فقط إلى التصفيات دون تأهل للبطولة، لكنها تظل رياضة محببة في ليبيا.

"كرة القدم تعني الكثير لليبيين يحبونها بشدة إلا أن ظروف الدولة والحرب وتدهور أوضاع الدوري من تهميش بعض الأندية واختيار اللاعيبة على أساس جهوي أفقدها الكثير" يقول عبد العزيز.

ظروف الحياة أحالت بين مواصلة عبد العزيز لممارسة كرة القدم، لكنه يحاول قدر استطاعته نقل محبتها إلى أبنائه، إن لم يكن عبر لعبها فعليا، فإن "البلاي ستيشن" ومشاهدتها في المدرجات أضعف الحيل كما يقول، فيشرق وجه البراء حين يخبره أبيه عن "ميسي"، وإن كان يرغب يومًا في الذهاب إلى الملعب حال من يراهم أمامه من مشجعين يتوجهون نحو بوابة إستاد القاهرة.

فيديو قد يعجبك: