إعلان

من أطلق #السوريين_منورين_مصر وكيف تفاعل معه 18 مليون مستخدم؟ (تقرير مدفوع بالبيانات)

08:50 م الأربعاء 12 يونيو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- رمضان حسن:
جرافيك - أحمد كامل:
صباح يوم الجمعة الماضي، كتب القيادي السابق بتنظيم الجهادي، نبيل نعيم، على صفحته الشخصية على موقع الفيس بوك، تدوينة مقتضبة قال فيها: "قولا واحدا النشاط الاقتصادي للسوريين في مصر من أموال التنظيم الدولي للإخوان وغسيل أموال".

بوست القيادي السابق بتنظيم الجهاد الذي نسبه إلى مصادر مجهولة تفاعل معه 293 من متابعيه، وعلق عليه 49 من أصدقائه في العالم الإفتراضي، وشاركه على صفحات شخصية وعامة 368 آخرون، أغلبهم من المؤيدين لما يقوله نعيم بينهم محام رفع دعوى لطرد السوريين. قبل أن تتحرك حملة مضادة أكبر تحت هاشتاج #السوريين_منورين_مصر.

وفي تصريحات لمصراوي، أكد نعيم ملكيته لصفحة الفيس بوك غير الممهورة بعلامة التوثيق الزرقاء، وقال إن الاتهامات التي وجهها ذكرها له سوريون على متن طائرة مصر الطيران القادمة من العاصمة اللبنانية بيروت إلى القاهرة، عندما سألهم عن الجهة التي يقصدونها "أنتم رايحين فين في مصر، ومن اللي بيصرف عليكوا هناك"، ليأتي ردهم على حد زعمه: "جمعية الإخوان هما اللي بيصرفوا علينا وتستأجر شقه لكل أسرتين لحين فتح مشاريع نعمل بها، وأن الجمعية هي التي تحدد من منهم يذهب إلى مصر أو تركيا".

يعلق نعيم: "هنا أدركت مدى خطورة الكارثة التي تواجهها مصر بسبب هذه العناصر".
وفي اليوم التالي لكتابة "نعيم" للبوست، أي يوم السبت الماضي، تقدم المحامي سمير صبري ببلاغ للنائب العام، لينقل الصراع المحدود بين بعض مئات في العالم الافتراضي، إلى عالم الواقع، قبل أن تمتد القضية بتفاعل مئات الآلاف مع السوريين هاشتاج عبر #السوريين_منورين_مصر.

الصوة رقم 1

ورصد مصراوي بالأرقام كيف تفاعل المصريون مع الأزمة على مدار5 أيام، سواء في العالم الافتراضي أو على أرض الواقع، وذلك عبر تحليل بيانات الوسم على مواقع التواصل الاجتماعي، باستخدام أداة mediatoolkit، المتخصصة في تحليل البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتجاوز عدد من تفاعلوا مع الهاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر، فيس بوك، جوجل، يوتيوب) منذ انطلاقة يوم السبت الماضي 18 مليون متفاعل، مما جعله ضمن الهاشتاجات الأكثر تداولا خلال يوم الإثنين 10 يونيو الجاري، وارتفع التفاعل بشكل ملحوظ منذ بداية الأزمة حتى بلغ ذروته مساء الأحد الماضي، وظهر اليوم.

الصوةر رقم 2

مع بداية تدشين الهاشتاج يوم 8 يونيو الماضي، كانت الأرقام تشير إلى تفاعل مليون و614 ألفا و383 مستخدما مع الهاشتاج، حيث كانت الانطلاقة علي موقع "توتير"، حيث كان أول من كتب الوسم شاب مصري، الساعة التاسعة و10 دقائق صباحا، وتخطت نسبة التفاعل 91.3% خلال يومي 8 و9 يونيو، بينما كانت نسبة التفاعل على "فيس بوك" 6.5%، ومحرك البحث "جوجل" سجل 2.2%، في حين لم يسجل موقع "يوتيوب" أي نسبة تفاعل خلال اليوم الأول والثاني من الأزمة.

الصورة رقم 4

الصورة رقم 5

ومع نهاية اليوم الثالث، الاثنين 10 يونيو، وصل التفاعل مع الهاشتاج إلى ذروته، وبلغ عدد المتفاعلين 11 مليونا و375 ألفا و498 من رواد هذه المواقع، سجل خلالها موقع "توتير" النسبة الأعلى بين المواقع بنحو 81.7%، وسجل "جوجل" 8.2%، بينما "فيس بوك" وصل إلى 7.3 %. وظهر التفاعل للمرة الأولى علي موقعي "يوتيوب، وانستجرام" ، الأول بنسبة 2.5%، والثاني لم يتخط نسبة 0.2 % من إجمالي المتفاعلين على الهاشتاج.

الصورة  رقم 3

مع بداية اليوم الرابع، الثلاثاء11 يونيو الحالي، ارتفع عدد من تفاعلوا مع هاشتاج #السوريين_منورين_مصر إلى 17 مليونا و113ألفا و503 مستخدمين، وتصدر موقع "توتير" تفاعل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصلت نسبة من شاركوا الهاشتاج على موقع التغريدات القصيرة 82.1%، وجاء "جوجل" في المركز الثاني بنسبة 7.7%، واحتل الفيس بوك المركز الثالث بنسبة6.7%.

وسجل التفاعل على يوتيوب 3.2%، وكان بداية التفاعل عليه في اليوم الثالث من انطلاق الهاشتاج على تويتر، عبر تداول الوسم على بعض الفيديوهات التي نشرت على الموقع خلال يومي الـ"10 و11" من الشهر الجاري، واحتفظ انستجرام بنفس النسبة التي حققها في يومه الأول 0.2%.

الصورة رقم 6
مساء اليوم الأربعاء، (خامس يوم لوسم #السوريين_منورين_مصر)، وتحديدا حتى الساعة 7 مساءً، وصل عدد المتفاعلين علي الهاشتاج إلى 18 مليونا و451 آلاف و486 متفاعلا، حيث انخفض تفاعل المشاركين مقارنة باليوم الثالث والرابع، وسجل توتير 84% من إجمالي نسبة التفاعل على مدار الـ5 أيام خلال الأزمة، و"جوجل" 6.7%، وفيس بوك 6.1%، بينما سجل موقعي "يوتيوب وانستجرام" في اليوم الثالث من تفاعل الهاشتاج على الموقعين 2.9% لـ"يوتيوب"، بينما "انستجرام"0.3%.

الصورة رقم 8

وتنوعت عمليات البحث على هاشتاج #السوريين_منورين_مصر على مواقع التواصل الاجتماعي، في الجروبات والصفحات العامة والخاصة، وكذلك صفحات القنوات والمواقع الإخبارية، والتي ساعدت في انتشار الهاشتاج، وبحسب أداة mediatoolkit، المستخدمة في تحليل البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت النتائج كالتالي.

السوريين

وشهد هاشتاج #السوريين_منورين_مصر تفاعلا من جميع فئات الشعب المصري، بينهم فنانون وشخصيات عامة ومثقفون وإعلاميون. ومع ذروة هذا التفاعل والتضامن في العالم الافتراضي، انتقل إلى أرض الواقع سواء بين السوريين المقيمين في مصر، أو بين المصريين.

وتضامن كتاب الرأي في العديد من وسائل الإعلام المصرية القومية والخاصة مع الهاشتاج، ففي موقع مصراوي استفسرت الكاتبة أمنية خيري في مقالها عن الأسباب التي تدفع البعض إلى ترويج اتهامات دون أدلة أو براهين؟ قائلة: "العقل والمنطق يقولان إنه في حكم المؤكد أن الجهات الأمنية في مصر قادرة على رصد أمارات أية تحركات مريبة هنا أو تثير القلق هناك في هذا السياق".

بينما حذر الكاتب الصحفي حمدي رزق في المصري اليوم، من خطورة هذه الحملة التي وصفها بالخطيرة "وتستهدف قلقلة أوضاع السوريين المستقرة، وإحداث فتنة بين الإخوة، والقول بسيطرة سوريا على الأعمال التجارية قول خبيث"، موضحا أن "السوريون في مصر حالة نموذجية من العيش المشترك، لم يصدر عنهم ما يخشى منه".

بينما وصف الكاتب سيد البايلي رئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبق استياء البعض من تواجد السوريين في مصر بـ"الجهلاء اللذين حاولوا الإساءة إليهم بادعاءات وطنية مزيفة حول تأثيرهم وتغلغلهم الاقتصادي ولكن شعب مصر.. وحكومة مصر.. وقيادة مصر الذين يقدمون معا نموذجاً في الوعي والاصطفاف الوطني انتفضوا للدفاع عن السوريين وعزل الأصوات الشاذة المضللة".
وفي المقابل لم تنشر وسائل الإعلام المصريين منذ اندلاع الأزمة على مدار الخمسة أيام الماضية أي مواد صحفية تؤيد الاتهامات التي وجهها القيادي الجهادي السابق نبيل نعيم إلى السوريين في مصر.

الصورة رقم 9

سوريون: مصر ردت عنا

"أنا ليه أرد ما الشعب المصري هو نفسه رد نيابة عننا"، هكذا عبر يوسف المغربي، صاحب أحد المطاعم السورية بالقاهرة، عن الاتهام الموجه لهم بشأن تمويل استثماراتهم من جماعة الإخوان حسبما زعم المحامي "سمير صبري" في بلاغه.

يقول صاحب الـ32 عاما، إن الأزمة الأخيرة أثبتت مدي حب المصريين لإخوانهم السوريين، "فرحان بردود أفعال المصريين، وعرفت قد أيه هم بيحبونا وصار ضهر لينا". الأمر نفسه شعر به يوسف وعائلته منذ قدومه لمصر في مارس 2012 بعد أن قررت العائلة الهروب من جحيم الحرب في سوريا، لاسيما بعدما تعرض والده للخطف على يد بعض العصابات التي طلبت فدية مالية، "كنا عائلة كبيرة ومشهورة بمطاعم الأكل بمدينة حلب السورية، وتوقعنا تكرار وقائع الخطف لأفراد العائلة".

انتظر الأخ الأكبر لـ 3 أشقاء، عودة الوالد، وقرروا المجيء إلى مصر، بأحد أحياء القاهرة، " كانت كل ما تملكه العائلة وقتها مبلغ قدره 200 ألف جنيه،" أخذنا محل صغير وبدأنا نشنغل وقعدنا فترة عقبال ما اتعرفنا"، إلى أن استطاعت العائلة على مدار 7 سنوات، افتتاح 4 أفرع بحي المهندسين ومدينة نصر.
يتذكر يوسف الأيام الأولي لعائلته بالقاهرة قبل 7 سنوات، وبداية علاقته بأول صديق مصري "إحنا أول ما جينا في واحد مصري فتح لنا بيته وقعدنا فيه أنا وعيلتي لحد ما أخدنا شقة بالإيجار، وساعدني في إنهاء إجراءات تراخيص المطعم، والآن صار أعز أصحابي".

أكد يوسف أن عددا كبيرا من المصريين يعملون معه في المطاعم التي تملكها عائلته، "أنا من مصلحتي البلد دي تزدهر وما يكون فيها مشاكل"، ويستنكر المغربي ما يردده البعض عن مصادر أموال السوريين، وأكد امتنانه الكبير لمصر وشعبها، "المصريين بيجبروا بخاطرنا، عارفين أن بلدنا فيها حرب".

لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لأنس حمزة، 25 عاما، المقيم بحي الحصري بمدينة أكتوبر، والذي جاء للقاهرة منذ 6 سنوات برفقة والدته، ضمن 130 ألفا حصلوا عن منحة مفوضية شئون اللاجئين للسوريين المقيمين في مصر والمسجلين لديها، بينما تشير الإحصاءات و التقارير للحكومة إلى أن عددهم يتراوح بين 250 إلى 300 ألف سوري.

يعمل أنس بأحد المطاعم بوسط أكتوبر، بعدما حرمته الحرب في سوريا من استكمال دراسته الجامعية، "فقدت شهادة الثانوية أثناء الهروب من غارة جوية على منزلنا أودت بحياتي والدي".

"محدش فينا بيحب سيرة الإخوان"، يقولها أنس مستنكرا تلك الادعاءات التي ظهرت مؤخرا عن علاقتهم بتنظيم الاخوان، في الوقت نفسه يعبر عن مدي سعادته بردود أفعال المصريين عن مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال متابعته على مدار يومين للرسائل التي دونها المصريين على الهاشتاج.

ومصريون: "السوريون أصحاب بلد"

"السوريين مش ضيوف دول أصحاب بلد"، هكذا قال خالد محمد، صاحب مطعم بالدقي، وأكد صاحب الـ45 عاما، أنه لم ير أي سوري يتسول في الشارع، "هما بتوع شغل وناس كويسة، وحق مصر عليهم أنها تقف جنبهم مش تصادر أموالهم".

ويقول سيد على، أحد العاملين بنفس المطعم، "أينعم السوريين سيطروا على مطاعم الأكل في مصر، ولكن واجبهم علينا نشيلهم فوق راسنا"، مؤكدا أن أغلبهم يعمل من أجل لقمة العيش،" دي ناس غلابة جايين من حرب، علشان يعيشوا وسطنا".

الصورة رقم 10

وأظهر تحليل بيانات هاشتاج #السوريين_منورين_مصر، وجود مشاركات وتفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، حيث أثني أغلبهم على تفاعل المصريين مع الأزمة، كما قدم العديد من السوريين المقيمين في الدول العربية، الشكر للشعب المصري على تضامنه مع أبناء وطنهم، فيما أعربت أغلب ردود أفعال المصريين المقيمين في الخارج، عن الفخر بموقف المصريين ودعمهم للأشقاء السوريين.

بحسب النتائج التي أظهرتها أداة mediatoolkit، لتحليل البيانات للدول الأكثر تفاعلا مع الهاشتاج، احتلت مصر المركز الأول، تلتها السعودية، ثم دولة الإمارات المتحدة، وبعدها الجزائر. وتفاعل عدد من المصريين والسوريين المقيمين بالأردن وانجلترا، لتحتل الدولتان المركز الأخير وقبل الأخير على الترتيب.

وتعليقا على تطورات القضية وهاشتاج التضامن مع السوريين، أكد نبيل نعيم القيادي الجهاد السابق لـ"مصراوي"، أنه لم يتقدم يأي بلاغ رسمي ضد السوريين بهذا الشأن، " أنا كتبت معلومة عندي الفيس زي أى شخص عادي".

وأضاف أنه لم يعلم ببلاغ المحامي سمير صبري إلا بعد تطور الأزمة، وانتشار الهاشتاج.
وعلى مدار يومين حاولنا التواصل مع "صبري" للتعليق على ما وصفه المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي، "بمعلومات كاذبة "، والتي ذكرها في بلاغه، إلا أنه لم يرد.

فيديو قد يعجبك: