إعلان

مدرسة في مهمة بيئية.. زراعة 400 شجرة بأيادي طلاب ثانوي (صور)

05:04 م السبت 30 نوفمبر 2019

مبادرة من طلاب لزراعة 400 شجرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

يفتح سامي صلاح نافذته كل يوم، يطل بنظراته على مكان سكنه الجديد، تدور أعينه في المساحة الرحبة بحثًا عما يمنح الحياة للمشهد الخاوي أمامه، لكنه يعجز وتذوب أماله سريعًا في الرمال المتناثرة والمحاصرة للمجمع السكني، فيغلق النافذة سريعًا، غير أن أمس الجمعة كانت أول مرة يُطيل النظر في المشهد، يحاول التأكد بأن ما وقعت عليه عيناه واقعًا، أشجار خضراء بِكر شّقت طريقها في الرمال، فيما يتحرك طلاب برداء فسفوري اللون لإكمال مهمة تشجير المنطقة.

1

2
نبعت الفكرة من طالب وأثمرت بتطوع مائة آخرين. في مدرسة سانت فاتيما الدولية توّلي المعملة ناهد نصر أهمية بالحفاظ على البيئة، تزرع تلك القيم في نفس الطلاب ليس بالحديث عنها وحسب ولكن على الواقع، لذا رتبت خلال الأسابيع الماضية المبادرة، فانضم لها متطوعون، وفي الثامنة ونصف صباح الأمس تحرك مائة طالب من أمام مقر المدرسة الدولية بمدينة نصر باتجاه حي التجمع الثالث في مبادرة المدرسة الدولية لـ"تخضير" منطقة الإسكان الاجتماعي بالتعاون مع مبادرة "شجرها".

3

4
وصلت حافلات المدرسة الدولية إلى المنطقة المُختارة وفق معايير معينة، يحكيها المهندس عمر الديب، مؤسس مبادرة "شجرها" لمصراوي، بأنهم يجنحون لزراعة الأشجار في المناطق السكنية الجديدة لأنها أقل تلوثًا من المدينة كما أن سكانها "بياخدوا بالهم من الزرع وبيسقوه فعشان نضمن إن اللي بنعمله مش هيموت بعد ما نمشي"، وبعد 3 سنوات من عُمر المبادرة كان النصيب الأكبر للمدن الجديدة " 95% من الشجر اللي زرعناه هناك، وفي شجر أثمر عشان كدة اتشجعنا نكمل التجربة هناك"، فيما بلغ عدد الأشجار التي تم زراعتها 80 ألف منذ بدأت المبادرة عام 2016.

بدأ فريق "شجرها" في تحضير مُعدات اليوم، فؤوس متنوعة الأحجام وشتلات صغيرة في انتظار من يودعها سكنها الجديد، فيما وقفت الطالبة فرح ياسر مشدوهة لحديث الديب الذي أخذ يشرح لهم أهداف اليوم، لأول مرة تشارك صاحبة الـ16 ربيعًا في فعالية خاصة بالبيئة، لذا غمرها الحماس فأحسنت الإنصات لما يُقال عن أهمية زراعة الشجر المثمر لأنه مفيد للبيئة كما أنه يحقق أهداف التنمية المستدامة مثل "القضاء على الجوع بحيث إن الشجر ده هيطرح بعد حوالي سنة ثمار للناس تقدر تاكله وتكون عون للناس المحتاجة" كما أنها تمنح الظل والأكسجين "لو زرعت شجرتين هتديك أكسجين يكفيك طول حياتك" يقول مؤسس شجرها للطلاب.

56

حفظت فرح التعليمات جيدًا، ثم شرعت رفقة أصدقاؤها في العمل، التقطت فأسًا وشتلة وبدأت في توفير بؤرة في الرمال تناسب حجم الشتلة، ثم تضعها وقبل أن تغمرها بالرمال مرة أخرى وضعت السماد النباتي ثم أغلقت على الشجرة، فأطلت النبتة بعنقها الصغير "النهاردة زرعنا ليمون وزيتون ونعناع وروزماري وزعتر".

78

كانت التجربة الأولى للمدرسة الدولية في زراعة الأشجار، لكنها المدرسة الـ70 التي تعاونت مع "شجرها" طيلة ثلاث سنوات، حين أتت الفكرة لأحد الطلاب تواصلت المعلمة ناهد مع المبادرة "وقولتلهم إننا هنتطوع بفلوس الشتلات واللي هيزرعوا"، لم يستغرق الأمر وقتًا حتى وافق الديب "الطلبة كانت متحمسة جدًا خصوصًا إن في ناس منهم مشاركوش في فعاليات شبه دي قبل كدة".

كان حازم مجدي ضمن هؤلاء الطلاب، لأول مرة يختبر ذلك الشعور، كان العمل شاقًا بعض الشئ بالنسبة للطلاب، غبار الرمال يحاوطهم، الحفر بالفأس ووجود صخرات تعترض طريقهم، كذلك البعض حمل شتلات ثقيلة نوعًا ما، فيما كان يخفف صاحب الـ18 ربيعًا وطأة الأمر من خلال النكات، يُعرف مجدي بخفة الظل وسط أصدقاؤه فكان اليوم ممتعًا.

9

بعد نصف ساعة من عمل الطلاب، بدأ السكان الأصليين للمكان ينزلون إلى الطُرقات يتابعون ما يحدث، يشكرون الطلاب ويشجعونهم، غير أن البعض منهم "شمّر" سواعده وبدأ في الزراعة بنفسه، يرافقهم ابنائهم الصغار "إحنا بيبقى نفسنا في حاجات زي كدة خصوصًا إن المكان حوالينا فضا"، سعدوا بالحدث لكنهم تمنوا لو أن الحي يوفر مصادر ري للأشجار "ده هيبقى أفضل من إننا نعتمد على رويها بنفسنا لإن كل واحد وله شغله برضو". تطوّع أحد السكان وجهّز للطلاب شاي ساخن من تلقاء نفسه، فيما تحمّس الحاج صلاح الشافي ابن محافظة بني سويف وبدأ يقول للطلاب نصائح فيما يزرع بنفسه شتلات الزيتون "جاي هنا زيارة لابني وأنا مزارع في الحقل في بلدنا"، كان المشهد مُبهجًا واكتمل برؤوس الأطفال المطلة من النوافذ لمشاهدة ما يجري.
10

1112

طيلة ساعتين لم تهدأ حركة الطلاب والسُكان في المكان حتى انتهوا من زراعة 400 شتلة، خفتت برودة الجو قليلًا وبسطت الشمس آشعتها بينما يروي الطلاب الشجر الذي تم غرسه، انتهت مهمة الطلاب فيما بقت الخاصة بأصحاب المكان لرعاية الأشجار، غادر كل بحلمه الخاص، يتمنى مؤسس "شجرها" أن يصل لزراعة مائة ألف شجرة بنهاية عام 2020 والمليون في عام 2030، فيما تُفكر الطالبة فرح فيما ستصير عليه الخمس شجرات التي غرستها برفقة صديقتها، وتأمل "ميس ناهد" تنظيم فعالية أكبر في مارس العام المقبل ليشارك فيها جميع مدارس وجامعات مصر لزراعة الأشجار، بينما يمزح الطالب مجدي بأنه "هرجع البيت احكي لهم على اليوم فيحسوا إني عملت حاجة مهمة للعالم".

1314

فيديو قد يعجبك: