إعلان

"خليك في حالك".. كيف يمكن تنمية الأطفال بالفن؟

02:01 م الإثنين 14 أكتوبر 2019

برنامج تمكين الأسرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

هل تؤمن بقدرة الفن على تغيير السلوك؟.. قبل أن تنطق بإجابة، عليك التعرف على أناس آمنوا بذلك، فأطلق برنامج "تمكين الأسرة" مشروع سماه: "التنمية عن طريق الفن"، درب أطفالا إما أيتاما أو يعانوا مشكلة نفسية على إجادة أدوار فنية، ليكون هؤلاء على موعد بعد أيام مع خشبة مسرح الهوسابير، وتقديم العرض المسرحي: "خليك في حالك.. ملكش دعوة".

قبل 8 سنوات، أدخل برنامج تمكين الأسرة، الفن، ضمن وسائله لتحقيق هدفه؛ وقاية الطفل من خطر التفكك الأسري وفقدان الرعاية الأسرية. بدأ البرنامج بالكورال، إلى فنون أدائية وبصرية، وصولا لعرض مسرحي، من بطولة هؤلاء الأطفال، ومفتوح للجمهور بـ50 جنيها لكل تذكرة، تذهب لدعم المشاركين في العرض.. تؤمن منال بدر، مدير برنامج "تمكين الأسرة"، بأن الفن أقصر الطرق لتعديل السلوك.

1

الإيمان نفسه يتملك مصطفى حزين، مخرج: "خليك في حالك.. ملكش دعوة"، والذي اشتغل مع الأطفال على النص المسرحي لحوالي عام ونصف، بداية من اختيار الفكرة، والتي همّه أن تكون من واقع الأطفال المعاش "جبت نصوص مسرحية، قرأتها مع الأطفال، وتناقشنا حولها، حتى وقع الاختيار على قصة (أنت حر) للمؤلف لينين الرملي"، والذي خرج منه النص المنتظر عرضه على الهوسابير، بعد شهور من التدريب الجاد، لكن الدافئ.

العلاقة بين حزين والأطفال، والذين يتراوح أعمارهم بين 5 و18 عاما، لا تقتصر على التدريبات لأجل العرض، والذي اتخذ من سطح منزل بحي الشرابية مسرحا لبروفاته. يقول صاحب الـ37 عاما، إن علاقته بالأطفال أبوية إلى أبعد حد، وله في ذلك شواهد عديدة، منها "أكلة الكشري بعد البروفات"، وذلك الطفل الذي قرر أن يعمل لـ3 أيام "عشان يجبلي هدية في عيد ميلادي"، وتلك الفتاة التي عبرت له عن خوفها على صحته "لما اتنرفزت في لحظة".

2

من الشواهد أيضا، ما أيقن لحزين بأن الفن قادر على تعديل السلوك، تغيير حياة ممارسه إلى الأفضل. يتذكر الشاب سريعا، ذلك الطفل الذي يعمل في مخبز، بينما يحرص على عدم تفويت البروفات، حتى إنه يأتي إليها "وهدومه كلها دقيق"، طموح يلحظه المخرج في عيون ذلك الطفل، رغم ظروفه المعيشية الصعبة، ونفسه يلحظه في مسار طفل آخر "أقنع صاحب محل بيشتغل فيه، بأنه هيأجز في مواعيد البروفات".. يحلم الطفلان بأن تلمع نجمتهما في السماء يوما ما.

وبالمثل لا ينسى حزين، ذلك الطفل الذي قرر ترك الفرقة، قبل 4 سنوات، مضطرا للعمل على توك توك، ليفاجئ المخرج به "راجع يقولي عايز أرجع الفرقة من تاني"، ولا تلك الفتاة القاصر التي رفضت الزواج المبكر، "الفن خلى كل واحد فيهم عنده حلم، مبقاش سهل يتخلى عنه، رغم ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية الصعبة".

3

ولا أبلغ من بطل العرض المسرحي للعام الحالي: "خليك في حالك.. ملكش دعوة"، والذي ظل "قاعد ساكت 3 سنين مبيتكلمش بسبب مشكلة نفسية" كما يحكي المخرج، وقد اكتشف فيه مؤخرا موهبة فنية كبيرة، بعد أن استعاد ثقة فقدها في نفسه، بسبب ظروف أسرية سيئة عاشها.. موهبة يتوقع أن تعلن عن نفسها في الثاني من نوفمبر على مسرح الهوسابير، وأمام جمهور متشوق لفن راقي، فما بالك أن يَصدُر عن أطفالا كانوا على حافة خطر.

فيديو قد يعجبك: