إعلان

5 أيام في البحر.. مصراوي يروي قصة انتشال غريق الإسكندرية

03:54 م الأحد 23 ديسمبر 2018

ضحية الغرق بشاطئ النخيل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

ذهب الشاب العشريني "جاسر" برفقة صديقيه إلى الإسكندرية، اختار شاطيء النخيل للسباحة. يوم الثلاثاء الماضي، الجو ليس ملائمًا لنزول البَحر، لكنه اختار المغامرة، لم يمكث كثيرًا، حاول الخروج بعد أن وجد صعوبة في العوم مع ارتطام الأمواج بجسده بقوة، فشلت محاولاته، يصرخ من أجل النجدة لم يسمعهم أحد، قبل أن يبتلعه البَحر، فيما نجح رفيقيه في الفرار من الموت"كان فيه غواصين بيحاولوا بس مع النوة والموج كان صعب" يقولها الغواص إيهاب المالحي، متطوع في أعمال الإنقاذ بالإسكندرية.

حضرت أسرة "جاسر" إلى الإسكندرية حينما علموا بالأمر، الفزع تملكهم لكنهم سرعان ما نفضوا الصدمة عن عقولهم، تواصلوا مع الغواصين المتطوعين بالإسكندرية لمحاولة إنقاذه، لكن الأيام مرت يوم خلف الثاني "وللأسف المحاولات فشلت" العجز وقح يلوح من أمامهم مع كل دقيقة تمر دون الوصول إلى جثمان الابن، قبل أن يشن شقيقه وأصدقائه حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لسرعة تدخل مزيد من الغواصين.

علم "المالحي" من خلال "فيسبوك" بالأمر "كنت متابعة من أول لحظة بس عارف إنه صعب نتدخل قبل ما البحر يهدى" قبل أن يأتيه اتصال من أسرة الغريق "على طول ناشدت كل الغواصين عشان نتجمع يوم السبت ونحاول نساعد" تحمس عدد كبير من الغواصيين من بينهم متطوع جاء من مطروح خصيصًا من أجل المهمة "أول ما نزل الشاطيء على الساعة أربعة الفجر، لقى جاسر على طول".

على الفور تم الاتصال بأسرته، قدموا من أجل استلامه، الصدمة بقدر امتنانهم لاستعاد جثمان الابن، الحياة أحيانًا تُجبرك على تقبل الفاجعة " على سبيل إنه قدر أخف من قَدر" غادروا المكان سريعًا، اتجهوا إلى المشرحة للإنتهاء من الأوراق اللازمة قبل الدفن "فضلوا منتظرين 12 ساعة عشان ترخيص الدفن" دُفن الطالب بكلية تجارة ليلة أمس.

تلك ليست الواقعة الأولى بالطبع في شاطيء النخيل، حالة من الحزن تخيم على المتطوعين في إنقاذ الجثامين "لأننا حذرنا أكتر من مرة ومفيش حد بيسمعنا" تقدم المالحي برفقة زملائه بخطة لوقف نزيف الغرقى "قولنا نخطط 4 أفراد أمن على المداخل الرئيسية عشان يمنعوا الناس تنزل البحر" خاصة أن القادمون من القاهرة والمحافظات الأخرى لا يدركون خطورة الشاطيء وأمواجه القاتلة.

كانت محافظة الإسكندرية قد أغلقت الشاطيء الصيف الماضي بعد عشرات من حالات الغرقى، لكن أُعيد فتحه مرة أُخرى -وفق المالحي- الذي يتمنى تدخل المسؤولين بقوة والتعامل بحزم مع الراغبين في نزول الشاطيء "خاصة في الشتا لأنها فترة صعبة واللي بينزل بيموت".

فيديو قد يعجبك: