إعلان

مكتبة "حسن كامي".. الحُب بين أرفف الكُتب

05:42 م السبت 15 ديسمبر 2018

الفنان حسن كامي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- رنا الجميعي ومحمد مهدي:
تصوير: علاء أحمد

كان الخبر صادمًا، مات الفنان الكبير حسن كامي، انشغل الناس بالحديث عن الرجل وفنه، ما قدمه للأوبرا والسينما والأعمال الدرامية، لكن آخريين تسألوا عن مصير مكتبته بوسط البلد، خاصة أن لها قصة ملهمة معه، علاقة ممتدة كقاريء ثم صاحبها ثم ملاذه حين يأكل الحنين قلبه شوقًا إلى زوجته التي توفت منذ 4 سنوات.

الفنان حسن كامي (3)

لنحو 17 عاما اعتاد "كامي" الذهاب إلى مكتبة "المستشرق" مسه حُب المكان، صار مولعًا بشراء الكتُب النادرة من هناك "وبقى عندي حلم إني أشتريها في يوم من الأيام"، كما روى في عدد من اللقاءات الإعلامية والصحفية، لكن لم يتمكن من تحقيقه تلك الأمنية لعدم وجود أموال كافية لشراء المكتبة "بس كنت بحس إني اشتريت كُتب من هناك بحق المكتبة" يذكرها ضاحكًا.

ذات يوم كان عائدًا من رحلة له في أوروبا "ومعايا ثروة من الفلوس" مر على المكتبة، وجدها مُغلقة، علم أن صاحبها مريض فتوجه إليه للاطمئنان على صحته "لقيته عيان جدًا، وقالي من فضلك اشتري المكتبة" دهشة علت ملامحه، استفسر عن سِر الطلب "قالي فيه واحد عايز يشتريها ويرمي الكتُب بره، وأنا عارف قيمتها بالنسبالك" لمعت عيناه، فَكر للحظات لو أنه منح صاحب المكتب ما يملكه من أموال "هأفضل مفلس لسنتين قدام" لكنه وافق في نهاية الأمر.

الفنان حسن كامي (5)

أمسك بورقة وكتب عليها عقد البيع "بما إني خريج حقوق وبفهم في العقود" حين خرج من بيت صاحب المكتب السابق، سار في الطرق إلى بيته منتشيًا، تكاد يداه ترتفع من مكانهم كأنه يرغب في الطيران من شدة السعادة "روحت لنجوى مراتي قولتلها أنا اشتريت مكتبة" قابلت قراره بمرونة وفرحة كونها مُحبة للقراءة "قولتلها إنتي اللي هتمسكي المكتبة دي، وإن اللي يعيش جوه المستشرق هتبقى عيشة برنسات".

حين دخلت زوجته إلى المكتبة شعرت براحة لا توصف "بقى روحها في المكتبة دي" باتت مع الوقت تعلم كل شيء في مكان "كانت فاهمة في كل صغيرة وكبيرة" قيمة الكتب النادرة المنتشرة هناك، الصور البديعة داخلها "حاجات عايزة الفهيمة عشان تقدرها" كانت تلك مفاجأة سارة لـ "كامي" أن يجمع أحب الأشياء إلى قلبه "نجوى والمكتبة"

الفنان حسن كامي (4)

منذ 4 سنوات تركت "نجوى" زوجها وحيدًا، ماتت ليواجه آلام الفقد "اتعذبت أوي من غيرها" صار يبحث عنها في كُل مكان، ينطلق إلى المكتبة "لأنها كانت بتحب تقعد هناك" يتحسس طيفها بين أُرفف الكُتب، يقف بالقُرب من الكرسي الذي اعتادت الجلوس عليه، يناجيها، يتمنى اللحاق بها سريعًا "كنت بروح المكتبة عشان أشوف نجوى".

فيديو قد يعجبك: