إعلان

"+ 50".. كيف تواجه "الوحدة" بجروب على فيس بوك؟

11:30 ص الإثنين 12 نوفمبر 2018

+50 مجموعة على الفيسبوك لمواجهة الوحدة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

الوحدة وحشٌ؛ ما إن يمّس الروح لا فكاك منه، فراغٌ يجثم على الأنفاس شعرت به هدى مصطفى بعدما تزوجت ابنتها الوحيدة قبل عام. لم تختبر الأم العمل من قبل، انفّض الونس من منزلها "كنت مضايقة جدًا، بقيت أنزل لجيراني اسأل عليهم ونسلي نفسنا، لقيتهم حاسين بنفس الحكاية". لم ترد السيدة الخمسينية أن يظل الوضع على ما هو عليه، حاولت أن تخفف وطأة الأمر على نفسها ومن حولها، فكان "بلس 50".

فكرت هدى خلال تلك الفترة في جمع كل من يختبر الشعور ذاته، تحوّلت طاقة الحزن التي بداخلها إلى حماس أعاد إليها الحياة "حكيت لبنتي إني عاوزة أعمل جروب على الفيسبوك يجمع الناس اللي عدوا الخمسين سنة وبقوا لوحدهم" ساعدتها ابنتها ندى على ذلك "أنا مليش في الفيسبوك غير لايك وشير، عملتهولي وبقت الأدمن وبنتابع سوا".

الكنز في الرحلة، أدركت الأم الخمسينية ذلك حين وجدت ابنتها أول داعم لها، فيما اختبرت السعادة حين تواصلت مع المصمم محمد عطية "عشان أعمل لوجو للجروب، لقيته بيشجعني هو كمان رغم إنه ميعرفنيش، ومرضيش ياخد أي مقابل، قالي إنتي بتعملي حاجة كويسة وأنا عاوز أساهم فيه حتى لو بجزء بسيط" غمرتها طاقة إيجابية وشعرت أنه مدد من الله "حسيتها علامة عشان أكمّل في الموضوع أو إني بعمل حاجة حلوة".

قبل أيام انضمت فكرة هدى إلى الفضاء الأزرق "بنتي كتبت بوست على الفيسبوك توضح الفكرة"، مضت أربعة أيام فقط لكن سيل من الطلبات انهال على المجموعة بشكل مفاجئ "اتخضيت من العدد، أنا قولت لو بقينا خمسين واحد خير وبركة، لقيت الموضوع كبر ووصلنا 650 شخص".

قبل قبول طلب الالتحاق بالمجموعة، وضعت الأم عدة أسئلة تعرف من خلالها أعمار المنضمين وأسبابهم، لكنها فوجئت رغم كون اسم "الجروب" ما فوق الخمسين "لقيت واحدة عندها 33 سنة كاتبة إنها عاوزة تنضم عشان حاسة إنها وحيدة، اتضايقت جدًا إن واحدة في عمرها المفروض الحياة قدامها ويكون عندها نفس الشعور.. الوحدة ملهاش كبير للأسف".

من الإسكندرية استطاعت هدى عبر فيسبوك أن توّحد ما بين القاهريين "واللي من الإسماعيلية ومحافظات تانية"، لا تريد أن تتحول المجموعة إلى مساحة للشكوى وحسب "حابة إننا نتقابل ونخرج، نعمل رحلات أو نتجمع سوا"، فيما تفكر بأن تُحدث أطباء في تخصصات مختلفة "يبقى في توعية صحية لينا خلال السن ده، ولصحتنا النفسية".

لا تنسى السيدة الخمسينية كيف كان شعورها حين وجدت شابًا يريد الانضمام من أجل والدته التي لا تمتلك حسابًا على فيسبوك "حسيت إن الجروب ممكن يلفت نظر الولاد نفسهم ويهتمو بأمهاتهم وأبائهم أكتر".

تمتن هدى إلى ابنتها، تحكي بسعادة أن جزء من فكرتها كان للتخفيف عن ندى "هي مضايقة إني لوحدي، بس أنا عاوزاها تعيش حياتها وتتبسط ومتشيلش همّي، وأحاول أنا كمان اتبسط عشان ده هيفرق معاها".

رغم مضي أربعة أيام فقط، إلا أن الحياة اليومية لهدى تبدّلت منذ أطلقت فكرتها عبر فيسبوك، تلاشى الفراغ شيئًا فشيئًا، أمست كل أفكارها من أجل نفض شبح الوحدة عن نفسها ومن حولها، تخطط كيف يمكنها التخفيف عنهم وعن نفسها "صحيح لسه في البداية ومعملناش حاجة على الأرض، بس جوايا حماس كبير قوي عشان الناس دي، وعشان نفسي".

فيديو قد يعجبك: