إعلان

"ماراثون منسي".. أول احتفال لتخليد شهيد الصاعقة

07:45 م الجمعة 15 سبتمبر 2017

ماراثون منسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – نانيس البيلي:

تصوير - عمر عبد الناصر:

في تمام الثامنة من صباح اليوم، أمام جهاز مدينة العاشر من رمضان، تجمع العشرات للمشاركة في فعالية "ماراثون منسي" والذي نظمه عدد من أصدقاء وزملاء الشهيد أحمد صابر منسي بعد حوالي شهرين من استشهاده في 7 يوليو الماضي، مع 10 من الجنود المصريين في معركة كمين "البرث" برفح، بتوزيع التيشرتات التي تحمل صورة الشهيد، بدأ اليوم الذي وصفه منظموه بـ"أول احتفال على الأرض" من أسرته وأصحابه ومحبيه.

1

مرتدين تيشيرتات وحاملين أعلام مصر عليهم صورة ترمز للشهيد منسي واليوم، وقف المشاركون ينتظرون انطلاق الماراثون، وضموا أفرادًا من القوات المسلحة بأسلحة "مدفعية ومشاه ومظلات" و30 فردًا من سلاح الصاعقة الذي ينتمي إليه الشهيد، بجانب أكثر من 200 طفل من مستشفى سرطان الأطفال، وعدد من أصدقائه وزملائه وكذلك المحبين الذين تأثروا ببطولته واستشهاده، وبينهم عدد كبير من الأطفال.

"هالة" وأطفالها الأربعة.. أجلوا عودتهم لشرم الشيخ لحضور "ماراثون منسي"

2

ما إن علمت "هالة" بموعد فعالية "ماراثون الشهيد منسي" حتى قررت مد فترة تواجدها وأطفالها الأربعة بالقاهرة لأسبوع آخر حيث قضوا إجازة العيد مع أقاربهم، وتأجيل عودتهم إلى شرم الشيخ التي انتقلت إليها قبل 4 سنوات، بابتسامة تعلو وجهها تقول "هالة" وهي ترتدي "تيشيرت" منسي إنها عرفت عن الشهيد وقصص حياته وبطولاته من صديق مشترك بينهما وهو ضابط بسلاح الصاعقة "اتأثرت بيه وبشجاعته وبالطريقة التي استشهد بيها".

إعجاب بالشهيد منسي غرسُ في نفس السيدة الأربعينية من حكاياته التي نقلها لها صديقهما المشترك خلال جلساتهم وتناقلها زملاؤه عبر "فيس بوك"، فبدأت تحكيها لأبنائها من خلال التطرق إلى الشهادة ومكانة الشهداء "بقيت أتكلم معاهم عنه طول ما إحنا قاعدين أو رايحين مشوار بالعربية".

بحماس كبير أبدى الصغار "عبد الله، زينة، محمد، هاني" ترحيبهم بالمشاركة مع والدتهم في الماراثون بعدما عرضت عليهم الفكرة، فتقول "هالة" التي تملك شركة للاستثمار الرياضي بشرم الشيخ إنها حرصت على مشاركة أطفالها ليقتدوا به وتزرع داخلهم قيم التضحية من أجل الوطن "أتمنى إن واحد منهم يطلع بطل ويبقى شهيد زيه"، تلتفت السيدة إلى أحد أبنائها وتربت على كتفه قائلة "محمد ابني نفسه يبقى شهيد" فيجيبها بالإشارة إلى صورة منسي المطبوعة على التيشيرت ويتمتم في خجل "عاوز أبقى بطل".

شرح مفصل لبرنامج الفاعلية قدمته "هالة" لأطفالها بعدما أبدوا رغبتهم بالمشاركة معها "وقلتلهم سلموا عليه واقروله الفاتحة عشان أكيد هو حاسس بينا"، تبتسم وتقول إنهم أحدثوا ضجيجًا داخل السيارة خلال قدومهم صباحًا وردعهم تهديديها لهم بإعادتهم إلى المنزل "كانوا بيغلسوا على بعض وأول ما قلتلهم إننا راجعين قعدوا ساكتين"، تقطع حديثها طفلها "زينة" بالصف الأول الابتدائي قائلة وهي تلوح بعلم مصر "أنا رايحة عند الشهيد منسي عشان أسلم عليه".

شقيق الشهيد: 7 يوليو سيكون يومًا لتنظيم "ماراثون منسي" كل عام

8

حاملاً نجل الشهيد "حمزة" صاحب الـ8 سنوات، وقف الرائد رضا شقيق "منسي"، يتابع تنفيذ برنامج الماراثون، يقول إنه لم يتوقع نسبة الحضور الكبيرة "عدى توقعاتي، وأعمار مختلفة حتى الأطفال عددهم كبير"، ويوضح أن سبب تنظيم الفعالية هي رغبتهم في تجميع أصدقاء وزملاء وأحباء الشهيد وتكون مناسبة يتعرفون جميعهم من خلالها "فكرنا في إيفنت قوي الناس تتقابل واللي ميعرفوش بعض غير على الفيس بوك".

"7 يوليو" سيكون يوم ثابت من كل عام لتنظيم فعالية "ماراثون منسي"، بحسب شقيقه، وهو يوافق يوم موقعة كمين البرث الذي استشهد فيها مع 10 من الجنود، ويضيف أن هناك فعاليات آخرى ستحمل اسمه أولها فعالية لقضاء يوم مع أطفال مستشفى سرطان الأطفال والتبرع بالدم لهم لكنهم لم يحددوا موعدها إلى الآن.

نجل إبراهيم الرفاعي في ماراثون "منسي": جاي أقول لابنه ماتخافش

"جاي أشوف أسرة الشهيد منسي وأسلم على ابنه وأقوله ما تخافش" قالها العقيد سامح إبراهيم الرفاعي نجل شهيد حرب أكتوبر عن مشاركته وأسرته في الماراثون بعدما أخبره عدد من رجال سلاح الصاعقة أخبروه بموعد الفعالية، ويضيف أن الشهيد نال مكانة كبيرة في حياته وبعد ارتقائه ورثها لذويه " ربنا كرمه وكرم أسرته.. زي ما إحنا ورثنا شرف وبطولة الشهيد الرفاعي".

يشبه "العقيد سامح الرفاعي" منسي بوالده الشهيد مما عرفه عن حياته وبطولاته "اللي أعرفه إن قدرته كانت زي إبراهيم الرفاعي"، ويتوسم أن يصبح نجله حمزة بطلاً مثل والده وباقي الشهداء "زي ما أنا طلعت زي والدي".

يرفض نجل شهيد أكتوبر انتقاد البعض للظهور المتكرر لنجل منسي عبر وسائل الإعلام بدعوى أن ذلك سيمنعه من أن يعيش طفولته، ويقول إنه حمل رسالة والده بعد استشهاده وهو بنفس عمره "طلعت ولبست الأفرول والنياشين بتاعت الشهيد إبراهيم الرفاعي وقعدت جنب الرئيس السادات وأنا طفل".

30 دقيقة، أدى بعدها المشاركون تمرينات إحماء، قبل أن ينطلق الماراثون في الثامنة و45 دقيقة، بـ"خطوة منتظمة" مراعاة لوجود سيدات وأطفال، ونظرًا لطبيعة الطريق، بحسب تعليمات المنظمين، منهم الرائد "محمد وديع" صديق منسي، الذي أبدى إعجابه بنسبة الحضور الكبيرة خاصة مشاركة الأطفال، مشيرًا إلى أن الهدف من الفعالية هو تنشئة جيل يعرف قصص أبطاله مثل الرفاعي ومنسي "الشهيد واحد سند البلد ولو هو ما سندهاش كانت وقعت".

"صاعقة شعار حديد ونار..نحن نحطم الاستعمار".. شعارات حماسية في ماراثون منسي

"صاعقة شعار حديد ونار"، "نحن نحطم الاستعمار".. شعارات حماسية هتف بها أفراد الصاعقة خلال الماراثون، رددها خلفهم المشاركين بحماس كبير "دي شعارات تنطبق على منسي" قالها أحد الضباط من أصدقاء الشهيد بينما يعدو، موضحًا أنها من شعارات سلاح الصاعقة التي يرددونها خلال التدريبات.

على بعد أمتار قليلة، بينما يواصل الملازم أول سيد الركض يتذكر هدف "منسي" بنيل الشهادة فكان يخبرهم أن فرحة نجله "حمزة" بقدومه في إجازة عندما يطرق باب شقتهم، كانت تذكره بمن فقد والده "فيقول لازم يا اسشتهدش يا أجيبله حقه".

بمحازاة المشاركين طوال مدة الماراثون، تواجدت سيارات تضم قوات من الصاعقة لتأمين الفعالية، وعربات إسعاف تابعة للصاعقة، وكذلك سيارة توفر مياه وعصائر، بجانب وجود تنسيق مسبق بين القوات المسلحة والشرطة فيما يتعلق بغلق وفتح الطريق وقت الفعالية.

مسؤول بمستشفى 57357: الأطفال يخوضون معركة ضد السرطان مثلما يحارب الجيش عدو خسيس

4

بمبادرة من مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357، شارك عدد من الأطفال المرضى وذويهم في الفاعلية بعد التنسيق مع أسرة وأصدقاء الشهيد منسي، بحسب "عماد حمدي" مدير إدارة تنمية الموارد بالمستشفى، فيقول إن الأطفال معتادين على وجود الجيش بينهم من خلال الزيارات المتبادلة المستمرة بين القوات المسلحة بكافة قطاعاتها وبين المستشفى، كما يشعرون بأنهم جزء منه وأن كلاهما يخوض معركة "المرضى زي ما بيحاربوا مرض لعين هما حاسين إن الجيش بيحارب عدو خسيس لا يقل في ضراوته عن المرض".

هدف في نفس الأطفال المرضى من مشاركتهم بالفعالية، علمه "حمدي" من حديثه معهم وهو استدعاء الإرادة والروح المعنوية العالية من الأشخاص الأصحاء المشاركين في الماراثون "الأطفال بيقولوا إحنا هنخف وهنبقى زيهم"، وعن أهالي المرضى يقول "حمدي" إنهم يريدون رد الجميل لرجال القوات المسلحة حيث يِشعرون بالأمان خلال سفرهم مع أطفالهم من محافظاتهم إلى القاهرة لتلقي العلاج "بيقولوا إن السبب في الأمان ده هو الجيش المصري وكل شهيد ضحى بروحه".

5

حوالي 3 كيلو متر، هي المسافة التي قطعها المشاركون في الماراثون، ليصلوا من مقر جهاز المدينة إلى مقابر العاشر من رمضان على طريق مصر إسماعيلية الصحراوي، على بعد أمتار، التف المشاركون حول الشاب العشريني "وليد هشام" الذي أدى خدمته العسكرية قبل عامين تحت قيادة الشهيد، وأخذ يتحدث عن منسي قائداً وإنسانًا، "ممكن تبكوا عليه زي ما انتوا عايزين بس لازم تبتسموا، على الرغم إنها إلا إنها هتعمل ألم لفراقك إلا إنها فرحة لشهيد وفرحة لذكراه" قالها "هشام" مختتمًا كلمته لحضور الفعالية، ليهتف أصدقائه وهم يحملون نجله "حمزة.. منسي"، قبل أن يغادر البعض ويدخل آخرون إلى داخل مقابر منسي لزيارة قبره المزين بالورود وقراءة الفاتحة له.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان