إعلان

بعد أسبوع من القرار.. "ليلة التعويم" من "مكتب موظف" بأحد البنوك

08:46 م الخميس 10 نوفمبر 2016

الجنيه المصرى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

أمام مرآة صغيرة في غرفته، تأكد الشاب "عبدالله عادل" من موضع الكرافته على قميصه الأبيض وبدلته السوداء، ثم غادر المنزل متجهًا إلى عمله بأحد البنوك الحكومية بمحافظة الجيزة يوم الخميس الفائت، وصل المكان في وقت مُبكر، جلس إلى مكتبه، بدأ وغيره من الزملاء في ترتيب أوراقهم، ثم فُتحت البوابة في الثامنة والنص تحديدًا، تدفق الناس، دبت الحركة في البنك، مرت نصف ساعة، بدا كل شيء اعتياديا، قبل أن يخرج نائب المُدير إلى الموظفين هاتفًا "الحقوا.. سعر الدولار بقى بـ 13 جنيه وقرش". دهشة سرت بين الجميع-وفق عادل- يبدو أنه يوم لن يُنسى.

لوهلة لم يصدق أحد الخَبر، سأل أحدهم "إيه دا إزاي؟ شريط الأسعار فين"، نظر الجميع تجاه شريط الأسعار الإلكتروني، وجدوه قد تغير إلى سعر الدولار الجديد، تعجب "عادل"-اسم مستعار-من القرار المفاجئ "الموضوع كان صدمة، الزيادة من 8 و18 قرش لـ 13 وقرش كبيرة"، هدأوا بعد دقائق، عادوا إلى مكاتبهم، سيتعاملون وفق الوضع الجديد.

حركة التوافد على البنك كانت لاتزال طبيعية، عدد من العملاء يشترون الشهادات البلاتينية التي تمنحهم فائدة بنسبة 12 ونصف في المائة، غير أن "عادل" وزملائه اكتشفوا عند طبع الشهادات لأصحابها بأن النسبة قد زادت إلى 16 % "يا خبر أبيض، دا رقم وهمي، شيء مش معقول" التغيرات المتتالية كانت صادمة، يقول الشاب العشريني إنهم تلقوا منشور بتلك الزيادة بعد تطبيقها "كان مفروض يبعتوا قبلها".

يتعجب "عادل" إذ أن الزيادة كانت تصل لنصف % على فترات طويلة، لم يحدث من قَبل أن ارتفعت لتلك النسبة الكبيرة، حتى أن العميل الذي يجلس أمامه احتاج للحظات لاستيعاب الأمر " كان مستغرب جدًا.. بس فرح لان النسبة زادت".

في فترة الظهيرة، أتاهم قرار أخر بإتاحة شهادات جديدة "بلاتينية 18 شهر" بـ 20% "قولنا دا ولا الريان في زمانه، رقم عمره ما حصل في تاريخ البنك عندنا"، العملاء الذين اشتروا قبل ساعات الشهادات نفسها بالفائدة القديمة خسروا امتيازات القرار الجديد "وحصلت مشكلة إن (السيستم) مكنش راضي يطبع الشهادات الجديدة.. لسه مكنش قابلها".

نسبة الفائدة غير المستقرة، دفعت عدد من العملاء إلى التراجع عن قرارهم بالشراء، بعضهم غادر البنك "كان فيه عميلة هتعمل شهادات بـرقم كبير، كانت هتشتري %16، ولما عرفت إنه فيه 20% قررت تأجل الشراء ليوم الحد يمكن يحصل جديد"، غير أن آخريين تطايرت الفرحة من أعينهم من شدة السعادة واستكملوا عملية الشراء.

هل انتهت الأمور عند هذا الحَد؟ يُجيب الموظف بالنفي، حيث تلقوا بريد إلكتروني بأن البنوك ستعمل حتى التاسعة ليلا، فضلا عن استمرار العمل يومي الجمعة والسبت "كنا بنسأل طيب هنشتغل إزاي وهنيجي تاني يوم إزاي بالشكل دا؟". يعتقد "عادل" أن القرار يطمح إلى إتاحة الفرصة لأصحاب الحوالات لاستبدال الدولار.

الوقت يمر، كانت المنافسة بين البنوك كافة على أشدها "سعر الصرف اتغيرت 4 مرات"، قبل الظهيرة كان استبدال الدولار بـ 13 وربع، وبعده 13 ونصف جنيه، وفي الساعة الخامسة وصل إلى 13 و75 قرش، وبحلول الساعة التاسعة ارتفع إلى 14 و75 قرش "كل بنك كان بيدي أعلى سعر، والبنوك الأجنبية عملت يوميها شغل عالي".

كان من المفترض أن تُغلق بوابة البنك في الثانية عصرا، لكن ظلت مفتوحة للحوالات ومن يريد استبدال العملة فقط حتى التاسعة مساء. يرى "عادل" أن هناك من لجأ إلى البنوك الأجنبية كونها قدمت أسعار أكبر، أو أن الناس لم تكن قد استوعبت الموقف بَعد.

نظرًا لعدم وجود أي عملاء، حاول الموظفين كَسر حالة الممل "لأول مرة نجيب أكل كلنا، ونتغدى سوا"، وفي النصف الساعة الأخيرة من اليوم، اجتمع بهم مدير الفرع لوضع خطة ليوم الأحد، إذ يتوقعوا تزايد العملاء في بداية الأسبوع "كنا متوقعين إن الناس هتعمل زي اللي حصل في شهادات قناة السويس".

نظرًا لاحتمالية تزاحم البنك يوم الأحد، قرر مدير الفرع الدفع بعدد من المكاتب والأجهزة، وتم تقسيم العمل بين الموظفين منعًا لوقوع أي خطأ أو تكدس من الجمهور، وعند انتهاء الاجتماع غادر "عادل" البنك منهكًا، بينما رنين هاتفته لا ينقطع "بس مكنتش قادر أرد من تعب اليوم الغريب دا".

فيديو قد يعجبك: