إعلان

''محمد''.. ''اكسسوار السيدة'' أحسن من ''الحكومة''

07:42 م الخميس 19 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إشراق أحمد:

بجوار الكثير من المارة والبائعين والزائرين لمقام ''السيدة زينب''، اعتاد ''محمد يوسف'' أن يتواجد في مكانه أسفل الرصيف، قبل خطوات قليلة من باب دخول المسجد؛ يجلس مرتديًا قميصًا وسروالاً على كرسي خشبي متهالك إلى حد كبير تحت مظلته وجانب بضاعته التي يلجأ إليها المارة خاصة من الأطفال، ويزداد الإقبال عليها في مولد ''السيدة''؛ حيث يتوافد الكثير من المحافظات قاصدين ''المقام'' الذي ليس ''محمد'' عنه ببعيد.

''خواتم فضية اللون، وأخرى بلاستيكية، أساور مختلفة اللون والحجم، سِبح وميداليات، ومعلقات زرقاء اللون للزينة''.. أشياء كثيرة يضعها ''محمد'' بجانب بعضها على منضدة خشبية متوسطة الحجم منذ 40 عامًا - على حد قوله؛ حيث بدأ العمل في هذا المكان ولم يتركه.

من شارع ''السد'' بالسيدة زينب؛ حيث يسكن ''محمد'' يأتي صباح كل يوم في تمام الساعة التاسعة لينتهي مساءً في التاسعة أيضًا، وبطباع هادئة تضفي على ملامح خمرية اللون زادتها حرارة الشمس سُمرة وإرهاقًا، يحرص على الابتسام في وجه من يقصد بضاعته البسيطة كحال مرديها بالشراء أو ''الفُرجة''.

''السوق الأيام دي حلو مش وحش''.. قالها ''محمد'' الذي وجد الحال ''أحسن كتير من السنة اللي فاتت، اتهدينا شوية يعني الأمان مبقاش زي الأول بقى كويس''، على حد قوله.

يشتري ''محمد'' بضاعته من ''حارة اليهود'' و''الصاغة''؛ فجميعها ''حاجات صيني''، على حد قوله، غير أن بيعها والتعامل مع الزبائن له رؤية خاصة؛ فالبيع يكون بـ''الرضا'' وعلى حسب '' الزبون'' قائلاً:'' بشوف الزبون اللي قدامي لقيته على قد حاله وبنته ماسكة الحاجة وعجباها أقوله بجنيه وهي تكون بـ2 جنيه، لكن في زبون تاني أصمم على أنها بـ2 جنيه''، رافضًا التعامل بالجشع '' جشع لا عندي أتعامل ضميري أحسن''.

لم يكن العمل بـ''الاكسسوار'' مهنة ''محمد'' صاحب الـ''58'' عامًا، بل فَضّلها بعد تركه العمل كموظفًا قائلاً: '' كنت موظف في مطابع الجامعة''؛ فالعمل الحر بالنسبة له أفضل من وظيفة الحكومة ''لقيت القرش هنا حلو والحمد لله عندي هنا أحسن من موظف الحكومة''، غير مقتنعًا بضمان وظيفة الحكومة كما يعتقد البعض ''كانت زمان شغلانة الحكومة مضمونة''.

الموالد بالنسبة لـ''محمد'' هي ''الموسم'' الذي يزيد فيه الرزق رغم إيمانه أن ''الرزق ده بتاع ربنا''، لكنه يسعى إليه أيًا كان مكانه ويحضر له ويزيد من عدد بضاعته ''الموالد طبعًا مقدرش استغنى عنها، بروح من أول المنيا لحد إسكندرية''.

لم يفكر ''محمد'' في شراء ''كشك'' أو أحد المحال الصغير، لأن ذلك بالنسبة له تقييد ''مين هيديني كشك، الكشك هيخنقني أنا كده انطلاق مش مستني تليفون هات اللي عليك''، كما أنه لا يخشى ''البلدية'' قائلاً: ''الحمد لله ستر من ربنا لما بتيجي البلدية يقولي يلا يا حاج وبقوم''.

لا يجد ''محمد'' ما يستدعي الضيق والحزن من شيء ''أي حاجة تضايقني 3 دقايق أبعد شوية هضايق هتعب وخلاص، من 30 سنة كنت بتضايق دلوقتي لأ بكبر دماغي؛ فكل ما يسعد ذلك الرجل الخمسيني الذي لم يتزوج ولم ينجب ''نفسي الدنيا تبقى سعيدة، ببقى مبسوط لما ألاقي ناس كتير جاية''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان