إعلان

صور- ''دراجة العمال'' تثير غيرة الزوجات

12:21 م الخميس 31 أكتوبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - (د ب أ):

في مواجهة واقعهم الاقتصادي المتردي، وأزمة مرورية يعاني منها جميع المصريين فقراء وأغنياء، لجأ آلاف العمال إلى العودة لاستخدام ''الدراجة'' كوسيلة مواصلات في تنقلهم إلى عملهم.

وبحكم استخدام العامل للدراجة على مدار سنوات طويلة فقد تحولت علاقته بها إلى نوع من هذه العلاقات التي يحكمها رابط قوي، فنجد العامل يعتني بدراجته جيدا ويقوم بصيانتها بشكل دوري ويعاملها كأنها واحد من أفراد الأسرة، حتى أن الكثير من العمال يضعون دراجاتهم خلال الليل داخل منازلهم.

هذا الأمر يثير غيرة العديد من الزوجات، حتى أن زوجة أحد العمال قالت أنها تعتبر الدراجة زوجته الثانية وأنها تتمنى أن تلقيها من الشباك وتحطمها.

الزوجة الثانية

يقول محمد فتوح الذي يعمل بشركة الحديد والصلب بمنطقة التبين إنه يذهب إلى عمله بالشركة باستخدام الدراجة منذ نحو 17 عاما، ويضيف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ''أعتبرها جزءً من عملي وزوجتي الثانية وأهتم بها وكأنها أحد أبنائي؛ فلا يمكن أن أنا مقبل أن أنزل للشارع للاطمئنان عليها، وإذا اكتشفت مثلا أن الإطار يحتاج للنفخ؛ فأسارع بها إلى الورشة''.

ويضيف فتوح أنه ''رغم أنني أسكن بالدور الرابع إلا أنني لا يمكن أن أتكاسل عن هذا الواجب وفي حالة السهو وإذا تفاجأت في الصباح مثلا أنها كانت تحتاج لصيانة فإنني أقرر أن أعاقب نفسي بالذهاب إلى عملي سيرا على الأقدام حوالى 20دقيقة''.

ويتابع ''وإذا حدث لها أي عطل أثناء قيادتي لها؛ فالزملاء يطلقون دعابة صارت شهيرة وسطنا وهي يا أخي شيلها ماهي طول عمرها شيلاك''.

ومنذ سنوات حدث تغيير جوهري في علاقة فتوح بدراجته عندما انتقل إلى مسكن آخر، يقول ''عندما انتقلت إلى مسكن جديد كنت أخشى على الدراجة من السرقة، فبدأت أحملها على ذراعي للطابق الرابع لتبيت معنا في الشقة''.

ويضيف ''أحب دراجتي وأخاف عليها جدا، وفي ذات مرة كنت أستبدل أسطوانة الغاز عليها فتعرض الكرسي الخلفي للكسر فقررت ألا أكرر هذا حتي ولو وصل الأمر ألا نتمكن من استبدال الأسطوانة فالدراجة بالنسبة لي أهم بكثير''.

ويرى إياد عبدالرحمن الذي يعمل بإحدى شركات القطاع العام بمنطقة حلوان أن الدراجة بالنسبة للعامل هي حياته، ويقول'' عندما اشتريت دراجتي الأولى كعامل أصررت على أن أصنعها لدي أحد المحترفين بمواصفات أحددها أنا وسافرت إلى بورسعيد واشتريت الإطارات وتكبدت تكاليف الجمارك، وتم صناعتها بحرفية وبشكل رائع وكنت أربطها بسلسلة حديدية على سلم العمارة بالطابق الرابع ولكن تمت سرقتها بعد نحو8 سنوات من العشرة بيننا، وقتها قررت ألا أترك الدراجة على السلم بل أضعها في الشقة وقمت بشراء أخرى جديدة وأحافظ عليها كما أحافظ على إحدى بناتي ولا أسمح لأحد أن يستعيرها مني''.

ويضيف ''تنشب العديد من المشاجرات مع زوجتي بسبب كراهيتها للدراجة وضيق الشقة ولهو الأطفال''.

ويقول ماجد بركات الموظف بشركة مياه الشرب ''ورثت حبي للدراجة عن والدي الذي كان موظفا بنفس الشركة ويذهب إلى عمله بالدراجة''.

ويضيف'' الدراجة بالنسبة لي جزء من عملي ونجاحي فطالما أعمل لابد أن يكون لدي دراجة''.

محطة العجلاتي

في منطقة التبين بحلوان يوجد محطة عامة رئيسية تحمل اسم محطة ''العجلاتي''  نسبة إلى أقدم ورشة عجلاتي بالمنطقة هي ورشة محمد عبدالسلام الذي يقول ''حوالى95 في المئة من سكان حي التبين عمال وموظفون بالشركات القريبة، وتصل نسبة الذين يستخدمون الدرجات في الذهاب إلى عملهم ما بين80 في المئة إلى85 في المئة منهم''.

ويضيف ''الدراجة بالنسبة للعامل وسيلة مواصلات سهلة وغير مكلفة وسريعة ومتاحة في أي وقت وأي مكان، حتى صارت الدراجة بالنسبة له جزءً من عمله ومن أسرته ومن خططه اليومية يعتني بها كأي فرد من العائلة''.

ويتابع ''أعرف دراجات آلاف العمال الذين يترددون على ورشتي بشكل دائم ويمكن أن أميزها بين مليون دراجة، لذلك عندما تتم سرقة دراجة أحدهم أستطيع إعادتها حتى لو ذهب بها سارقها لورشة أخرى لبيعها أو إجراء تعديلات تغير شكلها، وقد سمحت مؤخرا العديد من المصانع للعمال بالدخول إلى داخل المصنع بالدراجة بسبب السرقات بعد أن كان يتم تخصيص موقف خاص بها أمام الشركة''.

ويروي صبحي إسحق الموظف بشركة الحديد والصلب بالتبين قصته مع الدراجة وسرقاتها المتكررة، يقول ''منذ نحو 16عاما وأنا أذهب إلى عملي راكبا دراجتي التي لم أغيرها طوال تلك السنوات علما بأنني اشتريتها مستعملة، وقد تعرضت للسرقة مرتين، الأولى منذ نحو15عاما كنت أربطها على سلم العمارة بالطابق الخامس وتوجهت صباحا لشراء طعام وفوجئت بشاب ساحبا دراجتي ويلقي على السلام فسألته /واخد العجلة دي ورايح بيها فين ياولد/ فهرب مسرعا بعد أن ألقى بها على الرصيف ولم أتمكن من اللحاق به ولكن عدت سعيدا بعد إنقاذ دراجتي''.

''أما المرة الثانية فقد سافرت إلى المصيف وتركت الدراجة مربوطة بجنزير حديدي في سور العمارة من أسفل وحينما عدت لم أجدها حزنت عليها كثيرا ولكن نظرا لظروف عملي كان على في نفس الليلة أن أتخذ قرارا بشراء أخرى وبالفعل اشتريت واحدة بالتقسيط''.

وأكمل إسحق ''ذهبت إلى العجلاتي حيث أننا نتعامل مع بعض من خلال تلك الدراجة من سنوات طويلة نشأت على إثرها صداقه؛ فذهبت لعمل بعض التعديلات على الدراجة الجديدة وتشحيمها فسألني عن الدراجة القديمة فقلت له أنها سرقت، فقال لي أنه شاهد دراجتي القديمة مربوطة أسفل إحدى العمارات بشارع قريب، فذهبت فعلا واستعدتها وأنا في غاية السعادة''.

اعترافات الزوجات

في صراحة حاسمة اعترفت سحر. م، وهي زوجة إياد ع. الذي يعمل في إحدى شركات القطاع العام بحلوان، ''أنها تغار من دراجة زوجها وتتمنى تحطيمها، وتقول'' أكره هذه الدراجة كثيرا، فزوجي يهتم بها اهتماما كبيرا ويبيتها وسطنا في الشقة حتى أني أشعر أنها غريمتي وزوجته الثانية وأتمنى أن ألقي بها من الشباك وأحطمها''.

وتتواصل اعترافات الزوجات بالغيرة من الدراجة، وتقول أم أحمد ''وهي زوجة أحد العاملين في حلوان ''أنها ضاقت ذرعا بدراجة زوجها''.

وتضيف ''لا أحب الدراجة فهو يضعها في المنزل بإطاراتها المتسخة ،كما أنها تتسبب في الكثير من الحوادث حيث تسقط على الأطفال الذين يعبثون بها وتصيبهم، إضافة إلى أنه يخصص ميزانية من المرتب لصيانتها''.

وتقول سعاد إلياس إنها تغار من دراجة زوجها بسبب اهتمامه الشديد بها، وتضيف ''أشعر في أوقات كثيرة أن اهتمامه بها يتجاوز اهتمامه بأولادنا''.

وتتابع ''في شقتنا القديمة كان يحملها خمسة طوابق ليضعها في الشقة، لكن بعد أن انتقلنا لمنزل أكبر أصبح يضعها في مدخل المنزل وهو ماقلل من غيرتي''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج