إعلان

صدام حسين.. من بيع البطيخ للرئاسة إلى الإعدام في عيد ''النحر'' - صور

12:06 ص الثلاثاء 15 أكتوبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

زحام أمام شاشات الفضائيات، أنفاس مكتومة، عيون مشدوهة، الشعوب والحكومات في الوطن العربي والعالم بأكمله، ينتظرون بشغف حكم المحكمة في التهم المنسوبة إلى الرئيس العراقي ''صدام حسين''. يُنهي القاضي الأمر سريعا، ويُعلن الحكم بتاريخ 5 نوفمبر عام 2006، باعدامه شنقا حتى الموت لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بينما تنفلت من ''صدام'' بضعة كلمات بشكل هيستيري ''عاش الشعب.. عاشت الأمة.. يسقط العملاء''.

البداية تشبه النهاية في قسوتها، وُلد ''صدام'' في 28 أبريل عام 1937، يتيم الأب في قرية العوجة القريبة من مدينة تكريت شمال بغداد، عاش حياة تعسه في كنف زوج أمه ''إبراهيم الحسن''-بواب- عامله بقسوة ومنعه من استكمال دراسته، وصمم على تعليمه الزراعة، ورعي الأغنام، وبيع البطيخ في القطار المار بتكريت، ''لم أشعر أنني طفل أبدًا، كنت أميل إلى الانقباض وغالبًا ما أتجنب مرافقة الآخرين وقمت ببيع البطيخ كي أطعم أسرتي'' هكذا قال صدام عن طفولته.

تحول مسار صدام من طفل مُعدم لم يُكمل تعليمه إلى طالب يُشار إليه بالبنان وشاب منغمس بحماس في دروب السياسية، عندما انتقل إلى بغداد للعيش مع خاله خيرالله طلفاح -ضابط بالجيش-، الذى دفعه إلى الالتحاق بحزب البعث المعارض، وبعد سنوات حاول الانضمام إلى أكاديمية بغداد العسكرية، لكن رُفض لنقص مؤهلاته العلمية، ليُقرر دراسة الحقوق، ويدخل عام 1969 الكلية العسكرية، ويتخرج بعد 4 سنوات.

اندلعت شرارة العمل السياسي في حياة ''صدام''، حضر سقوط الملكية العراقية في عام 1958 على يد الضباط الأحرار، وتسبب في فشل محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم عام 1959، بعد أن أطلق النيران على موكب قاسم قبل التوقيت المتفق عليه مع زملائه المشاركين في العملية، هرب إلى سوريا ثم مصر، وعاد مرة خرى إلى العراق بعد الانقلاب على حكم ''قاسم'' عام 1963، وبعد فترة من التناحر على الحكم تولى أحمد حسن البكر رئاسة الجمهورية وكلف صدام بمسؤولية الأمن القومي، ليراوده حلم الحصول على كرسي الرئاسة.

ومضات سريعة في عمر التاريخ، مرت على صدام كالدهر، تولي حكم العراق، دخول الحرب مع إيران، احتلال الكويت، حرب الخليج، الحصار الاقتصادي، الأمريكان يدخلون بغداد بحجة وجود أسلحة دمار شامل، أطفال يسقطون تمثاله في إحدى الميادين الكبرى ويبصقون عليه، أحدهم يوشى به ويعترف على مكان اختبائه، القبض عليه داخل سرداب في مزرعة بالقرب من ''تكريت''.

يُقدم صدام إلى المحاكمة بتهمة انتهاك حقوق الإنسان، ما فعله من جرائم بحق بلدة الدجيل عقب تعرضه لمحاولة اغتيال عام 1982، يظهر متأنقا وشعره مُصفف بعناية في الجلسات الأولى مع القاضي الأول ''رزكار محمد أمين''، ثم بمظهر رَثّ مع القاضي الثاني ''رؤوف رشيد عبد الرحمن''، ينفعل مرات ويسب القاضي، ويبدو هادئًا مرات أخرى، ويُصلي في قاعة المحكمة في إحدى الجلسات، ويرفض الحضور عدة مرات ''لا أعترف بكم ولا بالجهة التي كلفتكم، ولا بالعدوان، لأن كل ما يبني على باطل فهو باطل'' لينتهي أمره بشكل درامي عند الحكم بإعدامه.

في قاعة صغيرة بمقر دائرة الاستخبارات العسكرية بمنطقة الكاظمية، فجر عيد الأضحي، الموافق 30 ديسمبر من عام 2006، تقدم صدام بملامح رجل لا يخشى الموت إلى حبل المشنقة، بثقة وثبات لا يليقان بالموقف، مرددًا الشهادة، تاركًا نفسه بين يدي حراس مُقنعين، قاموا بوضع كيس أسود فوق رأسه، ونفذوا حكم الإعدام، ليسقط ''صدام''، مُخلفًا ورائه عاصفة من الاحتجاجات على توقيت إعدامه، وشعور لدى البعض أن طاغية العرب سقط، بينما يرى آخرين أنه بطل عربي سيعرف العرب قيمته عند فوات الأوان.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج