من المدرسة للعناية.. حادث يكشف مرضًا نادرًا لطالب بأسيوط وعلاجه بمليون (فيديو)
كتب : محمود عجمي
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
أسيوط - محمود عجمي:
بين ليلة وضحاها، تحولت أحلام "محمد كمال محمد علي"، الطالب بالصف الأول بمدرسة أسيوط الثانوية الزراعية، من التفوق الدراسي إلى صراع مرير من أجل البقاء داخل جدران العناية المركزة، حيث يقف الطب عاجزًا أمام "فاتورة حياة" تتجاوز المليون جنيه، لعلاج مرض نادر تكشف بمحض الصدفة المؤلمة عقب حادث سير.
بداية المأساة: الرحلة الأخيرة
بدأت فصول المعاناة مع انطلاق أول أيام العام الدراسي، حين غادر "محمد" مدرسته مفعمًا بالأمل، متجهًا إلى موقف السيارات للعودة إلى قريته "الزاوية".
وأثناء محاولته اللحاق بإحدى سيارات الميكروباص، اختل توازنه وسقط أرضًا، لتمر عجلة السيارة الثقيلة فوق ركبته.
في تلك اللحظات، بدا الأمر وكأنه حادث عابر؛ إذ أظهرت الفحوصات الأولية والأشعة أن الإصابة لا تعدو كونها "كدمة قوية"، وأكد الأطباء عدم وجود أي كسور، ليعود الطالب إلى منزله مطمئنًا.
الانتكاسة: ضغط دمي قاتل وهلوسة
مر أسبوعان من الهدوء الحذر، قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب. بدأت ركبة "محمد" تتورم بشكل مفاجئ ومخيف، ودخل في دوامة صحية متسارعة.
يروي الدكتور محمود علي، خال الطالب، تفاصيل التدهور قائلًا: "بعد 15 يومًا من الحادث، ظهرت أعراض خطيرة لم تكن في الحسبان؛ ارتفع ضغط الدم ليصل إلى أرقام قياسية (220/170)، مما أدخله في نوبات غيبوبة وهلوسة".
تم نقل الطالب فورًا إلى مستشفى الإيمان العام، ومع تدهور حالته، أُحيل إلى مستشفى جامعة أسيوط، حيث كشفت التحاليل عن كارثة طبية: تدهور حاد في وظائف الكلى، وارتفاع شديد في نسبة الصوديوم، وانخفاض حاد في البوتاسيوم، مما استدعى حجزه فوراً في العناية الحرجة، حيث يقبع منذ 45 يومًا.
التشخيص الصادم: مرض TMA
لم يكن الحادث سوى "جرس إنذار" كشف عن وحش كامن في جسد الطالب الصغير.
وبحسب التقرير الطبي وتوصيات خبراء من إنجلترا، شُخِّصت حالة محمد بمرض نادر يُعرف بـ (Thrombotic Microangiopathy - TMA)، وهو اضطراب مناعي خطير يسبب:
- تجلطات دقيقة في الأوعية الدموية.
- تدميرًا مستمرًا لخلايا الدم.
- نقصًا حادًا في الصفائح الدموية.
- فشلًا كلويًا حادًا.
العلاج المستحيل: حقنة بمليون جنيه
وأمام هذا الوضع الحرج، وضع الأطباء خطة علاجية صارمة تتضمن جلسات يومية لفصل البلازما، جنباً إلى جنب مع الغسيل الكلوي. لكن طوق النجاة الوحيد يكمن في عقار بيولوجي محدد هو "إيكوليزوماب" (Eculizumab).
المعضلة الكبرى التي تواجه الأسرة هي التكلفة الباهظة لهذا الدواء، حيث تصل تكلفة "الجرعة الأولى" فقط إلى نحو مليون جنيه مصري.
وأكد خال المريض أن هذا العقار "غير متوافر ضمن مظلة التأمين الصحي"، ما يضع حياة "محمد" في مهب الريح، حيث إن كل دقيقة تأخير تعني مزيداً من التدمير للكلى والدم، ومضاعفات قد تكون قاتلة.
استغاثة عاجلة
ووجهت أسرة الطالب نداء استغاثة عاجل لوزارة الصحة والمؤسسات الخيرية، للتدخل الفوري وتوفير الدواء لإنقاذ ابنهم الذي لم يبدأ مشواره التعليمي بعد، مؤكدين أن الميزانية المطلوبة تفوق قدرة أي أسرة عادية، وأن حياته معلقة بقرار إنساني سريع.