"خلصوا عليه وأحرقوه".. نهاية مأساوية لعلاقة محرمة و3 متهمين بالقليوبية
كتب - مختار صالح:
جنايات بنها
لم يكن صباح السادس والعشرين من مارس 2024 يومًا عاديًا في قرى القليوبية الهادئة، بل كان بدايةً لمشهد مأساوي دموي انتهى بجثة متفحمة داخل سيارة محترقة على طريقٍ فرعي بمركز طوخ، لتبدأ خيوط واحدة من أبشع جرائم الانتقام التي شهدتها المحافظة في السنوات الأخيرة.
وراء ألسنة اللهب التي التهمت السيارة، كان السر الدفين: علاقة محرمة جمعت المجني عليه بزوجة أحد أصدقائه، لتتحول الغيرة والعار إلى نار حقيقية التهمت الجسد، بعد أن فشلت محاولات التستر والصمت.
- بداية القصة.. خيانة وقرار انتقام
داخل إحدى القرى التابعة لمركز شبين القناطر، اكتشف "محمود. أ. م.” (36 عامًا – صاحب محل زجاج وألوميتال) أن زوجته على علاقة غير شرعية بصديقٍ للأسرة يُدعى "أحمد عبد الحي سعد"، كان يتردد على منزله في غيابه بحجة الصداقة والعمل.
الخبر وقع عليه كالصاعقة، فلم يفكر كثيرًا، وقرر أن يغسل “عاره” بدماء من اعتبره يومًا أخًا مقربًا.
بهدوءٍ شديد، جلس محمود مع والده “أحمد م. ب.” (65 عامًا)، وصديقه “محمود س. م.” (35 عامًا – صاحب كافيتريا)، واتفقوا على خطة الانتقام.
لم يكن الهدف مجرد مواجهة أو تهديد، بل "قتل بدم بارد" مع سبق الإصرار والترصد.
- الخطة الشيطانية.. فخ الصداقة
في صباح اليوم المشؤوم، اتصل المتهم الثاني بالمجني عليه، وطلب منه أن يوصله بالسيارة إلى وجهةٍ قريبة.
بثقةٍ وطمأنينة، وافق الضحية دون أن يدرك أن الرحلة القصيرة ستكون الأخيرة في حياته.
استقلا السيارة ومعهما المتهم الثالث، وساروا نحو المكان المتفق عليه مسبقًا حيث كان المتهم الأول في الانتظار، يترقب كالصياد لحظة الانقضاض.
وما إن توقفت السيارة، حتى باغته “محمود” بعصا غليظة، انهال بها على رأس المجني عليه حتى سقط أرضًا.
لم يكتفِ بذلك، بل أمسك برقبة صديقه السابق بمساعدة شركائه، وغمروا وجهه في مجرى مائي مجاور حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.. ثوانٍ معدودة كانت كفيلة بتحويل صداقة عمرها سنوات إلى جريمة بشعة تُرتكب بدمٍ بارد.
النهاية المروعة.. "حرقوه مع السيارة"
ظن القتلة أنهم بإخفاء الجثة سيهربون من العقاب، فحملوه داخل سيارته، وسكب أحدهم البنزين على جسده وأشعل فيه النار.
اشتعلت النيران سريعًا، والتهمت الجثمان والمركبة معًا، في مشهدٍ مأساوي يصعب على العيون احتماله.
ولم يدروا أن آثار الجريمة ستقود إليهم خطوة بخطوة.
- خيوط التحقيق تكشف المستور
بلاغٌ بالعثور على سيارة محترقة وبداخلها بقايا جثة مجهولة، كان هو بداية سقوط العصابة.
تحريات المباحث بقيادة فريق من ضباط مركز شرطة طوخ كشفت أن الجثة تعود إلى “أحمد عبد الحي”، الذي اختفى في ظروف غامضة.
وبتضييق الخناق على المشتبه بهم، ظهرت الحقيقة: علاقة محرّمة، انتقام مدبر، وقتل متعمد، وإحراق لإخفاء الدليل.
اعترف المتهمون الثلاثة تفصيلًا بالجريمة، مؤكدين أن “العار” كان دافعهم الأساسي، وأنهم خططوا مسبقًا لكل خطوة من التنفيذ وحتى التخلص من الجثمان.
- الحكم القضائي
وبعد شهور من التحقيقات والمرافعات، أسدلت محكمة جنايات بنها الستار على القضية، برئاسة المستشار ياسر بدوي إبراهيم سنجاب، وقضت بالسجن المشدد 3 سنوات لكل من المتهمين الثلاثة، مع مصادرة أدوات الجريمة.