إعلان

نجت من "قطاري سوهاج" ورحلت بكورونا.. تفاصيل الشهر الأخير في حياة "الست سمرة"

11:19 م الثلاثاء 27 أبريل 2021

السيدة سمرة الراوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبدالواحد:

شهدت محافظة سوهاج يوم 26 من شهر مارس الماضي، اصطدام القطار 2011 مكيف، بالقطار 157 مميز على الخط الطالع "أسوان - القاهرة" بالقرب من مزلقان السانوسي بناحية قرية الصوامعة غرب شمالي محافظة سوهاج، ونتج عن الحادث المروع عشرات الضحايا والمصابين.

جرى نقل الجثث ومصابي الحادث لـ 12 مستشفى غالبيتها بمحافظة سوهاج، طبقًا لما أعلنته الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة في مؤتمر صحفي حضره رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وسرعان ما وصل أهل وأقارب منكوبي الحادث، كل يبحث عن ذويه.

في هذه اللحظة التقطت عدسات الكاميرات السيدة سمرة الراوي، والتي عُرفت لاحقًا بـ "سيدة القطارين" باعتبارها أشهر ناجية لم يبحث أحد من ذويها عنها. بينما اتهمت في حديثها للصحافة والإعلام ابنها بالعقوق وطردها من منزله يوم وقوع الحادث.

سمرة الراوي من مركز نجع حمادي بمحافظة قنا، قالت أثناء تلقيها العلاج بمستشفى طهطا العام، إن ابنها طردها من المنزل وباع بعض منقولاته، وأنها استقلت القطار المميز من محطة سكة حديد نجع حمادي لتقيم في رحاب السيدة زينب، حيث الأولياء والصالحين، بعيدًا عن عقوق ابنها.

قصتها هذه استعطفت الكثير من أبناء محافظة سوهاج وبعض رجال الأعمال وأعضاء مجلس النواب الذين زاروا المصابين في المستشفيات عقب وقوع الحادث، ومن بينهم عضوا مجلس النواب محمد أبو العينين وأحمد أبو هشيمة، اللذان قدما لها مساعدات مادية في الحال. فيما كلف مجلس الوزراء ووزارة التضامن الاجتماعي إدارة التدخل السريع بمديرية التضامن الاجتماعي بسوهاج بسرعة نقل السيدة لدار رعاية مسنين عقب التصريح لها بالخروج من المستشفى،

جرى نقل السيدة لدار رعاية المسنين بمنطقة المخبز الآلي بسوهاج.

مع تصاعد قصة السيدة بوسائل الإعلام ظهر الابن المتهم بعقوق أمه نافيًا ما ادعته والدته، مضيفًا أنها تتقاضى معاش والده الذي يقدر بألفي جنيه.

وفي السياق، حضرت ابنتا السيدة لزيارتها بمستشفى طهطا العام إلا أنها رفضت لقائهما، قبل أن تنقل لدار رعاية المسنين رافضة العودة مرة أخرى لمنزل أسرتها بمركز نجع حمادي.

طيلة الأيام الماضية، كانت ابنتا السيدة سمرة تترددان عليها لزيارتها في دار المسنين، حتى أصيبت بفيروس كورونا في 13 أبريل الجاري، لتكون هي الحالة الأولى التي يسجلها دار المسنين بهذا الوباء.

جرى نقل الراوي إلى مستشفى حميات سوهاج لعمل المسحة والتأكد من إصابتها، ثم قرر الأطباء حجزها لتلقي برتوكول العلاج، ليجرى بعد ذلك عمل مسحة للسيدة المخالطة لها والتي كانت تقيم معها في ذات الحجرة، وقد أثبتت إصابتها أيضًا.

ومع الإصابة الثانية داخل الدار، قررت مديرية التضامن الاجتماعي بسوهاج، إخلاء الدار وغلقه مدة 15 يومًا للتعقيم والتطهير، وتسليم النزلاء لأسرهم.

وقبل أسبوع تعافت جارة سيدة القطار وخرجت من مستشفى حميات سوهاج، وسُلمت لأسرتها لحين عودة فتح الدار مرة أخرى بعد انتهاء مدة الغلق، بينما ظلت الراوي تخضع لبرتوكول علاج كورونا، وكانت حالتها الصحية مستقرة، وجرى نقلها من قسم العناية المركزة إلى القسم العادي قبل أن تسوء حالتها وتتوفى اليوم.

شيماء حسين، مدير دار رعاية المسنين بسوهاج، كشفت أنها زارتها بالأمس، وكانت حالتها مستقرة، وكان من المقرر خروجها غدًا الأربعاء، إلا أن حالتها تدهورت بسرعة اليوم، وجرى نقلها لقسم العناية المركزة مرة أخرى، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة عقب شهر من وقوع حادث تصادم قطاري سوهاج متأثرة بكورونا.

فيديو قد يعجبك: