إعلان

"بلد الغريب".. من هنا مرت قوافل الحجاج وآخر كسوة مصرية للكعبة (صور)

04:40 م السبت 10 أغسطس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس حسام الدين أحمد:

منذ دخول الإسلام مصر، عام 642 ميلادية، وحتى قبل 10 أعوام مضت كانت مدينة السويس هي عقبة الحجاج لبيت الله الحرام، ليس للمصريين وحسب بل ولدول شمال إفريقيا وبلاد المرابطين "موريتانيا" حاليا.

حرص ولاة مصر على توفير سبل الراحلة للحجاج في رحلتهم التي كانت تبدأ من القاهرة، مرورا بالوديان الصحراوية وسلسلة جبل عتاقة وصولا للمدينة، وكان جمل المحمل الذي تعلوه كسوة الكعبة يتقدم قوافل الحجاج إلى بيت الله الحرام، وكان لهذه المحمل طقوس خاصة في الاستقبال.

بأمر أمير المؤمنين

شرفت مصر لأكثر من 13 قرن بصناعة كسوة الكعبة، والتي يتم تغييرها في يوم عرفة من كل عام لاستقبال الحجاج، بعد عودتهم من عرفات لاداء أخر مناسك الحج وهو طواف الوداع.

داخل متحف السويس القومي، تحتفظ مصر بآخر كسوة للكعبة ومقتنياتها الخاصة بجمل المحمل، ويقول علاء عبد العاطي مدير المتحف الكائن بمدينة حوض الدرس، إنه مع بداية الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص، اتجهت الأنظار إلى صناعة النسيج داخل مصر، خاصة نسيج القباطي الذي اشتهرت به مصر وينسب اسمه إلى الأقباط الذين تميزوا بصناعة الأقمشة في ذلك العهد.

"أول كسوة للكعبة تمت حياكتها في مصر، كانت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، والذي كتب إلى عمرو بن العاص لصناعتها في مصر" ويضيف "عبد العاطي"، أن الكسوة كانت تصنع في الفيوم لوجود الصناع المهرة، واستمر الوضع على هذا الحال في عهد الدولة الأموية والفاطمية والمملوكية.

الوضوء وخيوط الذهب

يوضح مدير متحف السويس، أن محمد على باشا، أمر بإنشاء دار الخرنفش في القاهرة في عام 1233 هجرية، لتصنيع الكسوة، وبعد إتمام صناعتها كان يحملها جمل المحمل، الذي كان يتقدم قافلة الحجاج، وكانت القافلة تخرج من أماكن مختلفة لكن أبرزها مصر القديمة، وذلك في احتفال بهيج، واحتفاء المصريين بالكسوة باعتبارها مباركة.

وكانت الكسوة الجديدة بعد وصولها لأراضي الحجاز، يتم وضعها على الكعبة في يوم عرفة، واعادة القديمة إلى مصر.

"كان الصناع المسلمين من أمهر العمالة، وقبل بدء العمل لابد أن يتوضأ كل منهم، وثم يبدأ في غزلها بطريقة التقطيب والسرما، وتطعيم الحرير بخيوط من الذهب والفضة" هذا ما قاله مدير المتحف عن طريقة صناعة الكسوة.

ولفت إلى أن تصنيع كسوة الكعبة توقف عام 1962، بعدما انشأت السعودية أول دار لصناعة الكسوة ونالت شرف صناعتها، وكانت الكسوة الموجودة بالمتحف أخر كسوة خرجت.

عتبة الحجاج

"تبدأ رحلة القافلة بعد خروجها من القاهرة، كانت تنزل بقلعة عجرود الكائنة بطريق السويس – القاهرة" يشرح عبد العاطي، خط سير رحلة قوافل الحج، ويضيف أن القلعة على مسافة 20 كيلو متر من الشمال الغربي من مدينة السويس.

وكانت قلعة "عجرود" محطة هامة لتزويد الحجاج بالمؤن بعد ضيافتهم، وأصبحت السويس أول عتبه للحجاج، وتخرج معهم سرية لحمايتهم حتى خروجهم من السويس عتبة الحجاج واستقلال فُلك يعبرون بها خليج السويس وصولًا إلى سيناء، ومنها إلى مدينة نويبع ثم إلى العقبة الأردنية.

استقبال شعبي

بمرور الوقت، تغيرت وسيلة الانتقال من الجمال والسير برا بمحازاة الوديان وجبل عتاقة، إلى استخدام القطار، وصولًا للسويس.

وكان لقوافل الحج استقبال خاص في مدينة السويس، يتحدث عنه حسن أيوب الرجل الثمانيني، الذي شهد تلك الاحتفالات في صغره، ويقول إن وصول القافلة الأولى التي يتقدمها جمل المحمل كانت حدثا هاما لأهل السويس، لا يقل أهمية عن استقبال العيد.

وأضاف المسن: "كان للقافلة والمحمل استقبال رسمي عقب وصوله لمحطة القطار، فقد كان حاكم السويس قبل أن تصبح محافظة في أول صفوف المستقبلين ومعه أعيان المدينة والتجار، وبعد وصول الكسوة يطوف المحمل شوارع المدينة ويمر على مسجد الأربعين بشارع الجيش، ومسجد سيدي الغريب.

الفاتحة للغريب

وكان الحجاج حريصين على الصلاة في مسجد الغريب، وقراءه الفاتحة للشهيد يعقوب بن يوسف المعروف باسم عبد الله الغريب، والذي خاض أول حرب ضد القرامطة الذي قطعوا طريق الحج لمدة 20 عاما.

وبعد تجهيز القافلة بالمؤن واللحم المقدد والخبز يغادرون في سفن عبر ميناء السويس، متجهين الى ميناء ضبا السعودي.

فيديو قد يعجبك: