رغم موافقتها سابقا.. هل ترفض إسرائيل مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟
كتب- محمود الهواري:
الحكومة الإسرائيلية
على مدار الساعات الماضية، تضاربت الأنباء بين رفض إسرائيل لمقترح وقف إطلاق النار في غزة واستمرار المناقشات بشأنه، وذلك في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو عامين.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن سياسة تل أبيب "ثابتة ولم تتغير"، مؤكدا أن أي اتفاق مشروط بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، في موقف يصطدم بجهود الوسطاء الرامية إلى إيجاد صيغة توقف نزيف الدم المستمر في غزة.
ورغم أن حركة حماس أبلغت الوسطاء موافقتها على المقترح الأخير، الذي وصفه المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بأنه "متطابق بنسبة 98%" مع خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف التي وافقت عليها إسرائيل سابقا، فإن نتنياهو يميل إلى رفض المقترح المحدث الذي وافقت عليه الحركة الفلسطينية، وفق ما نقلته هيئة البث العبرية" عن مصادر.
وقبل أسبوع، أكد نتنياهو أنه بات يعتقد أن "الصفقة الجزئية أصبحت وراءنا وقد حاولنا مرارا لكن تبين أنهم يخدعوننا (حماس)"، موضحا أنه يريد استعادة جميع الأسرى في إطار اتفاق لإنهاء الحرب وبشروط يحددها هو، وفق تصريحات لقناة "آي 24 نيوز".
وفي ما يبدو تأكيدا لموقف نتنياهو الرافض، قال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن المرحلة الأخيرة من الحرب قد بدأت، مشددا على أن الأسرى "لن يعودوا إلا بعد مواجهة حماس وتدميرها". بينما أوضح مسؤول سياسي رفيع أن السياسة لم تتغير، وأن إسرائيل ستصر على التوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى.
ورغم رد حماس الذي وصفته وسائل إعلام عبرية بـ"الإيجابي"، ذكرت هيئة البث العبرية أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس سيجتمع مع رئيس الأركان إيال زامير وكبار المسؤولين في القيادة الجنوبية وهيئة الأركان العامة للموافقة على خطط احتلال مدينة غزة.
وأوضحت أن القيادة العسكرية الإسرائيلية ستعرض خطط احتلال مدينة غزة لمصادقة وزير الدفاع رغم رد حماس على الوسطاء أمس والذي تدرسه القيادة السياسية.
مقترح الصفقة
ويتضمن المقترح الصفقة الذي يتفاوض عليه الطرفان، هدنة لمدة 60 يوما قابلة للتحول لوقف دائم لإطلاق النار، إلى جانب صفقة تبادل تشمل الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة مقابل نحو 1700 أسير فلسطيني، بينهم محكومون بأحكام عالية.
كما ينص المقترح على إعادة تموضع القوات الإسرائيلية لمسافات تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب القطاع.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، إن المقترح الحالي "أفضل ما يمكن تقديمه لحماية المدنيين" في غزة، مشيرا إلى أن الوسطاء ينتظرون ردا إسرائيليا، معربا عن أمله في موافقة "سريعة وإيجابية" من تل أبيب، قبل أن يتم الإعلان عن الرفض.
وفي المقابل، أكد البيت الأبيض أن المناقشات بشأن المقترح الذي قبلته حماس ما زالت متواصلة، رغم التقارير التي تفيد بميل تل أبيب إلى رفضه، الأمر الذي أثار تساؤلات حول خلفياته، خاصة أن الخطة تكاد تكون مطابقة للمقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل قبل أسابيع.
وقالت مصادر دبلوماسية إن الموقف الحالي مرتبط بضغوط داخلية يتعرض لها نتنياهو من شركائه في اليمين المتطرف، الذين يرفضون أي "صفقات جزئية" قبل تحقيق أهداف الحرب كاملة.
من جانبها، اتهمت عائلات الأسرى نتنياهو بوضع شروط "غير قابلة للتنفيذ" لإفشال الصفقة، ملوّحين بتصعيد احتجاجاتهم في الشارع للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يعيد أبناءهم.