إسرائيل تجهز خطة بديلة لـ"المدينة الإنسانية"..ونتنياهو يجمّد تنفيذها مؤقتًا
كتب : مصراوي
إسرائيل تجهز خطة بديلة
كتبت- سهر عبد الرحيم:
في أعقاب الجدل الواسع الذي أثارته ما تُسمى بـ"المدينة الإنسانية" المزمع إقامتها على أنقاض رفح لضم مئات الآلاف من الفلسطينيين تحت حصار أمني مشدد، قدم رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، خطة بديلة تحسبًا لفشل مفاوضات هدنة غزة.
تتضمن الخطة التي أعدها زامير، تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة واستعدادات أكثر جدية على المحاور بهدف السيطرة على القطاع، وتحظى هذه الفكرة بردود فعل إيجابية كبيرة من الوزراء الإسرائيليين، بحسب ما نقلته القناة الـ12 العبرية عن مصادر مطلعة.

وبالرغم من إشادة مسؤولي مجلس الوزراء الإسرائيلي بالخطة ومطالبتهم بالترويج لها بجدية أكبر، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر بتعليق العمل بها في الوقت الحالي "حرصًا منه على استنفاد فرص إبرام صفقة أسرى"، وفقًا لما قاله مقربين منه للقناة العبرية.
وبموجب هذه الخطة، يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه سيتمكن من تحقيق أهدافه التي يحاول الوصول إليها منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، والتي تتمثل في إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في القطاع والقضاء على القدرات العسكرية للحركة.
متى تُطبق الخطة؟

سيتم تطبيق هذه الخطة إذا فشلت مفاوضات غزة في التوصل لهدنة تمتد لـ60 يومًا يتم خلالها إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء ورفات 18 جثة، أو في حال عدم التوصل لصفقة شاملة تقضي بإنهاء الحرب بعد انتهاء تلك المدة، بحسب ما قالته مصادر للقناة 12.
وتنتظر إسرائيل والوسطاء رد حركة حماس على الاقتراح الأخير لوقف إطلاق النار الذي قدمته تل أبيب، إذ يعتقد الوسطاء أن الكرة الآن في ملعب حماس، وفقًا لما نقلته القناة الـ12 عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.
ومنذ 6 يوليو الجاري وبعد انقطاع دام لأشهر، تُجرى محادثات بشكل غير مباشر بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، في محاولة لإنهاء حرب غزة الدائرة منذ أكتوبر 2023 والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 58 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 138 ألفًا آخرين.
"المدينة الإنسانية"

في وقتٍ سابق، اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مشروعًا مُثيرًا للجدل يُقام على أنقاض مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في منطقة تقع بين محوري فيلادلفيا وموراج، لنقل نحو 600 ألف فلسطيني للعيش فيه مع حرمانهم من حق العودة إلى شمال القطاع مرة أخرى، وأطلق عليه اسم "المدينة الإنسانية".
وعقب هذا المقترح، تعرضت الحكومة الإسرائيلية لانتقادات لاذعة من مؤسسات حكومية دولية وصفت المشروع بأنه "معسكر اعتقال" يقضي بنقل مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى منطقة ضيقة معزولة وخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال.
كما عارضه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، قائلًا إن الجيش غير ملزم بنقل المدنيين قسرًا، ما تسبب في وقوع خلاف مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وآخر مع وزير المالية بتسئيل سموتريتش. ووفقًا لتقديرات إسرائيلية، فإن تكلفة المشروع تتراوح بين 10 إلى 15 مليار شيكل.