كدمات جديدة على يد ترامب تعيد الجدل بشأن صحته.. ما القصة؟
كتب : محمد جعفر
ترامب
أعاد ظهور كدمات جديدة على يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليسرى فتح باب التساؤلات حول حالته الصحية، بعد نحو عام من توليه المنصب بصفته أكبر رئيس سناً يؤدي اليمين الدستورية في تاريخ الولايات المتحدة، وخلال سلسلة مناسبات عامة الأسبوع الماضي، ظهر ترامب، البالغ 79 عاماً، مع تغير ملحوظ في لون الجلد أو كدمات خفيفة على ظهر يده اليسرى، إلى جانب كدمة أقدم وأكثر استمراراً على يده اليمنى كانت ظاهرة منذ أشهر.
ويبدو أن الكدمة الجديدة تُعقّد التفسير السابق الذي قدمه البيت الأبيض، والذي أرجع الكدمات إلى المصافحة المتكررة إلى جانب تناول ترامب للأسبرين بانتظام، وهو ما قد يزيد من احتمالات ظهور مثل هذه العلامات، غير أن هذا التفسير بدا أقل إقناعاً هذه المرة، خاصة أن ترامب يستخدم يده اليمنى في المصافحة، بينما ظهرت الكدمة الأحدث على يده اليسرى.

آراء طبية.. لا قلق صحي ولكن
ورغم أن خبراء طبيين تحدثوا إلى شبكة "سي إن إن" أكدوا عدم وجود سبب طبي جديد يدعو للقلق، واصفين الحالة بأنها شائعة وحميدة لدى كبار السن، فإنهم حذروا في الوقت ذاته من أن غياب الشفافية الكاملة بشأن صحة الرئيس لا يؤدي إلا إلى زيادة التدقيق العام، إذ قال الدكتور جيفري ليندر، رئيس قسم الطب الباطني العام في كلية فاينبرج للطب بجامعة نورث وسترن، إن "التعامل المحدود مع هذه المسائل يغذي الفضول فقط، مشيراً إلى أن ترامب شخصية عامة حريصة على صورة معينة، وأن حتى التفاصيل الصغيرة قد تنتقص منها.
وتُعد الكدمة الجديدة أحدث تطور في سلسلة مؤشرات غذّت التكهنات حول صحة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، وهو ملف حساس حاول مواجهته بإبراز نشاطه المكثف وجدول أعماله المزدحم.
سوابق صحية تحت المجهر
ورغم حفاظ ترامب على وتيرة نشاط أعلى في الظهور العام، فإن تساؤلات صحية لاحقته في مناسبات عدة، ففي الصيف الماضي، أظهرت صور التقطت له تورماً في ساقيه، قبل أن يعلن البيت الأبيض في يوليو تشخيصه بقصور وريدي مزمن، وهي حالة شائعة بين كبار السن.
وعندما سُئل البيت الأبيض هذا الأسبوع عن الكدمات الجديدة على يد ترامب اليسرى، امتنع عن تقديم أي تفسير إضافي، واكتفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بالقول إن "الرئيس ترامب رجل من الشعب، ويصافح أمريكيين يومياً أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ".
في المقابل، رأى عدد من الأطباء الذين راجعوا الصور أن تغير اللون لا يُرجَّح أن يكون ناتجاً عن المصافحة، مرجحين أن يكون العمر أو تناول الأسبرين عاملاً رئيسياً.
وقال الدكتور جوناثان راينر، الأستاذ بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة جورج واشنطن وطبيب القلب السابق لنائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، في تصريحات لشبكة "سي إن إن"، إن الكدمات قد تكون نتيجة صدمة بسيطة أو ارتطام عارض، مشيراً إلى أن الأسبرين يزيد من احتمالات النزيف، موضحًا أن ظهور كدمات مشابهة شائع لدى مرضى يتناولون مميعات دم أقوى، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان ترامب قد كشف عن جميع الأدوية التي يتناولها.
وأكد راينر أن هذه الأدوية شائعة ولا تعكس بالضرورة مشكلة صحية خطيرة، مستشهداً بإفصاح بايدن سابقاً عن استخدامه لمميع الدم "إليكويس"، لكنه شدد على أن "القضية هنا ليست طبية بقدر ما هي مسألة شفافية".
محاولات إخفاء تزيد الشكوك
ويُذكر أن ترامب عانى سابقاً من كدمات في يده اليمنى تعود إلى ما قبل عودته إلى البيت الأبيض، لكنها لفتت انتباهاً أكبر مع محاولاته إخفاءها بالمكياج أو الضمادات، وتجنب تصويرها، وهي تصرفات لم تُخفف الجدل بقدر ما عمّقته، لتبقى صحة الرئيس وشفافيته محل نقاش مفتوح.

وكان ترامب قد فاز في الانتخابات الماضية جزئياً عبر تأجيج مخاوف الناخبين بشأن سن ولياقة سلفه جو بايدن العقلية والبدنية، ورغم تقارب العمر بينهما، واصل ترامب توظيف بايدن، البالغ 83 عاماً، كخصم في خطابه السياسي، رافضاً أي مقارنة بينهما، ومختتماً خطاباته بسؤال متكرر: "هل تعتقدون أن بايدن قادر على فعل ذلك؟".