إعلان

العالم على صفيح ساخن.. 9 صراعات وتوترات عسكرية في 4 قارات

كتب : محمد جعفر

09:14 م 02/11/2025

العالم على صفيح ساخن

تابعنا على

رغم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد حرب دامية استمرت عامين، فإن العالم لا يزال يعيش على وقع نيران مشتعلة في أكثر من جبهة، حيث تتصاعد التوترات من أوروبا الشرقية إلى شرق آسيا، مرورًا بالشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، ما يهدد باحتمال اندلاع حرب واسعة قد ترقى لحرب عالمية وسط استقطاب وتحالفات عسكرية متعددة.

فبينما يحاول الفلسطينيون التقاط أنفاسهم بعد حرب غزة التي شغلت العالم كافة، يشتد لهيب المواجهات في روسيا وأوكرانيا، وتتصاعد التحركات العسكرية في المحيط الهادئ بين الصين واليابان، كما تتأجج النزاعات في السودان وسوريا ولبنان، فيما تلوّح الولايات المتحدة بتدخل عسكري في نيجيريا وفنزويلا.

هذا المشهد العالمي المضطرب ينذر ـ وفق محللين ـ بأن الأوضاع المستقبلية في العديد من المناطق قد تحمل الكثير من نذر الشؤم والقلق على العالم أجمع، وفي إطار ذلك نرصد في التقرير التالي أبرز مناطق الصراع الحالية في العالم.

روسيا وأوكرانيا.. حرب لا تقترب من نهايتها

تشهد الجبهات الشرقية في أوكرانيا تصعيدًا غير مسبوق، حيث أعلنت موسكو القضاء على وحدة أوكرانية حاولت التسلل إلى مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في دونباس، بالتوازي مع إسقاط مئات الطائرات المسيّرة الأوكرانية، وردّت كييف بهجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت نفطية في كراسنودار داخل الأراضي الروسية، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة.

وتحذر روسيا من أن استمرار تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية قد يقود إلى تصعيد إقليمي واسع، بينما تراهن كييف على التكنولوجيا العسكرية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعويض ضعف الإمدادات، وتبدو بوادر التسوية السياسية بعيدة جدًا، مع تمسك كل طرف بموقفه واستمرار المعارك في دونباس وخاركيف، وأيضًا مع الحديث عن فشل اللقاء المنتظر بين الرئيسين الأمريكي والروسي بشأن وقف الحرب.

1

السودان.. حرب داخلية تمزق الدولة

منذ اندلاع القتال في 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يعيش السودان واحدة من أكثر الأزمات دموية في تاريخه الحديث.

وفي تطور خطير، سيطرت قوات الدعم السريع منذ أيام على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، بعد حصار دام 18 شهرًا، وسط تقارير عن مجازر وانتهاكات واسعة ضد المدنيين، وتحذر منظمات دولية من كارثة إنسانية، إذ نزح آلاف المدنيين وانقطعت الاتصالات في أجزاء كبيرة من الإقليم.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انهيار الأوضاع المشتعلة إلى تفكك السودان إلى مناطق نفوذ متنازعة، في مشهد يعيد إلى الأذهان النموذج الليبي. خصوصا مع تدخلات إقليمية ودولية في الصراع.

2

لبنان وإسرائيل.. غارات وتهديد وتصعيد على الحدود

تواصل إسرائيل غاراتها على جنوب لبنان مستهدفة مواقع لحزب الله، بينما أمر الجيش اللبناني جنوده بالتصدي لأي توغل بري. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صباح اليوم الأحد إن حزب الله يلعب بالنار، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى الوفاء بالتزاماتها بنزع سلاح حزب الله وإخراجه من الجنوب.

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي باستهداف العاصمة اللبنانية بيروت في حال شنّ حزب الله أي هجوم يطال أي بلدة في الشمال، مضيفًا: "سنواصل تطبيق سياسة الحد الأقصى ولن نسمح بتهديد سكان الشمال".

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا التصعيد قد يشعل جبهة جديدة في المنطقة رغم المساعي الدولية للتهدئة، مشيرين إلى أن لبنان بات ساحة ضغط متبادلة بين تل أبيب وطهران، في ظل غياب حل سياسي شامل للصراع.

3

غزة.. هدنة هشة على أنقاض الدمار

رغم اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2025، لا تزال غزة تعاني آثار الحرب الكارثية التي أودت بحياة أكثر من 68 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وتستمر الغارات المحدودة على مناطق في خان يونس ودير البلح، فيما تواصل فرق الإنقاذ انتشال جثامين من تحت الأنقاض.

وتدعو حركة حماس المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها بإدخال المساعدات وتبادل الأسرى، وسط تحذيرات من انهيار الوضع الإنساني مجددًا إذا استمرت الخروقات. ويأتي ذلك في الوقت الذي تستضيف فيه تركيا اجتماعًا بشأن غزة غدًا الاثنين بمشاركة وزراء خارجية دول عربية وإسلامية (الإمارات، وإندونيسيا، وقطر، وباكستان، والسعودية، والأردن).

4

فنزويلا والولايات المتحدة.. تصعيد يشعل الكاريبي

كشفت تقارير أمريكية عن انتشار عسكري واسع للولايات المتحدة في البحر الكاريبي يضم 16 ألف جندي، بزعم مكافحة تهريب المخدرات.

وردّ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو باتهام واشنطن بـ"اختلاق حرب"، محذرًا من تدخل عسكري مباشر، فيما طلبت كاراكاس دعمًا عسكريًا من روسيا والصين.

وترى مصادر دبلوماسية أن التوتر الأمريكي – الفنزويلي يعيد أجواء الحرب الباردة إلى نصف الكرة الغربي، خاصة بعد نشر واشنطن أكبر حاملة طائرات في العالم قرب السواحل الفنزويلية.

5

الصين واليابان.. سباق النفوذ في المحيط الهادئ

كثّف الجيش الصيني نشاطه العسكري في المحيط الهادئ بإجراء مناورات شملت حاملات طائرات وسفنًا وغواصات في مناطق قريبة من اليابان، فيما أعربت طوكيو عن قلقها الشديد من "التحركات الاستفزازية" لبكين، خاصة مع ازدياد تحليق الطائرات الصينية في مضيق تايوان.

وردّت الولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة ونشر صواريخ وقواعد جديدة بالتعاون مع 19 دولة حليفة، في مواجهة ما تعتبره محاولات صينية لتغيير موازين القوى في آسيا، وتصف بكين هذه التحركات بأنها دفاع مشروع عن السيادة الوطنية، لكنها في الوقت ذاته تبعث برسالة واضحة عن تصاعد نفوذها العسكري عالميًا.

6

باكستان وأفغانستان.. فشل محادثات السلام واستمرار التوتر الحدودي

أعلنت باكستان رسميًا في أكتوبر 2025 عن فشل محادثات السلام التي عقدت مع أفغانستان في إسطنبول برعاية تركيا وقطر، بعد أربعة أيام من الاجتماعات، بسبب اتهام إسلام آباد لحركة طالبان بـ"التهرب من تحمل المسؤولية" وإلقاء اللوم بدل التفاوض الجاد على وقف إطلاق النار.

وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار إن المحادثات لم تسفر عن "حل عملي"، مما يمثل انتكاسة لجهود السلام الإقليمي بعد موجة عنف حدودية أدت إلى مقتل العشرات.

ورغم فشل الجولة الأولى، استؤنفت الاتصالات في اليوم التالي باتفاق مبدئي على الحفاظ على وقف إطلاق النار وفتح قنوات جديدة للحوار، وأكدت باكستان أهمية مواجهة الجماعات المتطرفة التي تنطلق من الأراضي الأفغانية، فيما شددت كابول على رغبتها في إقامة علاقات قائمة على الاحترام المتبادل مع جارتها الجنوبية.

ورغم تلك الخطوات، يبقى الوضع بين البلدين هشًا للغاية، إذ لم يُتوصل إلى اتفاق ملموس حول القضايا الجوهرية مثل وقف العنف وضبط الحدود، وسط مخاوف من تصعيد جديد في حال تعثر الحوار مجددًا.

7

نيجيريا والولايات المتحدة.. تهديدات بالحرب

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل بتصريحاته الأخيرة، مهددًا بوقف المساعدات عن نيجيريا إن لم تتحرك حكومتها لوقف "قتل المسيحيين"، ومحذرًا من عمل عسكري محتمل ضد الجماعات الإرهابية هناك.

وقال ترامب عبر منصة "تروث سوشيال": "إذا هاجمنا، فسيكون سريعًا ووحشيًا"، ما يثير المخاوف من تحول نيجيريا إلى ساحة صراع جديدة في القارة الإفريقية بين النفوذ الأمريكي والروسي.

8

سوريا وإسرائيل.. انتهاكات متواصلة في القنيطرة

أعلنت وسائل إعلام سورية أن قوات إسرائيلية توغلت في ريف القنيطرة جنوب البلاد أمس السبت، وأقامت حواجز ميدانية داخل قرى سورية، في انتهاك واضح لخط وقف إطلاق النار.

وقالت إن الجيش الإسرائيلي نصب حواجز لتفتيش المركبات وأطلق النار في الهواء لتفريق المحتجين، فيما تستمر الانتهاكات شبه اليومية عبر الغارات في الجنوب السوري، ويرى مراقبون أن هذه التحركات تهدف إلى فرض واقع أمني جديد في الجولان، في ظل انشغال العالم بأزمات أخرى.

9

لم تكد حرب غزة تضع أوزارها من رماد الحرب الدموية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حتى تشتعل هذه الجبهات في مختلف أنحاء العالم، في مشهد يعيد إلى الأذهان ملامح نظام دولي مضطرب تتداخل فيه المصالح والنفوذ.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان