بعد إعلان ترامب إنهاء الحرب بينهما.. ماذا حدث خلال الصراع بين تايلاند وكمبوديا؟
كتب : محمد جعفر
تايلاند وكمبوديا
انضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مراسم توقيع اتفاق السلام بين كمبوديا وتايلاند خلال قمة دول جنوب شرق آسيا التي استضافتها ماليزيا، الأحد، بمشاركة رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.
ووقع رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت ونظيره التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول الاتفاق، بحضور ترامب وأنور، في حفل رسمي أقيم تحت شعار "تحقيق السلام"، أمام خلفية تحمل ختم الولايات المتحدة.

صراع حدودي دامٍ استمر خمسة أيام
جاء توقيع الاتفاق بعد أسابيع من صراع حدودي دامٍ اندلع في يوليو بين البلدين، واستمر خمسة أيام، وأسفر عن مقتل العشرات من المدنيين ونزوح مئات الآلاف من سكان المناطق الحدودية الممتدة لأكثر من 800 كيلومتر.
وخلال المواجهات، استخدمت تايلاند مقاتلات إف-16 ضد أهداف كمبودية، فيما ردت كمبوديا بإطلاق صواريخ وقذائف عبر الحدود. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن من بدأ التصعيد العسكري.
ترامب ينسب لنفسه الفضل في وقف الحرب
نسب ترامب لنفسه الفضل في حل النزاع، مشيرًا إلى أنه توصل إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار بوساطة ماليزية في 28 يوليو، بعد أن أجرى اتصالات هاتفية مع قادة الجانبين، حذرهم خلالها من أنه لن يعقد صفقات تجارية مع أي من البلدين في حال استمرار القتال.
وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، أعلن ترامب أن الجانبين اتفقا على وقف إطلاق النار، مؤكدًا أنه أنهى واحدة من "الحروب التي لا نهاية لها"، في إشارة إلى النزاع الحدودي المميت بين تايلاند وكمبوديا.

جذور النزاع وتطوراته العسكرية
الحدود بين البلدين، التي يبلغ طولها نحو 817 كيلومترًا (508 أميال)، رسمت منذ أكثر من مئة عام خلال فترة الاستعمار الفرنسي لكمبوديا، وظلت بؤرة توتر مزمنة وسببًا متكررًا لاندلاع العنف لعقود طويلة.
وخلال النزاع الأخير، نشرت تايلاند طائرات إف-16 مقاتلة لضرب أهداف عسكرية كمبودية، مستندة إلى تحالفها العسكري مع الولايات المتحدة بموجب معاهدة دفاعية قديمة.
في المقابل، أطلقت كمبوديا صواريخ وقذائف على مواقع تايلاندية، في وقت أكملت فيه هذا العام جولتها السابعة من التدريبات العسكرية السنوية مع حليفتها الصين.
ضغوط اقتصادية أمريكية لفرض الهدنة
وفي خضم التصعيد، دخل ترامب على خط الأزمة مجددًا عبر اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت ورئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومتام ويتشاياتشاي، محذرًا كليهما من وقف العلاقات التجارية في حال استمرار الحرب.
وكان الرئيس الأمريكي قد هدد سابقًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 36% على معظم صادرات البلدين إلى الولايات المتحدة، قبل أن يتم تخفيضها لاحقًا إلى 19% على الجانبين.
اتفاق نهائي وترشيح لجائزة نوبل
وفي أعقاب تلك الاتصالات والضغوط الأمريكية، توصل القادة العسكريون من تايلاند وكمبوديا إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في 28 يوليو، بوساطة رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.
وبعد توقيع الاتفاق، أعلن رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت ترشيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ جائزة نوبل للسلام تقديرًا لدوره في إنهاء النزاع بين البلدين.