إعلان

تاريخ التوترات في الشهر الكريم.. هل يندلع نزاع فلسطيني إسرائيلي في رمضان؟

11:42 م السبت 18 مارس 2023

قوات الاحتلال الأسرائيلي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سلمى سمير:

تصاعدت التوترات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين في الأراضي المحتلة، بين في مواجهات متقطعة بينهما بعضها بسبب قرارات استيطانية يصدرها وزراء حكومة يمينية متطرفة، ما ينذر بتفاقم الأوضاع واحتمالية اندلاع مواجهات واسعة في شهر رمضان مع سلطات الاحتلال التي تواجه انقسامات داخلية ومظاهرات ضد حكومة يمينية متطرفة.

القرارات الاستيطانية تسببت في تهجير الفلسطينيين من منازلهم بدعوى عدم قانونيتها الأمر الذي أدانه اليوم، وزراء خارجية مجلس التعاون الإسلامي، الذي وصف الاستيطان الممنهج للأراضي الفلسطينية خاصة القدس، بـ"جرائم الحرب".

وأعرب الوزراء اليوم في بيان لهم في نواكشوط، عن قلقهم العميق إزاء قرارات استيطانية متتالية لإسرائيل، وأشاروا إلى أن تلك الممارسات ستعرض السلم والأمن الدوليين للخطر، وفي سياق متصل قالت بعض القيادات الأمنية للجيش الإسرائيلي، إن تصعيدًا كبيرًا على وشك البدأ في مناطق الضفة الغربية في شهر رمضان، منوهين أن محاولات التهدئة قبل بداية الشهر باءت بالفشل، وفقًا لما نشرتها صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية.

وذكرت "هآارتس" أن مسؤولين إسرائيليين، نقلوا إلى وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف جالانت، قلقهم بسبب تصرفات بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية خاصة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، محذرين من أنها ربما تجعل من الصعب السيطرة على الوضع، وأضافوا أن "قرار هدم منازل الفلسطينيين في القدس الشرقية قبل أسبوع من شهر رمضان بمثابة تجاهل لتقييمهم المهني لتداعيات القانون على الضفة الغربية وقطاع غزة".

ما احتمالية اندلاع الصراع في رمضان؟

شهدت الأيام القليلة الماضية عدة أحداث متسارعة من اقتحامات لمناطق الضفة الغربية، وتصفيات نتج عنها استشهاد 89 فلسطينياً بينهم أطفال منذ مطلع العام، وتصريحات استفزازية نبه البعض من خطورتها، أهمها تصريحات وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير الذي حرض على استمرارية عمليات هدم المنازل خلال شهر رمضان،وطالب بفتح المسجد الأقصى خلال شهر رمضان أمام المستوطنين في استفزاز واضح منه للمسلمين، وذلك وفق تسجيل صوتي مسرب بثته وكالة "شينخوا" الصينية، عبر فيه بن غفير عن غضبه من إغلاق المسجد أمام اليهود.

وأوقفت إسرائيل أعمال هدم في رمضان خلال الأعوام الماضية، لكن تصريحات بن غفير ربما تتسبب مجددا في تصعيد الموقف، بعد أن صرح الوزير الذي ينتمي إلى معسكر اليمين المتطرف، للإذاعة العبرية العامة أن أعمال الهدم مستمرة خلال رمضان، ما يشكل تغير واضح في نهج السياسة الإسرائيلية.

يجدر الإشارة إلى أن المنازل المقرر هدمها، هي مباني عمرها أكثر من 25 عاما سعى أصحابها مرارًا لاستصدار تصاريح قوبلت بالرفض من بلدية القدس.

ومع استمرار تصريحات بن غفير العدائية، حذرت حركة حماس من التصعيد في الشهر الكريم، وقال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط:"القادم سيكون أصعب على الاحتلال ومستوطنيه".

وهدد العاروري من أن أي اقتحامات للأقصى ستُواجه برد فعل قوي، في تأكيد منه على تصريحات حركة الجهاد الإسلامي بخوضها:"انتفاضة قوية لم يعهدها أحد من قبل".

مع استمرار المناوشات وحرب التصريحات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإصرار بن غفير على تنفيذ قراراته، وصف رئيس الشاباك الإسرائيلي، رونين بار، سياسات وزير الأمن القومي الإسرائيلي بـ"المستفزة" واعتبرها "تصب الزيت على النار" محذرًا من اشتعال المنطقة برمتها خلال شهر رمضان.

في هذا الشأن توقع الدكتور طارق فهمي المحلل السياسي، أن تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة مواجهات بين الحكومة الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية خلال شهر رمضان، إذا لم ترتكز الحكومة الإسرائيلية على خيار التهدئة والذي بدونه ستتسع رقعة المواجهات بين الجانبين في شتى الأراضي الفلسطينية.

وأشار فهمي في تصريحات خاصة لـ"مصراوي" إلى أن فرص المواجهة بين اسرائيل والفلسطينيين أكثر من التهدئة والتوافق نظرًا لاستمرار الاحتلال في اتباع خيار التصعيد والمواجهة بممارسات غير مسبوقة والتصفية الجسدية لعناصر المقاومة.

وأشار طارق فهمي إلى انقسام الحكومة الإسرائيلية إلى جبهتين إحداهما بقيادة نتنياهو وتمثل الشعب الإسرائيلي وأخرى للمستوطنين التي تضم سيموتريتش، وزير وبن غفير وأتباعه، موضحاً أن الأخيرة هي التي تنفذ الاقتحامات وعمليات الاستيطان والاغتيالات ودعم المستوطنين وإصدار التشريعات الخاصة ببن غفير.

انتهاكات الاحتلال خلال رمضان

تفصلنا أيام قليلة عن شهر رمضان المبارك، الذي غالبٌا ما يشهد مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسط تاريخ اعتداءات متكررة خلال الشهر الكريم في الأعوام الماضية.

كانت البداية مع "أيام الغضب" حسب ما أطلقت عليها السلطات الفلسطينية أو "أيام الندم" حسبما أطلق عليها جانب الاحتلال حيث شنت قواته عملية عسكرية برية مدعمة بطائرات وأجهزة استطلاع على قطاع غزة، في الـ 2 من شهر رمضان عام 2004 بهدف احتلال القطاع الشرقي من المنطقة الشمالية للقطاع، ردت عليها قوات المقاومة الفلسطينية بمقاومة وصواريخ أطلقتها على مناطق المستوطنات التي احتلتها إسرائيل، استمرت لمدة 17 يوماً دون تحقيق هدفها المتمثل في ردع المقاومة عن إطلاق صواريخها.

وفي عام 2014، أطلق الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية "الجرف الصامد" وردت المقاومة الفلسطينية بعملية أطلق عليها "العصف المأكول" واستمرت الحرب التي بدأت في الـ11 من رمضان لمدة 50 يومًا سقط على إثرها 1742 شهيد بينهم 530 طفلاً وقتل 64 جندي من جانب الاحتلال برشقات صاروخية من المقاومة.

وفي عام 2021، وقعت سلسلة من الاستفزازات الإسرائيلية انتهت بعملية عسكرية بدأت في 28 رمضان، وبدأ الأمر بمحاولة إخلاء الفلسطينيين من منازلهم بمنطقة الشيخ جراح في القدس تمهيداً لنقل المستوطنين محلهم وشهدت المنطقة اعتداءات من قبل المستوطنين على أصحاب المنازل لمحاولة إخراجهم بالقوة وفرض حصار أمني للمنطقة إضافة إلى عدة اقتحامات من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى خلال الشهر المبارك الأمر الذي دفع المقاومة في غزة إلى إطلاق عدة رشقات صاروخية على المستوطنات المجاورة رد عليها جانب الاحتلال بوابل من الصواريخ والغارات العنيفة أسفرت عن استشهاد 260 فلسطينيًا فضلا عن دمار واسع نال عدد كبير من المباني في قطاع غزة، لا تزال مناطق واسعة منه تحتاج إلى إعمار.

تجددت المواجهة في العام التالي 2022 في الـ14 من رمضان مع اقتحام جنود الاحتلال باحات المسجد الأقصى، وقت أداء صلاة الفجر، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على المصليين، واعتقلت المئات وإصابة العشرات، واشتعلت بعدها المواجهات واستمرت في أيام عيد الفطر المبارك، مع اقتحامات لمخيم جنين لردع المقاومة نتج عنها اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة.

فيديو قد يعجبك: