إعلان

"محكما قبضته على روسيا".. غنائم بوتين من غزو أوكرانيا

04:22 م السبت 16 يوليه 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

هل روسيا في حالة حرب؟ بالنسبة لأي شخص يزور العاصمة موسكو الآن أو حتى الأقاليم المحيطة بها، فمن الصعبة العثور على أي دليل يقول ذلك. يعيش الروس حياتهم بشكل طبيعي، والوضع الاقتصادي لا يبدو متضررًا كثيرًا جراء العقوبات التي يفرضها الغرب اعتراضًا على قرارها بغزو جارتها أوكرانيا، في فبراير الماضي.

حتى الآن، توضح مجلة فورين أفيرز، أنه موسكو لا تعاني من نقص في السلع الاستهلاكية، ونجح ما يسمى بنظام الواردات الموازية، النظام الذي يتحايل المستوردون الروس به على العقوبات الغربية باللجوء إلى دول ثالثة.

غير أن الحكومة الروسية تجد بعض الصعوبات في التعامل مع التضخم، مع وصول المعدل السنوي إلى حوالي ١٦ ٪، ولكن في الوقت نفسه لا يبدو أن المواطنين الروس منزعجين للغاية مما يحدث على حدودهم الغربية.

١

ووفقًا للبيانات الناتجة عن المسح الذي أجراه مركز ليفادا المستقل، في يونيو الماضي، فلا يبدو أن الروس قلقون جدًا بشأن الآثار الاقتصادية الناجمة عن الصراع، وأوضح المسح أن نصف المشاركين فيه يقولون إن العقوبات ستقوي البلاد وتعزز التنمية، بينما أشار الربع الآخر أن العقوبات لن يكون لها تأثير سلبي على النمو.
في الوقت نفسه، استقرت نسبة تأييد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوق ٨٠ ٪، أو ما يزيد بنحو ١٠ نقاط عما كانت عليه قبل الحرب.

وفيما يتعلق بالحرب نفسها، يقول العديد من الروس إنهم مستعدين للتعامل مع الظروف الاقتصادية الأسوأ، وأنهم فخورين ببلادهم وجيشهم، كما عبر الكثير عن تفاؤلهم بتحسن الظروف الاقتصادية.

وقد يعطي ذلك انطباعًا بأن الروس يخشون من التعبير عن آرائهم بحرية، غير أن النتائج التي توصل إليها مركز ليفادا- حسب المجلة الأمريكية- تعكس اراء وأفكار المواطنين الحقيقية تجاه الوضع العام، ويزداد تفاؤلهم مع إعلان بلادهم العمل على مشروع استعماري ضخم في شرق أوكرانيا، كان السبب في موجة لجوء غير مسبوقة، وترك روسيا معزولة.

"روسيا الجديدة"

ومع اقتراب انتهاء الشهر الخامس للحرب، ترجح التقارير الصادرة عن ليفادا أن هذا التحول بدأ في الحدوث، داخل الحكومة وبين المواطنين، بعد إعلان بوتين بوضوح أن خطط موسكو في أوكرانيا لن تتوقف ومستمر رغم العواقب الاقتصادية، والتي تشير كل الأدلة أنها ستكون ضخمة وكبيرة.

بالنسبة للروس، فإن تصريحات بوتين تعني أن عمليته الخاصة، كما يدعوها، لن تنتهي قريبًا، لذا عليهم معرفة كيفية التعامل مع الوضع الجديد، التي من الضروري أن يتصرفوا فيها كوطنيين ويدعمون قرارات ومواقف رئيسهم، ويتغاضوا عن المصاعب والعقبات المؤقتة.
في روسيا الجديدة، حسب المجلة الأمريكية، سيكون الجميع بخير طالما لم يتم اجبارهم على النزول إلى الخنادق.

2

"تأسيس امبراطورية"

يسعى بوتين إلى تأسيس امبراطورية يتربع على عرشها، نقلت فورين أفيرز عن صحيفة ازفستيا، بيانًا على موقعها الإلكتروني نقلاً عن سيرجي كيرينكو، النائب الأول لمدير الإدارة الرئاسية، إن روسيا كلها ستعمل على إعادة بناء دونباس، التي دمرها الفاشيون.
وقال المسؤول الروسي:"نعم سيكلف هذا عدة تريليونات روبل، ولكن سيتم تخصيص هذه الأموال من ميزانية الدول، وربما يؤدي ذلك إلى انخفاض مؤقت في مستويات المعيشة، ولكننا نعمل على دمج الأراضي الجديدة لوطننا الأم".

لكن سرعان ما حُذف البيان من على موقع الصحيفة، وفي اليوم التالي قالت إن موقعها قد تعرض للاختراق وأن ما نُشر كان غير حقيقي، ولكن على ما يبدو- حسب فورن أفيرز- أن ما جاء في البيان كان صحيحًا، إذ اتضح أن روسيا تنوي إبقاء أيديها على الأراضي الأوكرانية، حسب تصريحات بوتين الأخيرة، ولا يوجد شك في أن هذا سيأتي بتكلفة باهظة، وسيضع ضغطًا هائلاً على الموارد الاقتصادية والقوى العاملة في البلاد.
٣
ولكن من خلال أشراك الروس في المشروع الاستعماري، فإن الكرملين سيخلق بينه وبين المواطنين نوع من أنواع العقد الاجتماعي، وسيلزم الشعب بالتعاون معه، وبالتالي سيدعم السكان الغزو الروسي لأوكرانيا، مقابل عدم إعلان بوتين عن تعبئة عسكرية عامة، ولكنه فقط سيعرض الخدمة العسكرية لأولئك الذين يرغبون في المشاركة في القتال.

بطبيعة الحال، فإن الروس منشغلون الآن بأوكرانيا وحلف الناتو، لذلك لا يفكرون في سرقة ملايين الدورلاات لاسيما وأن الحديث حول الحرب النووية يطفو على السطح من آن لآخر، علاوة على ذلك، تقول المجلة، إن المواطنين يشعرون بالارهاق من التفكير، ولا يرغبون في أي شيء الآن إلا أن النجاة والعيش في سلام، لذلك لا يمانعون من أن يصدر الرئيس الروسي القرارات والتفكير فيها بالنيابة عنهم.
وبعد مرور قرابة خمسة أشهر من الحرب، تجاوز الروس مشاعرهم إزاء ما يحدث على الحدود، وينطق الأمر على مؤيدي ومعارضي بوتين، حسب المجلة الأمريكية، وبدأت عملية التكيف مع ما يجري، لأن الجميع بحاجة إلى النجاة والبقاء ماديًا ونفسيًا.
وأصبحت الحرب، حسب فورين أفيرز، أمرًا سيئًا، ولكنه طبيعيًا، وفي هذه المرحلة يبدو واضحًا أن بوتين حقق انتصارًا كبيرًا لاسيما في بلاده.

فيديو قد يعجبك: