إعلان

سيناريو يُعيد كارثة 1986 إلى الواجهة.. "تشرنوبل" أقصر طرق الغزو المحتمل لأوكرانيا

09:02 م الأحد 23 يناير 2022

تشيرنوبل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت:
تتصاعد التوترات بين روسيا والغرب بشأن أزمة أوكرانيا بشكل متسارع، مع وصول المحادثات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن والناتو إلى طريق مسدود، إذ ترى روسيا توسع حلف الشمال الأطلسي شرق أوروبا وتزويد كييف بالأسلحة تهديدًا لأمنها القومي، بينما توعد الحلف الغربي، موسكو بـ"تبعات قاسية" حال غزو أوكرانيا.

مع المحاولات الدبلوماسية التي لم تسفر على شيء بشأن الأزمة الحالية، وضع عسكريون غربيون سيناريوهات محتملة للغزو الروسي لكييف، مع احتشاد أكثر من 100 ألف عسكري روسي على الحدود الأوكرانية. ومدت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى أوكرانيا بالأسلحة لمواجهة الغزو المحتمل. وحذرت دول غربية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، مواطنيهما من السفر إلى أوكرانيا، فيما أمرت واشنطن أسر دبلوماسييها في كييف بالإجلاء اعتبارًا من غدًا الاثنين.

تشرنوبل أقصر طريق إلى كييف

من بين سيناريوهات الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، برزت مدينة تشرنوبل الأوكرانية التي شهدت أسوأ كارثة نووية في التاريخ عام 1986، باعتبارها أقصر الطرق إلى العاصمة كييف. ولا تزال المنطقة مهجورة وشديدة الإشعاع جراء الكارثة النووية، وتبدو أخر مكان على الأرض يرغب أي طرف في غزوها.

في هذا السياق كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها، عن سيناريو محتمل لغزو كييف عبر تشرنوبل، إذ أنها أقصر الطرق إلى كييف لإسقاط النظام الأوكراني.

تعتقد أوكرانيا أن تشرنوبل المعروفة باسم "المنطقة المحظورة" بحاجة إلى الدفاع عنها على الرغم من أنها ليست الأكثر احتمالاً للغزو الروسي، لكنها عمدت على نشر قواتها في الغابات الكثيفة شديدة الإشعاع وتحمل قواتها هناك الأسلحة ومعدات الكشف عن الإشعاع.

وقبل شهرين، نشرت أوكرانيا قوات إضافية في منطقة تشرنوبل، بسبب التوترات المتزايدة مع روسيا وبيلاروسيا، حليفة موسكو التي تقع حدودها على بعد خمسة أميال من المفاعل المنكوب وحيث نقلت روسيا قواتها مؤخرًا.

قبل الأزمة الحالية ظلت 700 ميل من الحدود الأوكرانية البيلاروسية بلا حراسة تقريبًا، خاصة المناطق شديدة الإشعاع، فيما يفصل حوالي 90 ميلاً من الحدود المنطقة الأوكرانية عن المنطقة المعزولة والمعرَّضة للإشعاع في بيلاروسيا، والتي تُسمَّى محمية "بوليسي" البيئية الإشعاعية. ومع الحشد الروسي، برزت المنطقة كواحدة ضمن السيناريوهات المطروحة للغزو المحتمل عبر بيلاروسيا، ما دفع أوكرانيا لنشر 7500 حارس إضافي على الحدود البيلاروسية.

أرضنا وعلينا الدفاع عنها

"لا يهم إن كانت ملوثة ومشعة ولا يعيش أحد بها، إنها أرضنا وبلدنا وعلينا الدفاع عنها" بتلك الكلمات بدأ العقيد يوري شاخرايتشوك، من حرس الحدود الأوكراني، حديثه مع الصحيفة الأمريكية.

وأوضح العقيد الأوكراني، أنهم يجمعون المعلومات حول الوضع على طول الحدود وينقلوها إلى وكالات الاستخبارات الأوكرانية. وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن القوات الأوكرانية بالمنطقة المحظورة ليست كافية لصد أي غزو محتمل، لكنها تكتشف علامات التحذير بالمنطقة.

وكانت السلطات السوفياتية، أقامت المنطقة المحظورة عقب الكارثة النووية قبل نحو ثلاثة عقود، عبر عزل المنطقة للحد من خطورة الحادث. بينما تتحلل ببطء الجسيمات المشعة في التربة أو المحاصرة تحت هيكل الاحتواء للمفاعل المدمر بينما، ولن تشكل خطرًا كبيرًا على الجنود، ما دام القوات لم يبقوا في مناطق شديدة الإشعاع.

وتقول "نيويورك تايمز" إن خطر اندلاع حرب بالمنطقة يؤدي إلى انتشار ضئيل للإشعاع، مشيرة إلى أن الشيء الحقيق المعرض للخطر في تشرنوبل، هو قوس الفولاذ المقاوم للصدأ الموضوع فوق المفاعل وتبلغ قيمته نحو 1.7 مليار دولار، ودفعت ثمنه نحو 30 دولة بينها الولايات المتحدة، وتم الانتهاء منه عام 2016 لمنع انتشار الغبار عالي الإشعاع.

وأعرب رجل إطفاء أوكراني، شارك في إخماد الحريق الذي اندلع في المفاعل عام 1986، عن غضبه من احتمال الغزو الروسي عبر المنطقة المحظورة، مضيفًا "أن يفعلوا هذا بنا الآن يجعلني أشعر بالأسف تجاه الناس في أوكرانيا" وتساءل، كيف يمكن أن يحدث هذا؟

يذكر أن كارثة تشرنوبل وقعت في 26 أبريل عام 1986، حينما انفجر المفاعل رقم 4 بالمحطة النووية خلال تجربة وتوفي إثر الحادث 30 شخصًا معظمهم من التعرض للإشعاع، وأطلق إشعاعًا أكثر نحو 400 مرة من القصف الأمريكي لمدينة هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية.

وكانت أوكرانيا جمهورية سوفيتية أثناء الحادث، الذي حاولت السلطات وقتها التستر عليه لتجنب إثارة الشكوك، وأقاموا لبضعة أيام مسيرات عيد العمال في أوكرانيا، حيث سار تلاميذ المدارس في الغبار المشع.

ساعد هذا الموقف القاسي في إثارة المشاعر المعادية للسوفيات في جميع أنحاء روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، الجمهوريات الأكثر تضررًا من الحادث، ويُنظر حاليًا إلى الكارثة النووية في تشرنوبل على أنها إحدى أسباب انهيار الاتحاد السوفياتي بعد خمس سنوات من الحادث.

فيديو قد يعجبك: