إعلان

تفشٍ للوباء ونقص شديد في الأكسجين.. لماذا تواجه الهند أسوأ طوارئ صحية؟

10:46 ص السبت 24 أبريل 2021

الهند

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نيودلهي- (د ب ا):

تبعث المستشفيات في الهند بإشارات استغاثة فيما يتعلق بندرة إمدادات الأكسجين لمرضى كوفيد- 19، حيث أدى نقص الأدوية والأجهزة الخاصة بعلاجهم إلى ظهور سوق سوداء يسعى إليها أقاربهم اليائسون.

فالهند التي تشهد أسوأ حالة طوارئ صحية في تاريخها، تئن في مواجهة الزيادة الكبيرة للغاية في حالات المصابين بفيروس كورونا، والتي أدت إلى انهيار المنشآت الطبية أنحاء مدنها الكبرى.

وأدى أسوأ تفش لجائحة كوفيد-19 عالميا إلى أن تضيف الهند أكثر من مليون إصابة في الأيام الأربعة الماضية فقط، وبذلك بلغ إجمالي عدد حالات الإصابة أكثر من 16 مليون.

"مشكلة كبيرة للغاية"

وخارج المستشفيات التي امتلأت عن آخرها بالحالات، ينتظر المرضى في سيارات الإسعاف، وعلى النقالات وفي السيارات الخاصة، وتنتظر العائلات بالساعات لممارسة الطقوس الأخيرة لأحبائها، الذين راحوا ضحية كورونا، حيث ذكرت تقارير أن الأفران المصنوعة من الحديد في أماكن حرق الجثث بدأت تنصهر بسبب الإفراط في استخدامها.

وأصبحت إمدادات الأكسجين مشكلة كبيرة للغاية، لا سيما في نيودلهي، الأكثر تأثرا بالجائحة بين المدن الكبرى. وحذر العديد من المستشفيات المرضى الذين يدخلون وحدات العناية المركزة من إمكانية أن ينتهي أجلهم، لأنه لم يعد لديها من الأكسجين سوى ما يكفي ساعات فقط. وفي حالات كثيرة، تصل إمدادات الأكسجين فقط في اللحظات الأخيرة.

ويعتبر نقص الأسرة في المستشفيات مشكلة كبيرة أخرى. وأظهرت بعض الصور المرضى على نقالات خارج أحد المستشفيات الكبرى وهم يتلقون الأكسجين وفق ترتيبات مؤقتة.

وقد تعرض "جون إبهيجيت" من ضاحية فريد أباد بنيودلهي لموقف صعب الأسبوع الماضي، فبعد أن نجح بصعوبة بالغة في تدبير سرير بأحد المستشفيات لوالدته التي كانت في حالة حرجة من المرض، اضطر لنقلها لمستشفى آخر بسبب نقص إمدادات الأكسجين.

وقد تبين في وقت لاحق أنه وزوجته وطفلهما مصابون بكورونا. وقال" لقد كان وقتا صعبا وصادما. لقد كنت أنفجر في البكاء محاولا أن أجمع شتات تفكيري لأكون مستعدا لنقل جثمان والدتي لدفنها".

"السوق السوداء"

وفي مدينة كلكتا، يقوم الممثل المسرحي أنجان براساد ماجومدار، الذي تحول إلى متطوع، بتوفير أسطوانات الأكسجين للمرضى.

وقال: "إمدادات الأكسجين بدأت في النفاد منذ يناير مع زيادة حالات الإصابة بالفيروس. وأتلقى يوميا ما بين 250 و300 مكالمة هاتفية، ولكن ليس بمقدوري سوى تلبية عدد محدود منها. وسوف أستطيع توفير 50 أسطوانة اليوم، وهناك 100 شخص في الانتظار".

وقال ماجومدار إن نقص الإمدادات واكتناز أشخاص لها أدى إلى بيع أسطوانات الأكسجين في السوق السوداء بأسعار تبلغ ثلاثة إلى أربعة أضعاف ثمنها الحقيقي. كما أن الطلب الشديد أدى إلى بيع الدواء الخاص بالعلاج من الفيروس في السوق السوداء بأسعار تبلغ ستة أضعاف سعرها الحقيقي في دلهي، وكذلك في الولايات الفقيرة مثل بيهار.

وقال متحدث باسم شرطة دلهي إنه تم بالفعل إلقاء القبض على بعض تجار السوق السوداء، وحذر من أنه سيتم اتخاذ إجراءات حازمة. وتجرى محاولات لكشف هؤلاء التجار، كما تتم مداهمات باستخدام أفراد من الشرطة يتصرفون كزبائن في السوق السوداء.

"مواجهة غير فعالة"

وقد تعرضت حكومة، رئيس الوزراء، ناريندرا مودي التي اعتقدت أنها نجحت في التصدي للموجة الأولى من فيروس كورونا، للانتقاد لأنها أساءت تفهم الموقف، ولجأت إلى مواجهة متأخرة وغير فعالة.

فقد تم السماح بالتجمعات الانتخابية في الولايات، وحضر عشرات الملايين من الهنود احتفال "كومبه ميلا" الديني الذي استمر أسبوعا، مما ساعد في زيادة تفشي الجائحة.

ويقول الخبراء إنه كان يتعين بدء حملة التطعيم في الهند بصورة أسرع، فقد تم إعطاء 135 مليون جرعة فقط منذ يناير، رغم أن عدد سكان الهند يبلغ 1.3 مليار نسمة. واستغرقت الهند شهورا للتصديق على اللقاحات الأجنبية، حيث إنها كانت متمسكة بموقفها القومي بالنسبة للقاحين يتم إنتاجهما محليا.

وقال جيه أيه جيالال، رئيس الرابطة الطبية الهندية، "لقد فشلنا في الاستعداد. لم يكن يتوقع أحد، سواء المجتمع الطبي أو العلماء أو الحكومة، مثل هذه الموجة الثانية الهائلة. وحتى الآن لا تتوفر لدينا بيانات أو معلومات كافية عن كيفية انتشار تحورات الفيروس".

وأضاف "رغم أن الولايات الأكثر تأثرا تفرض إغلاقات لكسر سلسلة تفشي الفيروس، يتعين أن تستمر هذه الإجراءات لمدة أسبوعبن على الأقل حتى تستعد المستشفيات والأطقم الطبية من جديد للتعامل مع الأزمة. وهناك أزمة حادة بالنسبة للقوة العاملة ويعاني العاملون من ضغط شديد".

وفي حوار مع إحدى المنصات الإخبارية الرقمية "موجو"، غالب، خبير الفيروسات، شاهد جميل دموعه وهو يحكي عن فقدان صديق لم يتوفر له سرير بالمستشفيات والحصول على الأكسجين اللازم . وقال إن هناك تضاربا كبيرا بين الأرقام الرسمية لعدد ضحايا الفيروس وبين الأعداد التي يتم حرقها.

فيديو قد يعجبك: