إعلان

حملة إثيوبية لإقالة مدير الصحة العالمية: زعزع استقرار القرن الأفريقي

05:32 م الثلاثاء 14 ديسمبر 2021

تيدروس أدهانوم جيبرييسوس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

أفادت شبكة "فانا" الإثيوبية، الثلاثاء، بمشاركة إثيوبيين وذوي أصول إثيوبية وإريتريين في أجزاء شتّى من العالم، في حملة دولية تهدف إلى إقالة الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس من منصبه مديرًا عامًا لمنظمة الصحة العالمية.

وترمي الحملة، التي تضم أيضًا أصدقاء إثيوبيا، إلى مُساءلة قادة جبهة تحرير تيجراي وبينهم الدكتور جيبرييسوس، عن الفظائع المُرتكبة ضد المدنيين الأبرياء في إثيوبيا، في حين تتجاهل اتهامات نفس التقارير الأممية لحكومة أديس أبابا بارتكاب انتهاكات وجرائم حرب مماثلة.

وزعم منسقو الحملة، أن مدير الصحة العالمية يُسيء استغلال منصبه، ويتستر على فظائع جبهة تيجراي- التي تصنفها الحكومة الإثيوبية "إرهابية"- ضد المدنيين في المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى بإثيوبيا، بحسب "فانا".

وادّعى منسقو الحملة أنها حققت زخمًا كبيرًا خلال الأيام الماضية مع تنامي الاتهامات الموجهة لجيبرييسوس.

واعتبروا أنه "يفتقر إلى الكفاءة والحيادية والمساءلة والشفافية التي يشعرون أنها مطلوبة لمنصب بهذا الحجم" بما يمثل "إحراجًا للقيم الأساسية لمنظمة الصحة العالمية"، على حد زعمهم.

وأشاروا إلى أن جيبرييسوس عضو نشط في جبهة تيجراي، وجزء من جهد منظم ومنسق لتشويه وإسقاط حكومة آبي أحمد المنتخبة ديمقراطيًا في إثيوبيا.

ومضوا في ادّعاءاتهم بالقول إن جهوده إلى زعزعة استقرار القرن الأفريقي خلال جائحة كورونا المُستمرة منذ أكثر من عامين، على نحو فاقم مشاكل الرعاية الصحية في إثيوبيا، وتسبب في زيادة عدد النازحين داخلها، وتعريض ملايين الأفراد لخطر الموت والمرض بسبب الافتقار إلى مراكز الرعاية المناسبة والوصول إلى الأدوية والمعدات الطبية.

وحث منسقو الحملة، أعضاء المنظمة الأُممية على النظر في المراجعة للبيانات التي نشرتها وزارة الصحة الإثيوبية، ومعرفة أوجه ما وصفوه بـ"التمييز المنهجي" الذي تزعم مُمارسته من جانب جيبرييسوس ورفاقه ضد الأمهرة في إثيوبيا.

وجيبرييسوس إثيوبي ينحدر من إقليم تيجراي وعمل وزيرا للصحة في حكومة ائتلافية سابقة بقيادة جبهة تحرير تيجراي.

والعام الماضي، اتهم قائد الجيش الإثيوبي، مدير الصحة العالمية بالضغط لصالح الإقليم المتمرّد ومساعدة سلطاته في الحصول على الأسلحة.

وفي معرض حديثه عن جيبرييسوس، قال قائد الجيش الإثيوبي برهان جولا، في مؤتمر صحفي وقتذاك: "عمل في دول مجاورة لإدانة الحرب. عمل لصالحهم للحصول على الأسلحة".

بيد أن جيبريسوس نفى حينها تلك المزاعم، وأصدر بياناً وقال: "كانت هناك تقارير تشير إلى أنني منحاز إلى جانب في هذا الوضع وهذا ليس صحيحًا وأريد أن أقول إنني في جانب واحد فقط وهذا هو جانب السلام".

واندلعت الحرب في إثيوبيا في نوفمبر 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي قوات حكومية إلى تيجراي بهدف الإطاحة بجبهة تيجراي، بعد شهور من تغذية التوترات مع الجماعة التي هيمنت على مقاليد السياسة في البلاد طوال 3 عقود قبل أن يتولى آبي أحمد مهام منصبه.

لكن المتمردين عادوا بشكل مفاجئ واستعادوا السيطرة على معظم مناطق تيجراي بحلول يونيو قبل أن يتقدموا إلى داخل منطقتي أمهرة وعفار المجاورتين.

ودفعت المخاوف من زحف المتمردين على العاصمة أديس أبابا دولاً مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى الطلب من مواطنيها مغادرة إثيوبيا في أسرع وقت ممكن، على الرغم من أن حكومة آبي أحمد قالت إن المدينة آمنة.

وأسفر القتال حتى الآن عن تشريد أكثر من مليوني شخص ودفع بمئات الآلاف إلى العيش في ظروف أشبه ما تكون بالمجاعة، وفق تقديرات الأمم المتحدة، مع ورود تقارير تتحدث عن ارتكاب مجازر وعمليات اغتصاب جماعية من كلا الطرفين.

كانت الأمم المتحدة قالت في نوفمبر الماضي إن حياة ملايين الإثيوبيين في شمالي البلاد مهددة بسبب عدم وصول إمدادات المساعدات إلى المنطقة المتضررة من الصراع.

ودفع القتال المستمر منذ أكثر من سنة بين الجيش الحكومي وحلفائه من جهة، وقوات المتمردين في تيجراي من جهة أخرى، كثيرين إلى الاعتماد على المساعدات.

وتقول الأمم المتحدة إن هناك 5.2 مليون شخص في حاجة لمساعدات عاجلة لتفادي "أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود".

فيديو قد يعجبك: