إعلان

"استهداف للمسلمين أم نزاع حدودي؟".. حقيقة الصراع بين الجارتين النوويتين "الهند وباكستان"

12:23 ص الجمعة 15 أكتوبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

انتشرت في الآونة الأخيرة، صورا ومقاطع فيديو من إقليم كشمير الحدودي المتنازع عليه بين الهند وباكستان، تظهر فيه قوات مدعومة من الجيش والشرطة الهندية، تنهال بالضرب والتعذيب على سكان الإقليم المسلمين، في مشاهد أثارت حفيظة عدد كبير من المسلمين حول العالم.

وفي الوقت الذي تروج فيه باكستان القضية على أنها اعتداء من قبل السلطات الهندية ضد المسلمين في الإقليم المتنازع عليه، إلا أن الهند أكدت في أكثر من مناسبة، أنها تسعى لحماية قواتها وحدودها من الجماعات المصنفة إرهابية في بلادها، وأبرزها "جيش محمد".

وفقا لمراقبين، فإن الإقليم عادة ما يكون مركزا أساسيا للصراع بين الهند وباكستان، الجارتين النوويتين، وهو المسؤول بشكل أساسي عن تدهور العلاقات بينهما.

ولكن في الآونة الأخيرة، تنامت مشاعر الغضب في الإقليم في أغسطس 2019، حين ألغت الحكومة الهندية المادة 370 من الدستور التي تكفل الحكم شبه الذاتي في جامو وكشمير، وقررت تقسيم الإقليم إلى منطقتين خاضعتين للحكومة الفدرالية.

"عملية عسكرية جراحية"

تصاعد التوتر مؤخرا، في إقليم كشمير، وأطلقت القوات الهندية الثلاثاء الماضي، عملية أمنية إثر مقتل 5 من جنودها، في حين نددت باكستان بما وصفتها بحملة القمع والاعتقالات التعسفية في الإقليم.

ورغم إعلان وقف إطلاق النار على طول خط المراقبة الحدودي في فبراير الماضي، إلا أن الاشتباكات تعود مجددا باستهداف جنود من الجيش الهندي، الذي رد باعتقال أكثر من 1400 من قاطني إقليم كشمير.

ويطالب سكان جامو وكشمير باستقلال الإقليم عن الهند أو ضمه إلى باكستان، وذلك منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذا الأغلبية المسلمة.

ودانت باكستان حملة الاعتقالات، التي وصفتها بـ"التعسفية"، واتهمت الهند بانتهاك حقوق الإنسان، وفقا لبيان أصدرته وزارة الخارجية الاثنين الماضي.

وقالت المصادر الباكستانية إن القوات الهندية اعتقلت أكثر من 1400 كشميري على أساس اتهامات كاذبة، ووصفتها بأنها من أكبر حملات القمع في الإقليم.

وفي سياق متصل، أعاد وزير الداخلية الهندي، أميت شاه، التذكير بـ"الضربة العسكرية الجراحية الاستباقية"، التي قامت بها السلطات الهندية في إقليم كشمير في 2016، ضد تنظيمات مصنفة بأنها "إرهابية" في الهند.

وقال في كلمة متلفزة، اليوم الخميس، إنه لا مانع من تكرار تلك الضربة مرة أخرى، بعد سقوط قتلى من الجيش الهندي.

من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الباكستانية، تصريحات الوزير الهندي، هدفها زعزعة الاستقرار في المنطقة.

تاريخ كشمير

كانت كشمير دائماً موضع خلاف بين كل من باكستان والهند حتى قبل الاستقلال عن بريطانيا عام 1947.

وبموجب خطة التقسيم المنصوص عليها في قانون الاستقلال الهندي، كان لدى كشمير الحرية في اختيار الانضمام إلى الهند أو باكستان. واختار وقتها حاكمها" هاري سينغ، الهند، فاندلعت الحرب عام 1947 واستمرت مدة عامين.

دخلت كشمير مرحلة الصراع بين الهند وباكستان، وبدأت حرب أخرى في عام 1965، في حين خاضت الهند صراعاً قصيراً، لكن مريراً مع قوات مدعومة من باكستان في عام 1999. وفي تلك الفترة، أعلنت كل من الهند وباكستان أنهما قوتان نوويتان.

وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن معظم سكان الإقليم في كشمير لا يحبذون العيش تحت إدارة الهند، بل يفضلون الاستقلال أو الاتحاد مع باكستان.

ويشكل المسلمون في ولايتي جامو وكشمير الخاضعتين للإدارة الهندية، أكثر من 60 في المئة من نسبة السكان، مما يجعلها الولاية الوحيدة داخل الهند ذات الغالبية المسلمة.

في عام 2018، قُتل أكثر من 500 شخص من المدنيين وقوات الأمن والمسلحين، وكان ذلك أعلى عدد من الضحايا خلال عقد من الزمن.

وفي أغسطس 2019، جردت الحكومة الهندية ولاية جامو وكشمير من الوضع الخاص الذي منحها استقلالية كبيرة.

وفرض حظر التجول في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، بعدها بعام، تحسباً للاحتجاجات قبل 5 أغسطس، وهو اليوم الذي جردت فيه الحكومة ولاية جامو وكشمير من وضعها الخاص.

"استهداف للمسلمين؟"

أطلق العديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في الدول العربية والإسلامية، وسوم ودعم "لمسلمي كشمير"، لما وصفوه حملات قتل واعتداء ضد المسلمين هناك.

واستخدمت حسابات عدة على موقعي "فيس بوك وتويتر"، الأكثر شهرة بين مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو لقتلى أو اشتباكات، تزعم أنها ضد المسلمين في كشمير.

في المقابل، عملت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، على تقصي الحقائق فيما تبثه تلك الحسابات، وكشفت أن العديد منها مزور، رغم حصوله على آلاف المشاركات.

فيديو قد يعجبك: