إعلان

كوفيد-19 "مرض يجب أن يُحترم".. وتحذير من عودة "أفيون الجماهير"

08:12 ص الأربعاء 08 أبريل 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

مقالات في صحف بريطانية تناقش دعوة "لاحترام مرض فيروس كورونا" ، وتنبيه للجماهير لـ"ألاعيب" القائمين على كرة القدم، وهندسة معمارية "بمفهوم جديد" في زمن الوباء، وأسباب الهجوم على مشروع هاري وميغان الخيري الجديد.

رغم التعاطف العام الواضح مع رئيس وزراء بريطانيا، الذي يرقد الآن في وحدة للعناية الفائقة، فإن وضع بوريس جونسون ليس أمرا شخصيا بل هو أكثر من ذلك بكثير. هكذا يقول سايمون كيلنر، الكاتب في صحيفة "آي"، الذي لا يرى في ذلك أي تجاوز في الوصف.

يقول كيلنر إنه "لا حاجة للمبالغة في تقدير الأثر الذي أحدثه نقل جونسون إلى وحدة العناية المركزة، في مستشفى سانت توماس، من الناحية السياسية والاجتماعية والشخصية ، في داخل الوطن وفي جميع أنحاء العالم".

إذ أن جونسون هو، حتى الآن، الوحيد من بين الزعماء الكبار في العالم الذي يستهدفه فيروس كورونا بهذه الطريقة الشرسة.

الأهم هو "صحة الأمة"

وبفعل الصدمة التي سببها تطور حالة رئيس الوزراء البريطاني، ذهب الكاتب إلى حد اعتبار ما حدث "دليلا استثنائيا على أن فيروس كورونا مرض يجب احترامه"، في إشارة إلى ضرورة التعامل مع الوباء بجدية أكبر بكثير مما يعكسه سلوك البعض.

يشرح الكاتب ذلك قائلا إن معركة جونسون مع كوفيد 19 "ستحقق أكثر مما يمكن أن يحققه أي قدر من الحملات الرسمية الرامية إلى جعل الناس العنيدين ينتبهون للقواعد الجديدة"، الهادفة إلى وقف انتشار الوباء القاتل.

يتحدث المقال عن حالة كاري سيموندز، خطيبة جونسون، الحامل التي تنتظر وضع مولودها أوائل الصيف المقبل، وهي نفسها في عزلة بسبب إصابتها بأعراض الفيروس.

حالة جونسون وسيموندز ليست، وفق وصف كيلنر، سوى مثال "يُضاعف الشعورَ بالألم تجاهه اليقينُ بأن العديد من العائلات في كل أرجاء البلاد سوف تواجه أشكالا من المعاناة المشابهة، والتي غالباً ما تكون أكثر إثارة للمشاعر".

في هذه الأجواء، لم يعد أحد يتحدث عن معارك ما قبل الوباء مثل تلك التي تتعلق بمشروعات بنية أساسية مثيرة للخلاف ومصير بي بي سي وغيرهما. والسبب هو أن "العالم قد تغير".

في الوقت الحالي، هناك أمر واحد مهم، يراه كيلنر في نهاية مقاله، هو "صحة الأمة". ويقول إن "هذا يعبر عن نفسه في الاهتمام الحقيقي برجل واحد وعائلته وما يعنيه كل ذلك للبلاد".

"كرة القدم .. لا تعودي سريعا"

كان الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميير ليغ" أحد ضحايا وباء فيروس كورونا.

فقد تقرر وقف البطولة الشهيرة بأنها الأكثر تنافسية من نوعها في العالم.

هناك من أسعده هذا القرار. ففي صحيفة "الإندبندنت أونلاين"، يقول تشاس نويكي ـ بوردين: "يسعدني أن موسم كرة القدم لهذا العام قد عُلق - الوقف بسبب فيروس كورونا يظهر للمشجعين مدى قبح هذه اللعبة الجميلة".

ويرى الكاتب أنه مع توقف المباريات وصفقات انتقال اللاعبين "تنجلي السحابة التي تحجب الرؤية"، وهو ما يراه فرصة "لإمكانية أن نتحد ونطالب برياضة أكثر أخلاقية، بداية بالمساعدة في الضغط على الأندية التي تعطي الأرباح أولوية على الرعاية"، أي رعاية الناس المحتاجين.

عندما قرأ الكاتب تقارير تفيد بأن الموسم الكروي يمكن أن يبدأ مرة أخرى، مع إقامة المباريات بلا جمهور، فإنه "شعر بأن جزءًا منه متحمس حقًا. لكن جزءًا آخر يعتقد أنه سيكون رائعًا لو طالت فترة التوقف أكثر".

لماذا؟، يسأل نويكي ـ بوردين، ثم يجيب بشيء من التفصيل.

يقول "بينما يموت المئات من الأشخاص في المملكة المتحدة يوميا، يخطط رؤساء الدوري الممتاز في الخفاء لـ "حدث تلفزيوني ضخم" مربح يتضمن إقامة مباريات بدون جمهور هذا الصيف. وتم تحذيرهم من أن هذا سيخاطر بظهور الآلاف من المشجعين خارج الملاعب المغلقة".

ينتقد الكاتب تفكير هؤلاء المسؤولين قائلا إنهم يعلمون أن اللاعبين قد يصابون في المباريات، الأمر الذي يضيف أعباء غير ضرورية على المستشفيات التي تئن بالفعل تحت هجوم الوباء القاتل.

ويضيف "إنهم يدركون أنهم قد يحتاجون إلى سحب سيارات الإسعاف والمساعدين الطبيين من الجبهة (في المعركة مع الفيروس)، وكذلك سحب أدوات الاختبار من أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها".

ورغم هذه الأضرار، التي يشير الكاتب إلى أنها ستلحق بجهود مكافحة الوباء ورعاية المتضررين منه، فإن القائمين على صناعة كرة القدم يصرون على الضغط بقوة للمضي في تنفيذ فكرة إقامة مباريات وراء أبواب مغلقة. والسبب، برأيه، هو "أنهم لا يريدون سداد 762 مليون جنيه استرليني، تقاضوها بالفعل، هي عائدات البث التليفزيوني للمباريات".

ويضيف أنهم "خائفون من أنه إذا كانت هناك فترة توقف طويلة للمباريات، فسوف يلاحظ المشجعون الألاعيب القذرة التي تدار بها هذه الرياضة".

ويمضي قائلا "بدون تشتيت الانتباه الذي تتسبب فيه المباريات، فإن التوقف المؤقت للعب نتيجة فيروس كورونا يُري الجماهير مدى الجشع والشر الذي أصبحا سمة هذه الرياضة. والآن بعد أن تنبه المزيد من المشجعين، لا أريد أن يعود أفيون الجماهير الحقيقي، ويعيدنا معه إلى النوم".

وينصح بأنه "عندما تكون أعيننا مفتوحة، يمكننا أن نرى الحقيقة".

ويخلص نويكي ـ بوردين إلى أنه "كلما طالت فترة التوقف، زادت فرصة إعادة اكتشاف روح اللعبة وضميرها". ثم يخاطب اللعبة قائلا "كرة القدم، عودي على الرحب والسعة، ولكن ليس عاجلا".

كيف تبني مستشفى في تسعة أيام؟

يتحدث البريطانيون، في ظل الوباء الحالي، عما يراه البعض إنجازا رائعا تمثل في تحويل بعض المنشآت إلى مستشفيات مجهزة في وقت قياسي.

كيف حدث ذلك؟ الفضل في ذلك يرجع إلى "نوع جديد من الهندسة المعمارية"، وهو ما يتحدث عنه أوليفر وينرايت في مقال بصحيفة "الغارديان" عنوانه "كيف تبني مستشفى في تسعة أيام: عمارة الطوارئ في زمن الوباء".

ويشرح وينرايت كيف تحول عدد من المشارح، التي يحتفظ فيها بحثث الموتي، المتنقلة إلى عنابر للعناية الفائقة، في سياق خطة الحكومة البريطانية لمواجهة الوباء.

يقول الكاتب "شهد وباء فيروس كورونا واحدة من أكبر عمليات تعبئة البنية التحتية المؤقتة في وقت السلم، بدءا من مستودعات الموتى المتنقلة، مرورا بمراكز إجراء الاختبارات ثم عنابر العناية الفائقة. إنه جهد أولمبي شمل نصب سقالات وإقامة سرادقات وخيام قابلة للنفخ وكبائن محمولة، حيث تم إعادة استخدام المباني الحالية ـ في أغراض غير التي أنشئت من أجلها ـ في غضون أيام".

ويلفت وينرايت إلى أنه "نظرا لأنه كان يجب البدء في البناء حتى قبل الانتهاء من وضع المخططات والرسومات في كثير من الحالات، فإن المصممين المعماريين والمهندسين والمصنعين يستجيبون بسرعة هائلة".

ووصف الكاتب ذلك بأنه "هندسة الطوارئ في أبسط صورها"، معبرا عن اعتقاده بأن بريطانيا "تحتاج إلى الكثير من هذا النوع الجديد من الهندسة المعمارية".

وتحدث وينرايت عن مستشفى نايتنغيل، الذي بني بمقر مركز "أكسيل" للمؤتمرات شرقي لندن في تسعة أيام فقط.

ونقل عن جيمس هيبورن، أحد المصممين المعماريين للمشروع، قوله: "كانت الاستراتيجية تتعلق باستخدام أكبر قدر ممكن من البنية التحتية الحالية".

ويضيف هيبورن "كان واضحا من اليوم الأول مدى صعوبة شراء المستلزمات، حيث تم إغلاق العديد من المصانع. استخدمنا الألواح التي تفصل بين أقسام المعرض بعد إضافة بعض الصلابة إليها لتصنيع رؤوس الأسرة، ثم مددنا خطوط الكهرباء والمياه والصرف الصحي والغاز الطبي في مجرى طويل أنشىء في الخلف".

وقد وضع التصميم في الاعتبار أيضا أن الطبيب عليه، في ظل هذه الظروف الاسثتنائية، أن يتابع حالة عدد من المرضى أكبر من المعتاد بكثير. ولذلك ضمن المصممون أن تتاح للطبيب القدرة على أن يرى صفوف الأسرة بالمرضي الراقدين عليها بوضوح دون أي عوائق.

ووفق هذا التصميم تحول الموقع، كما يقول الكاتب، إلى "خط إنتاج يعمل على مدارالساعة، مع تولي أفراد الجيش التنسيق".

مستشفى نايتنغيل ليس الوحيد من نوعه، فهناك مستشفيات طوارئ مماثلة يجري بناؤها في مدن بريستول وهاروغيت وبرمنغهام ومانشستر.

يسأل وينرايت: رغم أن هذه العملية مكثفة للغاية، هل يمكن أن تقدم التجربة بأكملها بعض الدروس للمستقبل؟

يجيب الكاتب، نقلا عن أحد المهندسين المعماريين: "إذا طلب منك شخص ما تصميم مستشفى مثل

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: