إعلان

أطنان أسرار.. ماذا نعرف عن أكبر وأخطر قرصنة على مؤسسات أمريكية حساسة؟

02:56 م الأربعاء 16 ديسمبر 2020

تعرض مؤسسات أمريكية حساسة لعملية قرصنة ضخمة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

اتهم مسؤولون أمريكيون- مخترقين روسيين بشن هجمات قرصنة ربما مكنتهم من الحصول على أهم أسرار الولايات المتحدة، وقال الخبراء- بحسب وكالة أسوشيتيد برس- إن نُخبة من القراصنة الروس نفذوا العملية التي استمرت لأشهر.

وأفاد تقرير نشرته الواشنطن بوست الأمريكية بأن "جواسيس للحكومة الروسية" يقفون وراء الهجوم الذي استهدف الخزانة والإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات (NTIA) التابعة لوزارة التجارة، وهي الهيئة المعنية بتحديد سياسات الحكومة في مجال الإنترنت والاتصالات. ووصفت السفارة الروسية لدى واشنطن هذه الاتهامات بـ"العارية من الأساس"؛ ما يدعو إلى التساؤل:

هل حصل المخترقون على أسرار نووية.. بيانات مُتعلقة بلقاح ضد كوفيد- 19.. مخططات لأنظمة أسلحة الجيل التالي؟!

قد يستغرق الأمر أسابيع وربما سنوات في بعض الأحيان حتى يتنقل المحققون الرقميون عبر شبكات الحكومة الأمريكية وشبكات الصناعات الخاصة للحصول على إجابات على هذه الأسئلة، ويزداد الأمر صعوبة، حسب الخبراء، نظرًا إلى براعة المخترقون في تغطية مساراتهم، وفي بعض الأحيان لا يتم الكشف أبدًا عن مسارات الاختراق أو ما توصل إليه المتسللون إلى المواقع الإلكترونية.

1

ويبدو واضحًا أن هذه الحملة التي يقول خبراء الأمن السيبراني إنها اعتمدت على تكتيكات وتقنيات وكالة الاستخبارات الروسية (SVR)، ستحتل المرتبة الأولى بين أكثر الحملات القادرة على جمع بيانات ومعلومات في سجلات التجسس الإلكتروني.

ورجحت واشنطن بوست، في تقريرها، أن يكون القراصنة هم المجموعة نفسها التي استهدفت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما الشبكات الإلكترونية للبيت الأبيض ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى هجوم على شركة FireEye المختصة بالأمن السيبراني الأسبوع الماضي.

وأشارت أسوشيتد برس أيضا إلى أن روسيا تقف وراء الهجوم على FireEye، وأقرت في الوقت نفسه بغياب أي أدلة تربط موسكو بهذا الهجوم وذلك الذي استهدف الخزانة.

"قرصنة مواقع حساسة"

كانت الوكالات الحكومية الأمريكية، بما في ذلك وزارتي الخزانة والتجارة، بين عشرات الأهداف عالية القيمة في القطاعين العام والخاص اللذين تم اختراقها منذ مارس الماضي من خلال توزيع تحديث لنظام تشغيل على آلاف الشركات والوكالات الحكومية في جميع أنحاء العالم.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الاثنين الماضي إنها استخدمت البرنامج، مُشيرة إلى أنها أصدرت توجيهات وإرشادات لحماية شبكاتها، ولن تذكر "لأسباب أمنية تشغيلية" ما إذا كان قد تعرضت أي من أنظمتها للاختراق.

قال كريس ميللر، القائم بأعمال وزير الدفاع، أمس الثلاثاء لشبكة سي بي إس نيوز، إنه لا يوجد دليل حتى الآن على تعرض البنتاجون للاختراق.

3

وفي الأشهر التي تلت صدور التحديث، قام متسللون- حسب أسوشيتيد برس- بسرقة البيانات بعناية، وغالبًا ما قاموا بتشفيرها حتى لا يتمكن الخبراء من معرفة ما إذا كانت سُرقت أم لا، علاوة على ذلك قاموا بتغطية مساراتهم بحرفية.

حسب توماس ريد، خبير في النزاعات الإلكترونية في جامعة هوبكنز، فإن فعالية الحملة المحتملة يمكن مقارنتها بقرصنة "متاهة ضوء القمر" الروسية التي استمرت ثلاث سنوات في تسعينيات القرن الماضي لقرصنة أهداف حكومية أمريكية بما في ذلك وكالة ناسا والبنتاجون.

وفقًا لتقديرات المحققين الأمريكيين فإن حجم المعلومات التي حصل عليها المخترقون كبير للغاية، وقالوا: "إذا طُبعت ووضُعت فوق بعضها البعض، فإن ارتفاعها سيتجاوز ارتفاع نصب واشنطن التذكاري ثلاث مرات".

"كم هائل من المعلومات"

وأضاف ريد: "كيف يستخدمون هذا الكم الهائل من المعلومات؟ هم أنفسهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك حتى الآن".

لم تكشف إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب عن الوكالات المُخترقة، وحتى الآن لم تكشف أي ضحية من القطاع الخاص عن نفسها. وحسب ريد، فإن مقاولي الدفاع، وشركات الاتصال كانوا عادة أهدافًا شائعة لدى المخترقين المدعومين من الدولة.

يسعى عملاء الاستخبارات، وفق أسوشيتد برس، إلى الحصول على أحدث المعلومات المتعلقة بتكنولوجيا الأسلحة وأنظمة الدفاع الصاروخي، وأي شيء حيوي للأمن القومي. كما أنهم يطورون ملفات عن الموظفين الحكوميين المنافسين، ربما من أجل استخدامها لاحقًا في تجنديهم للتجسس.

2

وأفادت رويترز، أمس الثلاثاء، بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين، قطع زيارته إلى أوروبا عائدا إلى واشنطن "لتنسيق الرد على الهجوم السيبراني".

كان من المقرر أن يعود أوبراين إلى واشنطن السبت المُقبل، ولكنه اضطر إلى إلغاء خطط بمقابلة مسؤولين في إيطاليا وألمانيا وسويسرا وبريطانيا.

"واشنطن لا تتعاون"

من جانبه، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن واشنطن تجاهلت اقتراحات موسكو بالتعاون في مكافحة القرصنة الإلكترونية، حسبما نقلت تقارير إعلامية روسية.

وفي تصريحات صحفية، الاثنين الماضي، قال بيسكوف: "يمكنني أن أرفض مجددا هذه الاتهامات، كما أود أن أجدد كذلك أن الرئيس بوتين هو الذي اقترح على الجانب الأمريكي التنسيق وعقد اتفاقية حول التعاون في مجال الأمن السيبراني وأمن المعلومات، وكان ذلك سيسمح للدولتين بالتعاون في مكافحة أي جرائم سيبرانية وأي محاولات للتجسس السيبراني وما إلى ذلك. لكن مبادرة بوتين هذه لم تتلق ردا في الولايات المتحدة".

وتابع المتحدث باسم الكرملين: "إذا كانت هناك هجمات ما على مدار أشهر ولم يستطع الأمريكيون التعامل مع هذه المشكلة، فلعل ذلك ليس سببا لإلقاء اتهامات عارية من الأساس إلى الروس، فلا علاقة لنا بالأمر".

فيديو قد يعجبك: