إعلان

"الأسوأ قادم".. "الإرهاب الأبيض" يسعى لتنفيذ هجمات على غرار 11 سبتمبر

09:37 م الثلاثاء 06 أغسطس 2019

مظاهرة لمناصري السيادة البيضاء في أمريكا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

حذر مناصر وعضو سابق في تنظيم النازيين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية من أن أنصار نظرية السيادة البيضاء موجودين في أمريكا بشكل كبير، وأن خطرهم يزداد بشكل كبير وقادرين على تنفيذ هجمات إرهابية كبيرة على غرار ما حدثت في 11 سبتمبر.

وقال في حوار لمجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية إنه يعرف أشخاص منهم في مناصب قوية، وسياسيون ومن قوات إنفاذ القانون، وبعضهم يشبه الخلايا النائمة.

"الأمور ستزداد سوءًا"، جاءت كلمات المتطرف السابق كريستيان بيتشيوليني، في أعقاب هجومي تكساس وأوهايو، حيث لقي أكثر من 30 شخصًا مصرعهم وأصيب العشرت في إطلاقي نار.

والأول تحديدًا بمدينة إل باسو بولاية تكساس نفذه شاب يحمل أفكارا حول سيادة العرق الأبيض، ونشر على موقع "8تشان" الإلكتروني الذي يستخدمه المتطرفون بيانا (مانيفستو) يشيد بهجوم المسجدين في نيوزلندا، ويحذر من نظريات متطرفة مثل "الاستبدال العظيم" والتي تدعو إلى مواجهة المهاجرين وأصحاب الأصول الأخرى غير البيضاء، وإن وصل الأمر إلى القتل.

تحدث بيتشيوليني إلى المجلة الأمريكية، وقال إنه التحق بالنازيين الجدد قبل 30 عامًا وهو في السابعة عشر من عمره، ويعمل حاليًا على إبعاد الناس عنهم.

وقال إن إرهابيي السيادة البيضاء، والذين خلفوا عشرات القتلى في هجمات نيوزلندا وتكساس وغيرها في الآونة الأخيرة، لا يسعون إلى تنفيذ هجمات فردية أخرى، بل يعملون على تنفيذ هجمات كبيرة على غرار هجوم "تيموتي ماكفيه" والذي فجر باستخدام 2 طن من المتفجرات مبنى فيدرالي في أوكلاهوما عام 1995.

ذلك الحادث كان الأكبر في تاريخ أمريكا قبل أن تتخطاه هجمات 11 سبتمبر 2001 في الدموية، وأسفر عن مقتل 168 شخصًا.

طالب سياسيون في الولايات المتحدة الأمريكية بتشديد قوانين حيازة الأسلحة كحل لإيقاف هجمات إطلاق النار الجماعي في البلاد، لكن بيتشيوليني قال إن الإرهابيين دائمًا يجدون طرقا أخرى.

وضرب أمثلة بان "ماكفيه" استخدم سيارة مليئة بالمتفجرات، واختطف منفذو هجمات 11 سبتمبر طائرات، كما أن داعش يستخدمون الهجمات الانتحارية والشاحنات والأسلحة البيضاء.

وحينما سألته مراسلة المجلة حول ما إذا كان يعتقد أن القوميين البيض يمتلكون طيارون يناصرون أفكارهم، قال "يجب أن يكون لدهم. أعرف أشخاص في مراكز قوية، وفي السياسة، وقوات إنفاذ القانون، وهم مناصرين للسيادة البيضاء بشكل سري".

يدير بيتشيوليني حاليًا مركزا دوليا لمواجهة التطرف ويقدم النصائح والدعم من أجل مساعدة الأشخاص على الخروج من تنظيمات السيادة البيضاء المتطرفة.

حول هجوم إل باسو في تكساس، قال الرجل إنه شعر بالحزن لأن هذا ما يعمل على عدم حدوثه منذ 20 عامًا، وتابع "هذا التصعيد العنيف قد يصبح أسوأ. أيدلوجية السيادة البيضاء تنتشر بشكل أسرع لتصبح اتجاه سائد بشكل أكبر مما كانت عليه في الماضي. لا توجد برامج للمواجهة ومساعدة الناس على الابتعاد عن التطرف".

أوضح أيضًا أن الإنترنت يلعب دورًا كبيرًا ويتشابه ذلك مع طريقة تنظيم داعش الإرهابي، فأنصار السيادة البيضاء دعايتهم مشابهة لداعش "قبل 30 عاما كان علينا مقابلة الناس وجها لوجه، أما الآن فالملايين والملايين من الشباب يعيشون حياتهم على الإنترنت. يجدون مجتمعا إلكترونيا بدلا من العالم الخارجي، ويدخلون في محادثات تدعو للعنف".

أشار كريستيان بيتشيوليني إلى أنه قرأ البيان أو "المانيفستو" الذي نشره منفذ هجوم إل باسو، مضيفًا أنه قرأ تلك الأشاء منذ أول ظهور لها، حيث تتشابه جميعا وتتحدث عنة نظريات مؤامرة مقل "الاستبدال العظيم" للجنس الأبيض، والاعتقاد بأن المهاجرين سيزداد عددهم مع مرور السنين ويقضوا على أصحاب البشرة البيضاء.

يعارض حاليًا بيتشيوليني تلك النظريات ويقول إن الهجرة موجودة عبر القرون، ولازال العرق الأبيض موجود. كما أن حدود الدول تتغير عبر الزمن لكن لغة أصحاب نظرية السيادة البيضاء كما هي منذ عقود.

398c953ad

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقا في أبريل الماضي، أبرزت فيه حوالي 30 هجومًا نفذهم المتطرفين من أصحاب نظرية السيادة البيضاء بداية من عام 2011، وتحديدا هجوم النرويج الإرهابي.

وذكرت أن الفترة من 2011 إلى 2017 شهدت 350 هجومًا لأصحاب نظرية السيادة البيضاء في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا.

قال بيتشيوليني إن هناك دائما اتصال بين المجموعات المتطرفة فهي تتشارك في نفس الاسم، ونفس البنية القيادية. وأشار إلى أن البيانات أو "المانيفسو" تكون متشابهة وتعكس الأفكار الواحدة، فعلى سبيل المثال دعم منفذ هجوم تكساس الأخير إرهابي نيوزلندا.

وتابع في الحوار مع "ذي أتلانتيك": "لم يعد الأمر مرتبطا بفكرة الذئاب المنفردة، والتي كانت تستخدم في التسعينيات والثمانينيات. الأيدلوجية آنذاك كانت بلا قيادة أو حركة مركزية، بل أفراد يتحركون من أنفسهم. لكن الإنترنت قوّى تلك الحركات عالميا، باتوا متصلين دوليا. أقول إن تهديد إرهاب أنصار حركة السيادة البيضاء مستمر في الانتشار".

كريستيان بيتشيوليني

فيديو قد يعجبك: