إعلان

سي إن إن: كيف رسمت جلسات "مُحاسبة ترامب" صورة لعينة له؟

04:18 م الخميس 14 نوفمبر 2019

ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

قالت شبكة "سي إن إن" إن أولى الجلسات العلنيّة الخاصة بإجراءات مُحاسبة الرئيس الأمريكي تمهيدًا لعزله، تضمنّت إفادات مُثيرة داخل الكونجرس، رسمت صورة تُجرّم دونالد ترامب باعتباره "رئيسًا يجري وراء غرائزه وعلى استعداد للتضحية بمصالح أمريكا من أجل مآربه الشخصية".

وبدأ مجلس النواب الأمريكي، أمس الأربعاء، الجلسات العلنية في إطار التحقيق الهادف إلى عزل ترامب، والذي يُشتبه باستغلاله السلطة، لبثّ وقائع المعركة الشرسة بين الرئيس الجمهوري والديموقراطيين على الأمريكيين مباشرة عبر عدسات الكاميرات.

اعتبرت الشبكة الأمريكية في تحليلها المنشور على موقعها الإلكتروني، الخميس، أن الجانب الأكثر أهمية حتى الآن من التحقيقات الجارية حول جهود ترامب المزعومة للي ذراع أوكرانيا خلال حملته الانتخابية، يتمثّل في أنه يُمكّن الديمقراطيين من طرح سؤال على كل مواطن أمريكي في قلب هذا الفصل الوطني المُظلم في تاريخ البلاد- على حدّ تعبيرها.

وخلال الجلسة، سأل رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، وهو ديمقراطي من كاليفورنيا يُشرف على التحقيق: "إذا لم يكن هذا اتهامًا، فماذا يُمكن أن تُسمونه؟"، قائلًا إن قيم الجمهورية ومفهوم الرئاسة الخاضعة للمُساءلة باتت على المحك بالنسبة للأجيال القادمة.

"وصمة عار تاريخية"

واستدعى الديمقراطيون الذين يقودون مجلس النواب، أمس الأربعاء، ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين أعربوا كلهم خلال إفادات في جلسات مُغلقة عن قلقهم من تعاملات ترامب مع أوكرانيا، ليبنوا بذلك الأساس لقضية اتهام ترامب بإساءة استغلال سلطته.

ومن المُقرر أن تُستأنف هذه الجلسات مرارًا وتكرارًا خلال الأسابيع المقبلة، فيما يُفكر المشرعون في التعامل مع وصمة العار التاريخية المُحتملة حال عزل ترامب، لكونه سيُصبح "الرئيس الثالث الذي يتم عزله"، وفق سي إن إن.

وفي أكثر اللحظات المُثيرة للدهشة خلال الجلسة العلنية الأولى، كشف الدبلوماسي الأمريكي البارز لدى أوكرانيا وليام تايلور، معلومة جديدة تُفيد بأن اتصالًا هاتفيا آخر جرى بين ترامب وسفير واشنطن لدى الاتحاد الأوروبي جوردون سوندلاند، وذلك بعد يوم من مكالمة أجراها في 25 يوليو مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال إن أحد المُساعدين- سمع المكالمة على هاتف محمول أثناء تواجده في مطعم في رواية أثارت مخاوف تتعلق بالأمن القومي- ذكر أن ترامب سأل سوندلاند على "التحقيقات" في أنشطة نائبه السابق جو بايدن، التي طلب من نظيره الأوكراني فتحها، فأخبره سوندلاند بأن الأوكرانيين مستعدون للمُضي فيها قدمًا.

وفي هذا الصدد، نقلت رويترز عن شخص وصفته بالمُطلع قوله إن ديفيد هولمز، وهو مساعد لتيلور تم استدعاؤه للإدلاء بإفادته خلف أبواب مغلقة الأسبوع المقبل في تحقيق المساءلة، هو الموظف الذي سمع المكالمة بين ترامب وسوندلاند.

لكن مشرعين جمهوريين وصفوا رواية تيلور بأنها "شائعات"، مُشيرين إلى أن رئيس أوكرانيا لم يقل إنه شعر بالضغط من ترامب.

وصرّح ترامب للصحفيين أمس الأربعاء بأنه "لا يعرف هذا الحدث". وقال من البيت الأبيض: "لا أعلم شيئًا عن هذا الأمر. أسمعه للمرة الأولى"، مُضيفًا: "على أي حال، إنها معلومة مُستقاة بشكل غير مباشر. ولا أتذكرها، على الإطلاق، ولو حتى قليلًا".

وأشارت الشبكة إلى أن هذه المعلومة دحضت مزاعم الجمهوريين بأنه "لا دليل على وجود صلة مباشرة بين ترامب وأي محاولة للضغط على أوكرانيا من أجل استهداف بايدن"، وأبطلت ما قاله ترامب سابقًا عن سوندلاند :"بالكاد أعرف الرجل"، وزادت الضغوط على سوندلاند نفسه، والذي من المُقرر أن يُدلي بشهادته الأسبوع المقبل.

وفي الوقت نفسه، ذكرت أن تايلور وزميله جورج كِنت، نائب مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الأوروبية والأوروبية الآسيوية، أفادا بشهادة تدعم نظرية مُفادها أن "ترامب طلب مُساعدة أوكرانيا لسحب البُساط من الديمقراطي بايدن الذي يحظى بفرض كبيرة لمنافسته في السباق إلى البيت الأبيض في 2020".

"موقف سيء"

وفي عالم سياسي تحكمه سياسة الأمر الواقع، ساء موقف ترامب بشكل غير معقول على مدار يوم مكثف من الإفادات العلنية. لكن حلفاء ترامب الجمهوريين- الذي يدافعون عنه في الأغلب بنظريات مؤامرة يروّجون إليها عبر وسائل الإعلام المحافظة- أكّدوا على أن الديمقراطيين تنتظرهم مهمة شاقة.

وقابل الجمهوريون اتهامات الديمقراطيين لترامب خلال الجلسة بإساءة استغلال سلطته بإنكار قوي، نافين أي تواطؤ في القضية التي تدور حول مزاعم قيام ترامب ومساعديه بالضغط على أوكرانيا بطريقة "غير لائقة" لتشويه سمعة منافسه بايدن من أجل مصلحة سياسية".

كما يدين ترامب تحقيقات الديموقراطيين في القضية الأوكرانية، معتبرا أنها "مهزلة، وحملة هذيان شعواء، ومحاولة انقلاب". ويأمل في غسل هذه "الإهانة" عبر صناديق الاقتراع بفوزه بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر 2020.

ووصف جلسات استماع مجلس النواب لكبار مسؤولي البيت الأبيض حول "فضيحة أوكرانيا"، بأنها "أكبر احتيال في تاريخ الولايات المتحدة". وأعاد نشر مقطع فيديو بثّه البيت الأبيض عبر تويتر، لنفسه مُتحدثًا عن إجراءات عزله، قائلًا: "نحارب للقضاء على مستنقع الحزب الديمقراطي.. أنا أحارب لأجلكم".

بدورها، رجّحت الشبكة الأمريكية أن يكون الجمهوريون نجحوا بهجومهم خلال الجلسة في تعقيد ما كان الديمقراطيون يأملون في أن يكون سهلًا لإقناع الرأي العام بأن ترامب مُخطئ على نحو أخفق في إثباته تقرير روبرلت مولر، المُحقق الخاص بشأن مزاعم تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

ولفتت سي إن إن إلى أن الخطة التي يملكها الديمقراطيون على مدى الأسبوعين المقبلين تتمثل في الحفاظ على إطلاق إفادات خلال الجلسات العلنية، تُثبت أن ترامب استغل سياسية أمريكا الخارجية من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

ورأت أن الديمقراطيين سيحتاجون إلى بذل مزيد من الجهد "لبلورة جميع الشهادات القادمة في قضية مقنعة وموجزة يمكن أن تغير مسار الرياح السياسية".

"سد الدعم الجمهوري"

قالت الشبكة إنه إذا كان الديمقراطيون يرغبون في تسريع إجراءات الإطاحة بترامب، فإنهم في حاجة إلى "كسر سد الدعم الجمهوري" الذي بناه الرئيس الذي يُحكم قبضته بشكل استثنائي على حزبه، ومن ثمّ سيُصبح هدفهم لإقالته قبل أن يلحق بالسباق الرئاسي في 2020، هدفًا أكثر جدوى.

وأوضحت أن الجلسة الأولى لم تشهد أية مؤشرات على انهيار الدعم الجمهوري لترامب، مُشيرة إلى أن الأمر قد يستغرق بضع أيام ليتضح ما يمكن أن تفعله "دراما واشنطن" في الأمة ككل- على حدّ تعبيرها.

وأشارت إلى أن بعض الناخبين المُحتمل مُشاركتهم في السباق الرئاسي الأمريكي 2020، أعربوا عن امتعاضهم مما سمعوه خلال الجلسة الأولى من جلسات "عزل ترامب".

قالت كارلي ريبوك (38 عاما)، وهي من ولاية أريزونا ولم تصوّت لترامب في انتخابات 2016 وتعتقد أنه من الضروري أن يُعزل: "لم أعد أعرف الحزب الجمهوري الذي عهدته في السابق"، وفق الشبكة الأمريكية.

كما انتقد بويس أوبراين، وهو جمهوري عاش في مدينة فينكس بولاية أريزونا لمدة 22 عامًا، الحزب الجمهوري أيضًا.

في المقابل، أكّد كنت جيفرز، وهو زائر من ولاية ويسكونسن، أن جلسات الاستماع "لن تؤثر على دعمه لترامب".

فيديو قد يعجبك: